مصر .. السيسي: الأزمة العميقة في مصر خلال 50 عاما تطلبت اجراءات حادة وقاسية وحلولا جذرية ومستمرة
القاهرة في 23 أكتوبر / أ ش أ/
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الأزمة العميقة التي عانت منها الدولة المصرية خلال الخمسين عاما الماضية تطلبت اجراءات حادة وقاسية وحلولا جذرية ومستمرة لعلاج كافة الاختلالات , وقال الرئيس السيسي، في كلمته أمام (المؤتمر الاقتصادي .. مصر 2022) اليوم /الأحد / بالعاصمة الإدارية ،إن مجابهة التحديات ومحاصرة الضغوط كانت تستلزم حلولا حاسمة من الدولة وتفهما من الرأي العام لنتمكن من تمرير مسار الإصلاح .
وأضاف الرئيس” في عام 2015 عندما رفعنا الدعم جزئيا عن الوقود قال الناس إنني أغامر بشعبيتي ..وفي تقديري أنه كان لابد من استثمار الرصيد الموجود لدى الناس من أجل الإصلاح وعدم إهدار هذه الفرصة التي ربما لن تتكرر مرة أخرى لمن يتولى المسؤولية “، مؤكدا أن مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية كان يستلزم وجود دعم شعبي وتقديم تضحيات لم يكن الرأي العام مستعدا لتقديمها.
وأكد الرئيس السيسي أن أي مسار اقتصادي وأية حلول تطرح لابد على متخذي القرار والمسؤولين عنها النظر إلى البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية وما إذا كانت ستساعده تمرير هذا المسار أم لا؟.
واستطرد الرئيس :” يمكن أن نقول أن كل رجال الاقتصاد والمفكرين يستطيعون وضع خرائط قوية ومهمة جدا والأهم هو النظر إلى تكلفة القرار ولماذا يرفض الناس والأمر ليس شجاعة قرار، وإذا كانت تكلفة القرار أكبر من العائد فلا داعي لاتخاذه”، مشيرا إلى أن هذا كان السبب في تقدير كل المسؤولين خلال الـ 50 ـ 60 عاما الماضية وكان ذلك هو المسار الموجود في فكرهم “.
وتساءل الرئيس السيسي: هل سيساعدني المجتمع والرأي العام والسياسيون والمفكرون والمثقفون والبيئة الإعلامية والدينية على ذلك؟ لافتا إلى القرارات الصادرة عام 1977 والتي كانت كاشفة عن أن ردة الفعل بشأنها كانت أكبر من العائد منها الذي يمكن أن يتحقق كبداية طريق إصلاح ، وتم التراجع عن الموقف.
وشدد الرئيس على أهمية أن يحكم المسار الاقتصادي أو أي مسار آخر عوامل متشابكة ومؤثرة على القرار الذي سوف يتم اتخاذه وهي فلسفة الحكم ،والمسؤولية ،وضرورة أن ينتبه القائم على مسؤولية الدولة والحفاظ عليها وعلى تقدمها ومستقبلها لكل خطوة قبل أن يخطوها .
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي – في كلمته أمام (المؤتمر الاقتصادي .. مصر 2022) بالعاصمة الإدارية- إن مجابهة التحديات كانت تصطدم بمحاذير الحفاظ على الاستقرار الهش للدولة بدلا من التحرك في مسارات الحلول الحاسمة والتي تتسم بالخطورة، وتساءل : هل توجد علاقة بين الاثنين ؟،وأجاب ” بالطبع نعم .. أنا أقوم بدراسة البيئة المصاحبة له وعند مناقشة الأمر هل الدولة والرأي العام صلب بقدر يمكنني من التحرك في هذا المسار أم لا ؟”.
وأشار الرئيس إلى أنه في عام 2015 تم رفع الدعم جزئيا عن الوقود والناس تساءلت هل الرئيس السيسي يغامر بشعبيته؟ وقال “أنا في تقديري في هذا الوقت أن الرصيد الموجود لابد من استثماره بأكبر حجم ممكن في الإصلاح والبناء لأن هذه الفرصة لن تعوض أو تتكرر مرة أخرى لمسؤول آخر يتولى المسؤولية ويتوفر له هذا الحجم من الأرصدة التي تدفع الناس للقبول بقراراته”.
واستطرد الرئيس السيسي ” أن الفكرة مختلفة تماما لأن متخذ القرار لا بد أن يكون منتبها ويعرف أين يقف وكيف يستفيد من الفرصة سواء لبلده أولشعبه وتقدمه واستقراره وإن لم يفعل ذلك تكون قد فاتته الفرصة”.
وأضاف الرئيس أن ” محصلة الضغوط الداخلية والخارجية كانت دائما تتطلب دعما شعبيا قويا ومستمرا وتضحيات لم يكن الرأي العام مستعدا لتقديمها في ظل حالة الفقر والعوز التي يعيش فيها لسنوات طويلة”، لافتا إلى أنه تم خلال السنوات الثماني الماضية إنفاق 7 تريليونات جنيه بما يعادل 350 مليون دولار وهذا المبلغ ليس كبيرا ومتواضع جدا ، وهذا الرقم تقريبا هناك دول يساوي موازنة دول أقل منا وليست محملة بديون أو أعباء لخدمة الدين الداخلي .
وتابع الرئيس السيسي :” انا اقول للمسؤولين -الذين يرددون أننا حققنا الكثير – نحن نعيش على مساحة تصل إلى نسبة 7% فقط من مساحة مصر عبارة عن مستطيل من الأرض تمتد من أسوان إلى الإسكندرية ويقطن عليها 100 مليون نسمة وتسير على طرقاتها 10 ملايين مركبة ، لذلك لابد للطرق الموجودة في تلك المساحة أن تحقق سهولة وكفاءة الحركة على مدار اليوم ، وغير ذلك لن نكون قد حققنا شيئا “.
وأعرب الرئيس عن سعادته لتواجده في (المؤتمر الاقتصادي.. مصر 2022 )، مشيرا إلى أنه يحرص على متابعة المقترحات خلال النقاش الموضوعي في المؤتمر للاستفادة منها والتحرك على أساسها ، منوها إلى أنه تمت الدعوة لإطلاق الحوار الوطني خلال شهر رمضان الماضي “لنستمع ونتكلم مع بعضنا البعض” ، مضيفا ” أريد أن اتحدث معكم كإنسان وليس فقط كرئيس في ظل تجربة حياتي على مدى عمري كله ، والتي كانت لي فيها قراءة للواقع الذي تعيشه مصر” .