نجوي حجازي تكتب: للأزهر صوت وصدى … متى يصل إلينا!!!؟؟
تحضرني قصيدة أحمد شوقي في مدح الأزهر حين قال:
قُم في فم الدنيا وحيّ الأزهرا….وانثر على سمع الزمان الجوهرا.
واذكره بعد المسجدين معظماً…لمساجد الله الثلاثة مكبرا.
واخشع مليّاً واقض حق أئمة…طلعوا به زُهرا وماجوا أبحرا .
ليس هناك أدنى شك في أن الأزهر الشريف الذي أراد له الله عز وجل أن يكون المنبر والمنارة التي يشع منها تعليم الدين الإسلامي الصحيح لكل أنحاء المعمورة بعد أن بناه الفاطميون من أجل نشر المذهب الشيعي ، فأرسل إليه من يحميه ويكون سببا في نشر الاسلام الصحيح ،أن يظل محتفظاً بكيانه كجامع وجامعه تحتضن الطلاب من كافة أنحاء الأرض يدرسون ويحفظون القرآن ويتفقهون في الدين ويتبحرون فيه ….ولكن هل هذا هو الدور الذي اكتفى به الأزهر في عصرنا الحالي ؟؟؟؟وهل بعد رحيل الشيخ والعالم الجليل الشعراوي رحمه الله لن يخرج إلينا مثله ولن يجود علينا الزمان بشبيه له !!!؟؟؟؟فأنا والله منذ سنوات وأنا أبحث في هذا السؤال خاصة كلما ازدادت الحرب على الدين وعلى مشايخ الإسلام والأزهر ….فالكلام في الدين وعن الدين أصبح حديث من لا حديث له وكانت البداية حين تطاول المتردي والنطيحه على آيات الحجاب في القرآن فذهب كل واحد وواحده إلى حيث أخذه هواه فمنهم من أنكر ومنهم من فسرها على أنها خاصة بأمهات المؤمنين ومنهم من جزم بعدم فرضيته ومنهم من أفتى بأن الحجاب حجاب الرقبه أما الشعر فمباح ….!!!!وهكذا جاء الكلام على هوى ضعاف النفوس ومتزعزعي الإيمان فانساقوا وراء كلام كل جاهل متطاول على الدين رغم أن العقل المؤمن المتيقن بكلام الله وأوامره لعلم أن الدين لا يناقض بعضه فَلَو استطاعت من تركت الحجاب أن تصلي بين يدي الله الخمس صلوات بدون حجاب وعن اقتناع بقبول صلاتها فلتفعل كما سمحت لنفسها بخلعه أمام العامة ….ولأنني لست فقيهة في الدين انتظرت أن يخرج شيوخ الأزهر كما اعتدنا وتربينا في الماضي على أن كلمتهم تفصل كل قول وتغلق كل أبواب الشك ….ولكنهم لم يخرجوا ولم يحاربوا هذا الباطل فنحن لم نعدنشاهد سوى شيوخ الفضائيات لحل المنازعات ومشاكل الأسرة والجيران وابتداع فتاوى جديدة ولا داعي من ذكرها لأنني أراها فتاوى الفتنة في الدين فلا يصح أبدا تعميم فتاوى لحوادث فردية حدثت في زمان غير زماننا وظروف مغايرة لحياتنا على العامة في هذا العصر وحينما يحدث ذلك فأنا أراها فتنة لا طائل من ورائها سوى ما آل إليه هذا الجيل الجديد ….الذي لا أعلم كيف آل حاله إلى هذا السوء ؟؟؟!!!! فلم تعد المسألة انكارا للحجاب أو اعتراضا على الصيام بل تخطى الأمر إلى الالحاد والتطاول على آيات القرآن الكريم …..ثم الانحدار الأكبر في انتشارالخمور والمخدرات والشذوذ بأنواعه ….وماذا ننتظر إذا اختفت الشرائع وتعاليم الدين من المجتمع !!!!لا شئ سوى ما آل إليه فالأصل في الدين هو تنظيم حياة الناس وضبط سلوكهم …فإذا ترك الناس دينهم ستصبح الحياة أكثر صعوبه …لأن الدين يردع صاحبه …..ولذا فأنا أبحث عن الأزهر ورجاله فمن أقدر منهم على مواجهة تلك المصائب التي حلت على مجتمعنا في السنوات الأخيرة…. ولهذا إذا كان للأزهر صوت وصدى فمتى يصل إلينا؟؟؟!!!