سامية نكروما في حوار مع ” افرو نيوز ٢٤ ” : العلاقات المصرية الغانية تعود من جديد الي ما كانت عليه في فترة الستينيات .. ( 1 – 2 )
العلاقة بين والدي الرئيس نكروما مع الزعيم جمال عبد الناصر كانت قوية جدا
نكروما وعبد الناصر كانا متفقين علي أن افريقيا لابد أن تتحد
العلاقات بين مصر وغانا كانت قوية جدا في فترة الخمسينيات والستينيات
حان الوقت أن يعمل الأفارقة مع بعضهم البعض لإستغلال ثرواتهم
مصر تشهد الآن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نهضة كبري وتتقدم في جميع المجالات
الحوار مع سامية نكروما إبنه كوامي نكروما الرئيس المؤسس لغانا بعد حصولها على الإستقلال وأحد الآباء المؤسسين لحركات النضال الوطني الأفريقية ، ومنظمة الوحدة الأفريقية يكتسب أهمية خاصة ، بالنظر لكونها تجسيد حي للروابط القوية بين الشعب المصري والشعب الغاني ، فهي إبنة السيدة فتحية نكروما المصرية التي تزوجت كوامي نكروما وأصبحت سيدة غانا الأولي ولا يزال الشعب الغاني يتذكرها جيدا ويتذكر نضالها مع زوجها .
سامية نكروما تتحدث في الجزء الاول من حوارها مع موقع ” أفرو نيوز ٢٤ ” عن طبيعة العلاقات بين والدها نكروما والزعيم جمال عبد الناصر ونضالهم سويا من أجل تخلص افريقيا من الاستعمار ، والعمل لرفعة شعوب القارة.
كما تتطرق سامية نكروما الي والدتها السيدة فتحية التي لا يزال الشعب الغاني بالرغم من مرور كل هذه السنوات الطويلة يتذكرها جيدا ، وتؤكد سامية نكروما في الحوار أن العلاقات بين مصر وغانا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الغاني أدو بدأت تعود قوية من جديد كما كانت عليه في الستينيات.
وفيما يلي نص الحوار:
» بداية ترين طبيعة العلاقات بين مصر وغانا في الفترة الحالية
العلاقات بين مصر وغانا كانت قوية جدا في فترة الخمسينيات والستينيات بعد حصول غانا علي استقلالها من الاستعمار , لأن والدي الرئيس المؤسس كوامي نكروما كانت لديه علاقات قوية جدا مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , وكانا متفقين في أمور كثيرة جدا , خاصة مساعدة الشعوب والدول الإفريقية الأخري في أن تحصل علي إستقلالها , كما كانا متفقين أيضا في مبدأ ” عدم الإنحياز ” , حيث كانت مصر وغانا من المؤسسين لحركة عدم الإنحياز .
والوالد الرئيس نكروما كانت مقولة شهيرة يرددها دائما ” نحن لا ننتمي للشرق أو الغرب لكننا ننظر للأمام ” .
كما كان والدي الرئيس نكروما و الرئيس جمال عبد الناصر متفقين أيضا في أن ” افريقيا لابد أن تتحد ” , وكانا علي رأس مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية التي أصبحت اليوم الاتحاد الافريقي , فقد كانا يدركون جيدا ما الذي علي أفريقيا أن تقوم به ، والطريق الذي تسير فيه حتي ” تصبح افريقيا حرة ” ليس سياسيا فقط وإنما قوية اقتصاديا ايضا , حتي تستطيع ان تمنح لشعوبها حياة أفضل .
»» وأين تقف العلاقات بين البلدين في الوقت الراهن في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الغاني نانا اكوفو ادو ؟
العلاقات الآن بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس أكوفو ادو طيبة جدا , وهناك مساعي قوية بين حكومتي البلدين لتوطيد العلاقات بين القاهرة وأكرا في جميع المجالات , ولدي قناعة كبيرة بأن البلدين الفعل الآن علي الطريق الآن للعودة من جديد الي ما كانت عليه العلاقات في فتره الستينيات من قوة كبيرة وتنسيق في جميع المجالات.
»» السيدة سامية نكروما وأنتي تحملين تاريخ طويل في العلاقات مع مصر .. في طفولتك وشبابك .. ورحلتك في الحياة .. كيف ترين مصر بعد 8 سنوات من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي وهذه الطفره الكبيرة من المشروعات القومية الكبري والنهضة العمرانية والاقتصادية التي تتم حاليا في مصر ؟
انا اواظب دائما علي زيارة مصر سنويا ، وهذه المرة عندما كانت الطائرة التي كنت استقلها في مرحلة الهبوط في مطار القاهرة , رأيت من نافذه الطائرة نهضة كبيرة لم أكن أتخيلها .
و مصر الآن تشهد نهضة كبري وتتقدم في جميع المجالات , والجميع ينبهر بمجرد وصوله لمطار القاهرة من حجم النمو العمراني والاقتصادي الذي يتم , ويتأكد أن مصر أصبحت قويه اقتصاديا واجتماعيا بفضل قيادتها وعقول أبناءها .. فمصر أصبحت بالفعل شعب قوي ودولة قوية , وأتمني بالفعل أن يكون هناك تعاون بين مصر وغانا بشكل كبير في الفترة المقبلة .
>> عندما نتحدث عن العلاقات المصرية الغانية يتبادر الي ذهن الشعبين المصري والغاني السيدة فتحية نكروما المصرية التي تزوجت الرئيس المؤسس نكروما وأصبحت السيدة الآول في غانا .. والتساؤل الآن هل يتذكر الشارع الغاني الآن الشعب المصري من خلال تذكرة للراحلة العظيمة فتحية نكروما ؟
بالطبع فأنا متواجدة بشكل دائم الآن في غانا منذ 10 سنوات , فكلما يتحدث أي مصري متواجد في غانا في اي مكان ويقول أنه مصري , يردد جميع الغانيين فتحية نكروما , فقد كانت والدتي السيدة فتحية نكروما بالفعل محبوبة من جميع فئات الشعب الغاني , وكانت تراعي العادات والتقاليد الغانية وترتدي الملابس الغانية التقليدية , و عندما تزوجت والدي قامت بصنع نوع من القماش الغاني التقليدي يسمي ” الكينتي ” وهو يصنع يدويا , وأصبح هذا القماش الذي صنعته والدتي شهير جدا في غانا , لدرجة أنه تم تصميم نموذج منه وتم إطلاق عليه اسم ” فتحيه تناسب نكروما ” ، وحتي الآن رغم مرور كل هذه السنوات الطويلة هذا التصميم لا يزال موجودا بنفس الإسم .
>> هذه بالفعل أحد أدوات القوة الناعمة المصرية في الشارع الغاني .. فهل الشباب الغاني يتذكر ذلك الآن ؟
هذا تاريخ وهناك توثيق لتلك الفترة وصور وغيرها معروضة في متحف نكروما والمتحف الوطني , فالشعب الغاني لا يزال يتذكر والدتي , وأحيانا البعض ينسي اسمي وينادي علي باسم ” فتحية ” , فمعني هذا أن ذكري والدتي لا تزال في قلوب وعقول الشعب الغاني .
غانا رابع سوق للمنتجات المصرية وحجم التبادل التجاري وصل 300 مليون دولار
>> ماذا عن التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر وغانا في الفترة الحالية ؟
لم تكن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين في فترة من الفترات علي المستوي المأمول من الشعبين , لكن الآن وفي آخر عامين ارتفع حجم التبادل التجاري بشكل كبير ووصل الي أكثر من 300 مليون دولار وأصبحت غانا رابع سوق للمنتجات المصرية في القارة الافريقية, وأصبح هناك تواجد كبير للشركات المصرية في غانا ، سواء في قطاع المقاولات وصناعة كابلات الكهرباء والصناعات الهندسية , وهناك شركات مصرية تقوم حاليا بتنفيذ عدد من المشروعات مثل المستشفيات في غانا , كما يوجد تعاون في مجال صناعات الأدوية ومجالات أخر كثيرة .
>> هل تفكر غانا وتفكرين أنت شخصيا في دعوة الشركات المصرية للإستثمار في غانا خاصة في مجال صناعة الكاكاو .. حتي نستفيد من وجود استثمارات بينية بين مصر غانا للإستفادة من واستغلال الثروات الافريقية ؟
بالتأكيد .. وهذا ما نرغب في أن يتحقق , وذلك لأن مصر لديها خبرات كبيرة في الصناعات الزراعية , وهذا أحد أهدافنا في غانا حاليا , حيث نرغب في الاستفادة من والترويج للصناعات الزراعية في جميع أنحاء غانا , فهذا مجال تستطيع مصر وغانا أن يؤسسا معا فيه شراكات تجارية وصناعية , وهو أمر مطلوب في غانا .
حان الوقت أن يعمل الأفارقة مع بعضهم البعض لإستغلال ثرواتهم
>> هل آن الأوان بدلا من السيطرة الهولندية علي الكاكاو الغاني يكون هناك شراكة بين مصر وغانا في هذا المجال ؟
أكيد .. ويجب أن تكون هناك شراكة بين البلدين في صناعة الكاكاو وجوز الهند والمطاط والأخشاب , هناك مجالات كثيرة جدا في الصناعات القائمة علي المواد الخام الزراعية .
لقد حان الوقت أن يعمل الأفارقة مع بعضهم البعض لإستغلال ثرواتهم , وحان الوقت أن يكون هناك شراكات صناعية وتجارية بين الدول الافريقية وبعضها البعض , ففي رأيي هذا سيكون أسهل بكثير من وجود شراكات بين الدول الافريقية والدول الأجنبية , وذلك لأننا الأقرب لبعض , فكما تعاونا سياسيا للتغلب علي الإستعمار فلابد أن نتعاون اقتصاديا حتي تكون الثروات الإفريقية للأفارقة , ونستطيع سويا التخلص من الفقر وجميع المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها القارة , وأنا سعيدة جدا بأن هناك مؤسسات مثل جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة التي تقوم بدور كبير في مساعدة رجال الأعمال من جميع الدول الافريقية بأن يكون بينهم حوار يهدف الي وجود شراكات اقتصادية حقيقية بما يخدم جميع شعوب القارة , وتابعت مؤخرا المنتدي الاقتصادي المصري النيجيري الذي عقد في القاهرة والذي أعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح ونأمل أن تكون هناك منتديات أخري مع دول افريقية أخري مثل غانا , حيث نأمل في عقد منتدي اقتصادي مصري غاني في العام المقبل .
>> ما طبيعة علاقتك أنت وأشقاءك مع عائلة والدتك في مصر ؟
صحيح أنني تركت مصر منذ سنوات طويلة لكنني حريصة دائما علي زيارة مصر , كما انني علي اتصال دائم مع عائلة والدتي السيدة فتحية نكروما , وبالطبع شقيقي جمال يعيش في مصر ومتزوج من مصرية , جميعنا مرتبطين ببعضنا , وهذا أمر أعتبره في غاية الأهمية , لأن الأسرة هي كل شيئ بالنسبة لأي إنسان , وأنا أسرتي من غانا وكذلك أسرتي من مصر , لذلك أشعر دائما أنه من واجبي السعي لجعل العلاقات بين البلدين قوية جدا .
كل خطوة أخطوها يكون هدفي الرئيسي هو إعادة رؤية ومسيرة الوالد الرئيس كوامي نكروما
»»أنت بالفعل تعتبرين حلقة وصل بين الشعبين المصري والغاني .. فهل لديك الطموح في أن يكون لك دورا ايجابيا هاما والسير علي خطي والدك في وجود روابط قوية بين الشعبين الشقيقين ؟
بالطبع .. فأنا في كل خطوة أخطوها يكون الهدف الرئيسي لها هو إعادة رؤية ومسيرة الوالد الرئيس كوامي نكروما , وهذا الأمر عن اقتناع ليس فقط لأنه والدي ولكن لأن ما كان يردده هو أمر في غاية الأهمية أفريقيا تحتاجه بالفعل , فقد كان يؤمن بأن افريقيا واحدة وأنه لا يوجد افريقيا في الشمال والجنوب الغرب والشرق , حيث كان يردد أنه ” لابد للصحراء أن توحدنا لا أن تفرقنا ” , ونحن في افريقيا اثنيات وعرقيات مختلفة وديانات مختلفة أيضا ونتحدث كذلك لغات مختلفة , لكن هناك أمر قوي يجمعنا جميعا أننا لدينا الخبرات الحياتية ومررنا بنفس الظروف وتخلصنا من الإستعمار , ونتفق كذلك في نفس الهدف الا وهو النضال من أجل رفعة شعوبنا .
المبادئ التي ضحي والدي الرئيس نكروما من أجلها لا تزال نفسها لم تتغير
»» هل لديك في الفترة المقبلة أهداف تجمع بين السياسة والاقتصاد لتعيدي أو تعودي للعمل العام بشكل وبلون وبطريقة تتناسب مع آليات العصر الحالي .. لتقدمي شيئا للشعب الغاني اقتصاديا وسياسيا ؟
النضال الآن من أجل ان تصبح إفريقيا أقوي وأفضل لجميع شعوبنا , يختلف عما كان عليه النضال في الخمسينيات والسيتينيات وهناك حقائق علي الأرض تجعلنا التفكير في استراتيجيات مختلفة , فالمبادئ لا تزال متواجدة , فالمبادئ التي كان والدي الرئيس نكروما ضحي من أجلها لا تزال نفسها لم تتغير , لكن الاستراتيجية من الممكن الآن أن تصبح مختلفة , فنحن الآن لدينا قطاع خاص قوي جدا عن الماضي , نحن نريد دولة قوية ونريد أيضا قطاع خاص قوي و يعملان مع بعضهما البعض , فلا تستطيع بلد ان تعمل وحدها , نريد كل الدول الافريقية تضع استراتيجيات للتعاون الاقتصادي , لو اتحدنا وراء هدف الوحدة من الممكن أن نعطي حياة أفضل لشعوبنا .
وأنا أشعر بطريقتي البسيطة يجب أن العب دور خاصة وأنني أدرك جيدا طبيعة وامكانيات القارة , لذلك ارغب في استغلال هذا الامر جنبا الي جنب مع رؤية الوالد الرئيس نكروما التي تعطيني القوة والمفهوم الخاص بما يجب القيام به , بأن أقوم بدور هام في غانا والسعي لتقريب غانا مع جميع الدول الافريقية , وهذا كان السبب في لقائي مع جميع رجال الاعمال المصريين الافارقة للبدء في التعاون الاقتصادي , وأعتقد أن هذه الجمعية والدور الذي تقوم به سيشجع أشخاص آخرين غيري من جميع الدول الافريقية للعمل سويا والدخول في شراكات اقتصادية تخدم شعوب افريقيا , وهذه كانت أفكار الوالد الرئيس نكروما بضرورة العمل سويا , فمستقبل أفريقيا أن نعمل سويا من أجل أفريقيا والأفارقة .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.