بوركينا فاسو .. بدء جلسات المؤتمر الوطني لاختيار رئيس إنتقالي
وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)
بدأت الجلسات المؤتمر الوطني في بوركينا فاسو الجمعة لتعيين رئيس انتقالي بعد أسبوعين على ثاني انقلاب شهدته بوركينا فاسو خلال ثمانية أشهر، حمل إلى السلطة الكابتن إبراهيم تراوري الذي تظاهر مئات من أنصاره في واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو مطالبين باختياره.
وتلا أحد أعضاء المجموعة العسكرية الحاكمة الكابتن مارسيل ميدا رسالة من تراوري الذي تغيب عن افتتاح الاجتماعات كما ذكر صحافي في وكالة فرانس برس.
وقال “علينا إسكات خلافاتنا وتجميع ثراء تنوعنا للحفاظ على الأساسيات وكتابة صفحة جديدة مليئة بالأمل”، مؤكدا أن “علينا إعطاء توجهات واضحة لبناء أمة قوية ومرنة، أمة قادرة على إحلال السلام والأمن والتنمية المستدامة”.
ويشارك في هذه الجلسات حوالى 300 شخص يمثلون الجيش والشرطة والمنظمات التقليدية والدينية والنقابات والأحزاب والنازحين داخليًا من ضحايا الهجمات الجهادية التي تضرب بوركينا فاسو منذ 2015.
وتمركزت آليات عسكرية ومدرعات في عدد نقاط الوصول إلى مركز المؤتمرات في واغادوغو حيث يُعقد الاجتماع.
وفي 24 يناير الماضي قام عسكريون بقيادة اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا في إطار مجلس عسكري سمي “الحركة الوطنية للحماية والاصلاح” باطاحة الرئيس روش مارك كريستيان كابوري المتهم بالعجز في مواجهة الهجمات الجهادية التي تضاعفت في بوركينا فاسو.
ولم تتوقف الهجمات منذ ثمانية أشهر. وفي مواجهة التدهور المستمر للوضع، وقع انقلاب جديد في 30 سبتمبر حمل إلى السلطة الكابتن الشاب إبراهيم تراوري (34 عاما) من أجل “إعادة تركيز المرحلة الانتقالية على حالات الطوارئ الأمنية”، بحسب المجموعة العسكرية.
وعين تراوري رسميًا رئيسا بعيد توليه السلطة لكنه أكد أنه سيقوم بتصريف “الشؤون الجارية” ، حتى يتم تعيين رئيس انتقالي مدني أو عسكري جديد من قبل “الاجتماعات الوطنية”.
وينص مشروع ميثاق الانتقال الذي يفترض أن تعتمده الجلسات الوطنية وحصلت وكالة فرانس برس نسخة منه على أن “تنتهي ولاية رئيس المرحلة الانتقالية بتنصيب الرئيس الفائز في الانتخابات الرئاسية” التي يفترض أن تجرى في يوليو 2024 .
ويفيد هذا النص بأن “رئيس المرحلة الانتقالية لا يمكنه الترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية التي ستنظم لإنهاء الانتقال”.
صباح الجمعة، تظاهر مئات من الأشخاص بالقرب من مركز المؤتمرات وهم يرفعون صور الكابتن تراوري بينما لوح بعضهم باعلام روسيا وبوركينا فاسو ومالي.
وفي عدد من البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية، تتمتع موسكو بدعم شعبي متزايد بينما تتراجع سمعة فرنسا القوة الاستعمارية السابقة بشكل متزايد هناك، لا سيما في مالي الدولة المجاورة لبوركينا فاسو والتي يقودها جنود انقلابيون منذ 2020.
وقال المتظاهر سايوبا ويدراوغو لفرانس برس “نريد الكابتن تراوري أو لا أحد”. واضاف “على المشاركين في الاجتماعات أن يفهموا بوضوح هذه الرسالة وأن يتبعوا خيار الشعب”.
من جهته، قال جيرمان كابري “لا يحدث انقلاب لمنح السلطة لشخص ما.. هو أو لا أحد وهذه الاجتماعات ما كان يجب أن تعقد”.
ودعا السفير الفرنسي في بوركينا فاسو لوك هالاد مواطنيه إلى “الحد من تنقلاتهم” الجمعة “بما هو ضروري جدا ، خوفا من تحركات احتجاجية جديدة”.
وكان متظاهرون مؤيدون لتراوري هاجموا خلال الانقلاب الأخير مصالح فرنسية في بوركينا فاسو بينها السفارة ومعهدان فرنسيان.
وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد أبيدون المحلي أن 53 بالمئة من سكان بوركينا فاسو يرغبون في أن يكون تراوري رئيسا للبلاد، حسب الصحيفة الحكومية اليومية “سيدوايا”.
وأدت الهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة تابعة لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية إلى مقتل الآلاف وتشريد نحو مليوني شخص منذ 2015.
وأكثر من أربعين بالمئة من أراضي البلاد خارجة عن سيطرة الدولة لا سيما على جانب الحدود مع مالي والنيجر.
وأكد تراوري أن واغادوغو ستواصل احترام الالتزامات التي تعهدت بها في عهد داميبا حيال المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) ولا سيما بشأن تنظيم الانتخابات وعودة المدنيين إلى السلطة في موعد أقصاه يوليو 2024.