مما لاشك فيه ان العالم يتغير بوتيرة متعاظمة، و ان الأحداث تتعاظم معه , فقد كان لازما استحدام تقنيات جديدة في الحروب مثل حروب الجيل الخامس، التي قلصت من فرص المواجهة النمطية المباشرة، و استخدام اساليب معتادة في الحروب ، و هي حروب ربما تكون هجينة تشمل علي المواجهة المباشرة و الحروب اللغير نمطية من حروب نفسية، و ايضا صناعة الأحداث و الفتن، ان مثل تلك الحروب ربما تؤدي الي تغير نتائج الحروب أو تغيير شكل الحروب في العالم، فهي تختلف عن استخدام المدرعات و اسلحة الدفاع الجوي و الطيران و غيرهم، انما هي حروب تدار بالعقول تعتمد علي التحكم من بعد و التحرك نحو الهدف المنشود، ان الهدف من الحروب النمطية هي اعادة ثقة الشعوب في جيوشها، و رفع الحالة المعنوية للشعوب، و الظهور في موقف القوة أمام العالم أجمع و التي ربما تندمج مع أشكال غير نمطية من الحروب، وان الهدف من دمج أكثر من نوع من الحروب معا يعرف بالحروب الهجينة التي تعد اكثر فعالية و قوة و هي موضوع هذا البحث.
العناصر الاساسية للبحث :
–اولا: تعريف حروب الجيل الخامس و الفرق بين الحروب النمطية و اللغير نمطية , ثانيا : خصائص حروب الجيل الخامس :
– حروب بلاثقل استراتيجي , الحروب النفسية في اطار حروب الجيل الخامس , – حروب الانفجار الداخلي , – ثالثا:ظاهرة المزج بين بعض الحروب و حروب الجيل الخامس , –الحرب الاقتصادية و الحصار الاقتصادي – حروب الفضاء الالكتروني و الامن السيبراني
– الحرب الاعلامية –حروب المخدرات , – الحرب المعلوماتية , الحروب البيولوجية و الكيميائية – , –رابعا : تقديم حلول لمجابهة حروب الجيل الخامس
حروب الجيل الخامس و الفرق بين الحروب النمطية و الغير نمطية :
ان حروب الجيل الخامس هي في اساسها تعد حروب غير نمطية , يعني انها غير عسكرية و هي حروب تعد خصيصا للحد من قدرات العدو , و اظهار قوة لجعل الشعوب اكثر ثقة في جيوشها , و هي تدار و تعرف باسم حروب الوعي او العقول , و في الحقيقة ان هذه الحروب التي تعد تعتمد علي الابتكار و اعمال العقل , هي بمثابة حروب لجعل الاخر يقومون بما تريده بعض الدول , و الان يمكن اختصار التعريف انها حروب فوق العادة و هي اساسا حروب نفسية في مكمونها تعتمد علي مخاطبة العقل الغير واعي , و جعل الشعوب, و المؤسسات تعمل وفقا لخطط الدول المعادية .
ان الهدف من هذه الحروب هو العمل علي العقل اساسا , و التحكم في الشعوب دون طلقة واحدة , و توفير اموال الحروب , و التقليل من ضحايا الجيوش للدول التي تعمل علي غزو البلاد الاخري . ان حروب الجيل الخامس هي بمثابة الحروب التي تغزو العقل و الشعوب التي للدول التي تعادي بلدان اخري , و الان يمكن التقدم في تعريف حروب الجيل الخامس هي التي تشارك في اعداد ما سيتم تعريفه لاحقا الا وهو حروب هجينة و التي تشمل علي الحروب النفسية , و العسكرية معا و ذلك للحد من قدرات الدول التي تحارب بعض الدول الاخري .
ان الحروب التي تتصف بتلك الصفات هي حروب تمثل الاكثر خطورة علي الاطلاق , و ان هذه الحروب تعد بمثابة قنبلة موقوتة لانها تعتمد علي الوعي المجتمعي , و علي وعي الشعوب , و الذي ان وجد يؤدي الي انهيار المؤسسات لتلك الدول , و انهيار الاعمدة الاساسية لتلك الدول التي لطالما وجدت و تغلغلت الي مفاصل اي مؤسسات لتلك الدول , و التي تحتاج لمحاربتها الي وعي كامل للمجتمعات و الشعوب .
مما لاشك فيه ان الحروب تلك هي حروب اذا تطورت الي عدم معرفة الشعوب بخطورة تلك الحروب , و تاثيرها علي الدول تؤدي الي انهيار كامل للدول , و انتشارها السريع الذي يميزها هو الاخطر علي الاطلاق , و الذي تسبب فيه السوشيال ميديا , و الاعلام الموجه , ان الحروب المتطورة مثل تلك الحروب تحتاج تكاتف المؤسسات مع الاعلام للحد من تلك الخطورة , و استخدام العقول الشابة و الشخصيات المؤثرة في المجتمع للحد من اثار تلك الحروب , و ان حروب الجيل الخامس هي التي تحاصر الكثير من دول العالم الان التي تتميز بعدم اطلاق رصاصة واحدة , و تسبب حالة من التعتيم العقلي , و عدم وجود شفافية اعلامية في المجتمع , و ظهور لشخصيات تلمع في سحاب المجتمعات تتدعي التغيير , و هي وجدت لتكسير عظام , و مفاصل الدول التي تعادي .
حروب بلا ثقل استراتيجي :
هي حروب بلا ثقل استراتيجي بل تعتمد علي حرب العصابات , و الاهتمام بما هو عشوائي و غير منظم , لا تعرف الجيوش النظامية , و يعتمد علي العشوائية , و ليس لها مركز قيادة استراتيجية , و مركز للتحكم , و يعتمد علي نوع واحد , و اثنين , او ثلاثة , و لا يعتمد علي عدة انواع من الاسلحة , و يعاني نقص في المعلومات الاستخباراتية نظرا لانه لا يعتمد علي الجيوش النظامية , و هي بمثابة حرب فوضوية , و ادارة حرب فوضوية , و هنا يجدربنا ذكر ان الحرب هنا من نوع هجين , و الاهم ان مثل تلك الحروب منها الكتائب الالكترونية و العصابات الالكترونية التي تشيع الفوضى , و تكون بمثابة حرب نفسية , و ان الامم التي تعاني من الفوضي و انتشار الاشاعات , و الفتن , هي ربما تكون حرب هجينة كما ذكر سلفا عن هذه الحروب , و الان يمكن وصف الحرب الهجينة هي التي تعتمد علي حرب العصابات العسكرية , و حرب نفسية اين كانت او كانت تعتمد علي صنع الفوضي الخلاقة , و الان يمكن تصنيف الحرب الخاصة بالعصابات هي اما ان تكون عسكرية , او عن طريق الكتائب الاكترونية , و استخدام الحاسوب كسلاح .
الحرب النفسية في اطار حروب الجيل الخامس :
هي الحرب التي تدار كحرب للعقول , و محخاطبة العقل اللاواعي , و الحصار العقلي , و بما يعرف بحرب غسيل الدماغ , و حرب الادارة عن بعد , و حروب بدون طلق ناري واحد , و الهدف هنا هو حرب العقل اللاواعي الذي يعد بربان السفينة في الجسد كله , و في بناء الشخصية , و البناء العقلي , ان الحرب هنا هدفها هو اشاعة الاحباط , و الكابة , و تصدير الحزن , و طمس الانجازات , و النجاحات الخاصة بالدول , و من هنا يبدا اللاواعي و نجاح الخطط المعادية .
حروب الانفجار الداخلي:
انه من السهل اذا استحوذت اية وسائل اعلامية موجه , و ادت الي وجود حروب نفسية , و تصدير للاحباط , و اشاعات مغرضة تؤدي الي عمل حالة داخلية من التمرد , و ظهور حركة من المتمردين , و اثارة للقلائل , و انتشار حالة من عدم الاستقرار, مع وجود حالة من عدم الرضا عن الاداء الداخلي للحكومات نظرا لانها تمر بحالة من الالهاء التي تلجأ اليه الدول المعادية لاي دولة , يؤدي هذا الخليط الي انهيار الجبهه الداخلية لاي دولة , و يحدث انهيار داخلي و انفجار داخلي ايضا .
الحرب الاقتصادية و الحصار الاقتصادي :
ان وضع العقوبات الاقتصادية , هي بمثابة سلاح ردع للدول التي تعادي و تحاصر دول اخري , و هو مثلا ما لجأت اليه الولايات المتحدة الامريكية من عقوبات اقتصادية , عند ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 , فالولايات المتحدة الامريكية هي من انصار وضع حدود , و عقوبات اقتصادية للدول التي تحارب دول اخري , و تحاول الاستيلاء علي الاراضي , و ان مثل هذه الحروب هي تحد من القدرة العسكرية عن طريق خفض ميزانيات الجيوش عن طريق الحد من القدرة الاقتصادية للدول , و ايضا عن طريق قطع الطرق , و احداث و الحاق ضرر بالطرق التجارية , و الممرات الملاحية , و تسبب في اتلاف البضائع مما يؤدي الي دمار الاقتصادات .
حروب الفضاء الالكتروني و الامن السيبراني :
من اشهرها ” استناكنت ” التي شنتها اسرائيل علي ايران , و ادت الي عمل هجوم سيبراني علي مفاعل نتانز الذي عرف باسم الهجوم الاوليمبي , و الذي ادي بدوره الي تلف اجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم .
الحرب الاعلامية :
هي حرب توجيه الاعلام علي السلبيات , و تصدير الاحباط , و الكتابة الي الجمهور من ابناء الشعوب , و هو يهدف في حد ذاته الي احداث الفوضي , و صناعة المتمردين داخل الشعوب , و ذلك لصناعة الفوضي الخلاقة .
حروب المخدرات :
حرب المخدرات : هو صاروخ الرجل الفقير العابر للقارات , اذا اردت تدمير دولة فعليك باغراقها في وحل انتشار المواد المخدرة , و احداث رفع لنسبة الجريمة , و حدوث هشاشة المجتمعات .
الحروب المعلوماتية :
3 الحرب المعلوماتية: تركز الحروب المعلوماتية عى إعاقة وتعطيل وتدمر النظم المعلوماتية التابعة للخصوم، مع حماية النظم المعلوماتية الخاصة بالطرف الذي يشن الهجوم. وتعد الحرب الدعائية أو نر الأخبار الكاذبة من أبرز تكتيكات الحرب المعلوماتية، وتتضمن نشر الأخبار والمعلومات والحجج والفضائح بطريقة مخططة، من أجل التأثر عى مدركات وأفكار شعب أو جماعة إثنية معينة) 65 (، وإضعاف آليات القيادة والسيطرة لمؤسسات الدولة وقواتها المسلحة.
ولا يعد نر المعلومات الكاذبة تطوراً جديداً في المواجهات العسكرية، فقد سبق وأن استخدمه البريطانيون في مواجهة الألمان في معركة “بودي جارد” ) Bodyguard ( خال الحرب العالمية الثانية، فقد قام الحلفاء بإرسال بث إذاعي ونر تقارير عسكرية مزورة من أجل خداع الألمان وإقناعهم بأن القوات المتمركزة في “أنجليا الشرقية” تستعد لمهاجمة “كاليه” وليس “نورماندي و قد نجحوا في تحقيق ذلك
الحروب البيولوجية و الكيميائية :
وتزداد مخاطر الحرب البيولوجية مع إمكانية قيام الأفراد بتطوير أسلحة بيولوجية من المواد والتقنيات المتوافرة تجارياً، ففي عام 2004 ، قام فريق بحثي بقيادة د. كريج فينتر بتصنيع فيروس باستخدام مواد ومعدات متوفرة تجارياً من دون أي قيود، وهو ما يمكن أن يقوم به طالب باستخدام معمل جامعي، خاصة أن تكاليف إنتاج هذه الأسلحة انخفضت للغاية، حتى إن البعض توقع أنه خال عقد من الزمن، سيتمكن الباحث من تكوين فروس الجدري بتكلفة تراوح بن ألفن وعشرين ألف دولار، كا أن المعدات المطلوب استخدامها لتجميع الفيروس سوف تتكلف نحو 10 آلاف دولار فقط) (. وفيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية، فإن هناك أدلة عى نجاح تنظيم “داعش” في استخدام السلاح الكيماوي في سوريا والعراق، فقد تمكن التنظيم من السيطرة عى موقع للأسلحة
الكيماوية يتبع الحكومة السورية، قرب مدينة “دار عزة”، ووجدوا فيه براميل معبأة بغاز الخردل و الحروب الهجينة ربما تشمل علي اكثر من نوع من هذه الحروب معا بهدف ارضاخ العدو علي الاستجابة للمطالب الخاصة باي دولة و الاضعاف منها لتحيقيق الردع , و التحجيم , او الارغام علي التفاوض و السلام .
اساليب مواجهة حروب الجيل الخامس :
اولا : تأمين الجبهة الداخلية من حيث حسن الادارة , و اعلاء العدالة , و تلبية لمطالب الشعوب , و حسن الادارة للموارد , ثانيا: اعلاء صوت الاعلام الهادف الايجابي و بناء الوعي الشعبي , ثالثا: عمل خطط مسبقة لمواجهة حروب الجيل الخامس
رابعا: تنوع مصادر السلاح , خامسا : الاعتماد علي المشروعات الصغيرة , و المتوسطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي بجانب المشروعات العملاقة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.