منتدى الاتحاد من أجل المتوسط اجماع حول ضرورة معاقبة إسرائيل .. واختلاف في التنفيذ  

الصفدي ” نواجه كيانا مارقا يتحدى العالم .. وبوريل: آن الأوان للانتقال من الأقوال إلى الأفعال

برشلونة – آسيا العتروس 

 اختتمت اليوم أشغال المنتدى السنوي التاسع للاتحاد من أجل المتوسط الذي استمر يوما واحدا بالدعوة إلى ضرورة فرض اجراءات عقابية على إسرائيل لفرض القانون الدولي و إنهاء الحرب في غزة .

وشارك في المنتدي ممثلون عن 43 دولة عضو في الاتحاد من أجل المتوسط ، لمناقشة الوضع الحرج في الشرق الأوسط وعملية إصلاح المنظمة.

و اختلفت درجة المشاركة باختلاف الدول و قد غاب وزراء خارجية فرنسا و المانيا و إيطاليا كما غاب وزير الخارجية المصري و التونسي عن المنتدى.

و تَرَأَّسَ المنتدى كلاً من جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، وأيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن.

و يأتي المنتدى على وقع استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة و فشل المجتمع الدولي في التوصل إلى وقف إطلاق النار و إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة كما يأتي على وقع تصويت الكنيست الاسرائيلي بمنع عمل الأونروا و هو ما اعتبر رسالة من تل ابيب إلى المنتدى .

 و شارك في المنتدى خوسيه مانويل الباريس، وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في إسبانيا، بحضور ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، و حضر المنتدى وليد الخريجي نائب وزير خارجية السعودية، ممثلًا اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، كما حضرت المنتدى ناديا كالفينيو، رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي ، كما شارك سالفادور إيا، رئيس الحكومة الكتلانية في إسبانيا، في استقبال الوفود المشاركة.

 إسبانيا تدعو إلى انهاء المأساة في غزة

و  قال وزير الخارجية الإسباني ”  إنه يجب التعجيل بإنهاء هذه التراجيديا المستمرة في غزة التي لا يجد الكلمات لوصفها ، و دعا إلى اعتماد سياسات تحقق الدولة الفلسطينية .

و قال وزير الخارجية الإسباني”علينا أن نمر من الأقوال إلى الافعال كدول عربية و أوروبية إزاء ظروف العيش المستحيلة في غزة ، “كما دعا إلى ضرورة إرسال قوات أممية من القبعات الزرق او وحدات إنسانية لتحقيق السلام و تطبيق القانون الدولي “.

كما شدد الوزير الإسباني على أنه لا بد من تطبيق قرارات العدل الدولية ، مشيرا إلى أن هناك 700 مليون نسمة في فضاء المتوسط يواجهون تحديات غير مسبوقة و لابد من مراجعة اليات رفع التحديات.

الصفدي : نواجه كيانا مارقا 

وخلال مشاركته في المنتدى أكد وزير الخارجية الأردني أن إسرائيل تتحدى العالم وتخرق كل الاتفاقات الدولية ، و طالب بضرورة وقف القتل و الاغتيالات السياسية والانتهاكات الإنسانية، التي تخالف النظام العالمى ، والقانون الإنسانى الدولى، مشيرًا إلى أن إفلات إسرائيل من العقاب، مكنها من الاستمرار في انتهاكاتها ضد الإنسانية.

وأشار الصفدى إلى أن الحكومة الاسرائيلية الحالية تعد الأكثر تطرفا و هي تهدف إلى إبعاد كل الفلسطينين عن أراضيهم، و ناشد المجتمع الدولي التحرك جديا لمنع استمرار التدمير للأحياء حيث قتل و فقد عشرات آلاف تحت الأنقاض ، منددا باسهداف المدارس التي تأوي المهجرين واستهداف الأطفال الذين لجأوا اليها ، مشيرًا إلى كارثة أخرى تتعلق بالتعليم، حيث أن هناك أكثر من 40 ألف طفل تحت سن 16 عاما لم يلتحقوا بالدراسة في الفترة الحالية. 

وقال الصفدى ” إن ما جرى فى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة من احتجاز للأطباء والممرضين ومنعهم من تقديم العلاج للمرضى والمصابين وعدم وجود الأوكسجين في تلك المستشفيات جريمة حرب لذلك لا يمكن التزام الصمت على المستوى العالمي اتجاه ذلك.

وشدد على ضرورة أن تكون أولوية المجتمع الدولي هي إنهاء الحرب، وعدم استخدام التجويع كآلة في الحرب، و أن يكون القانون الدولي الإنساني أولوية للجميع، موضحًا أن السلم والعدالة سيوفران الاستقرار للمنطقة، كما يجب العمل مع المجتمع الدولي وميثاق الأمم المتحدة وبالتوافق مع حقوق الإنسان لإيقاف إسرائيل عما تقوم به من قتل الأشخاص دون عقاب. وأكّد الصفدي خلال كلمته الافتتاحية في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط أن إسرائيل تخرق الاتفاق المبرم بينها وبين الاتحاد الأوروبي ويتوجب مواجهة ذلك بكل شجاعة وجرأة حتى لا يفقد الاتحاد الأوروبي مصداقيته .

و شدد الصفدي على أن الحكومة الإسرائيلية الراهنة هي الأكثر تطرفا، وتهدف إلى إبعاد كل الفلسطينيين من أراضيهم.و قال اننا نواجه كيانا مارقا يتحدى العالم .

واعتبر ما يدعو له وزير المالية اسرائيلية من تهجير للفلسطينيين و ضربهم بالنووي جريمة حرب. 

وبيّن الصفدي أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تريد إبعاد كل الفلسطينيين من أراضيهم ولا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي.

وأوضح الصفدي أن اسرائيل تتحدى القانون الدولي و الأوروبي و أن المنظمات الدولية شاهدة على الاعتداءات و الخروقات الاسرائيلية و أن هناك العديد من المدن التي تم تدميرها بفعل القنابل ويتم استهدافها دون توقف.

و أضاف الصفدي ”  أن هناك العديد من الأمور التي يجب مجابهتها، حيث مئات الآلاف من الطلبة فقدوا منازلهم، وأصبحت المدارس ملاجئ لهم والتي أيضا تعرضت للقصف، وتم استهداف العديد من الأطفال داخل هذه المدارس، لافتا النظر إلى أن هناك أكثر من 40 ألف طفل تحت سن 16 عاما لم يلتحقوا بالدراسة في الفترة الحالية.  

كما دعا الصفدي إلى ضرورة اتخاذ القرارات وأن تكون أولوية المجتمع الدولي هي إنهاء الحرب وعدم استخدام التجويع كسلاح في الحرب، مؤكدا أنه يجب أن يكون القانون الدولي الإنساني أولوية للجميع. وأشار الصفدي إلى أن السلم والعدالة سيوفران الاستقرار للمنطقة، وقال ” أنه يجب العمل مع المجتمع الدولي وفق ميثاق الأمم المتحدة وبالتوافق مع حقوق الإنسان لإيقاف إسرائيل عمّا تقوم به من قتل و اغتيال دون عقاب.

وبيّن الصفدي أنه ، ” يجب ألا نبقى مكتوفي الأيدي وأن نعمل بكل قوة من أجل إيقاف التصرفات الإسرائيلية الخطيرة على حقوق الإنسان” و أنه لن يكون هناك مصداقية الاتحاد الاوروبي في حال استمرت إسرائيل في الاغتيالات و القتل .

و قال الصفدي ” انه لم تدخل إلى غزة في الأيام الماضية أكثر من ثلاث شاحنات من المساعدات الانسانية ،و لا يمكن إزاء ما يجري أن نلتزم الصمت ، مضيفا ”  أن إسرائيل لم تفعل إلا القتل و التدمير رغم أن جامعة الدول العربية كانت قدمت و منذ 2002 مبادرة لتحقيق السلام .

كما دعا إلى عدم استعمال التجويع كسلاح حرب و ، قال ” عندما يتم اختراق القانون الإنساني علينا إيقاف إسرائيل عن مواصلة ذلك ، و لا بد من الضغط على إسرائيل لفرض حل الدولتين الذي اعتبره أنه الحل الوحيد لتفادي التصفية العرقية وفقا للقانون الدولي .

و قال الصفدي “ان ما يجري في غزة و الضفة تصعيد خطير و أن إسرائيل تتحدى القانون الدولي و أنه واضح أن الادانات الخطابية لم تعد كافية و أن الأمر يتطلب اجراءات حاسمة .

و حول استمرار العلاقات مع كيان الاحتلال رد الصفدي بالقول”  أن الاتفاقية مع اسرائيل توظف لخدمة فلسطين و خدمة السلام و أنه إذا تم الغاء اتفاقية السلام سيكون هناك فراغ و سيستفيد من ذلك المتطرفون ، مضيفا ” أن الدول العربية اختارت السلام و أن الطرف الآخر هو من يهدد السلام .

السعودية : ما يحدث في غزة يضع المجتمع الدولى أمام خيارين 

 وفيما كشف ممثل السعودية نائب وزير الخارجية عن احتضان الرياض الاجتماع الأول للتحالف الدولى من أجل إقامة دولة فلسطينية بعد غد 30 أكتوبر.

وقال نائب وزير الخارجية السعودية وليد بن عبدالكريم الخريجي أن الرياض ستشهد تنظيم أول اجتماع للتحالف العالمى من أجل إقامة دولة فلسطين ، في 30 أكتوبر، والذى يستهدف وضع خطة عملية لتحقيق الأهداف المشتركة لتحقيق السلام.

وأكد على ضرورة التحرك الدولي في اتخاذ خطوات عملية ذات أثر ملموس للدفع باتجاه الوقف الفوري للحرب، وتنفيذ حل الدولتين، وفي مقدمة ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأضاف نائب وزير الخارجية السعودي، ”  إن ما يحدث في غزة، يضع المجتمع الدولى أمام خيارين ، إما التحرك الجماعى والسريع لحل الأزمة ، أو المجازفة، بتوسع الحرب، بما يقوض مصداقية الجهود الدولية.”

 وأكد الخريجى على ضرورة محاسبة إسرائيل على ما تسببت به من كارثة إنسانية، تجاوزت الحد في فلسطين ولبنان، مشيرًا إلى أن توسيع المستوطنات في الضفة الغربية يمثل اعتداء مباشر على القانون الدولى. 

-دعوات لردع اسرائيل و لكن 

و خلال المنتدى الذي استمر يوما واحدا تكررت الدعوات لردع اسرائيل و الضغط على حكومة ناتنياهو المتطرفة و لكن دون أن تتضح الرؤيا حول طبيعة الخطوات و الاجراءات التي يمكن إعلانها لوقف حرب الإبادة ليبقى السؤال المطروح بين من واكبوا المنتدى ، ما اذا كانت هذه الدعوات محاولة لجس النبض في واشنطن و ردود فعلها أمام أي احتمال أو خطوة جدية قد تذهب إلى حد فرض عقوبات اقتصادية و تجارية و منع إسرائيل من الحصول على السلاح لإسرائيل إلى جانب عزلها إقليميا و دوليا كما كان الحال مع ممارسات جنوب أفريقيا زمن الابرتييد؟ ، و بدا و كأن الحضور منهك و غير قادر عل استحضار أي حلول عملية في ظل التحكم الامريكي في المشهد و الانحياز المطلق للإدارة الأمريكية لنتنياهو . 

وأكد الاتحاد قلقه البالغ إزاء الكارثة الإنسانية المروعة في المنطقة، مشيرا إلي  التزامه بلعب دور نشط في غزة بمجرد أن يكون التعافي المبكر ممكنًا.

وأشار  الاتحاد إلي أنه بدا العمل فعليًا على برامج في هذا الصدد، بما في ذلك مساندة مبادرة اتحاد الجامعات الأورومتوسطية (UNIMED) وجامعة النجاح الوطنية، لتوفير الدعم التقني لتعليم طلاب التعليم العالي، لتمكين حوالي 50,000 طالب فلسطيني من إكمال دراستهم عبر الإنترنت. كما يبحث الاتحاد مبادرات أخرى في مجالات مثل التوظيف، وترابط المياه والغذاء والطاقة والأنظمة البيئية، والتنمية الحضرية.

وقال ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، خلال كلمته الافتتاحية: “خلال أربعة عقود من الخدمة، كنت شاهداً على أزمات وصراعات لا حصر لها، ولكن لم أواجه قط مأساة عميقة مثل تلك التي تهدد منطقة المتوسط حالياً.

واضاف ” إن الخسائر الإنسانية مذهلة، حيث فقدنا الأرواح وتمزقت الأسر، لم نشعر قط بالحاجة الملحة إلى اتخاذ خطوات جادة أكثر من أي وقت مضى”، وأضاف: “لا توجد طرق مختصرة للسلام؛ إنها رحلة تتطلب الحوار والإرادة السياسية والحلول العادلة.

وتابع ” في هذه الأوقات العصيبة سعى الاتحاد من أجل المتوسط إلى تحقيق مهمته، مع اليقين أن تعزيز التعاون الإقليمي جوهري لفت بصيصًا من الأمل”.

بوريل:  أزمة غزّة هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية

المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، أكد خلال منتدى الاتحاد من اجل المتوسط المنعقد الإثنين في برشلونة على أن “مصدر القلق الأكبر اليوم هو الوضع الرهيب للسكان في شمال قطاع غزّة الذي “نشهد فيه الأزمة الإنسانية الأكثر حدة منذ الحرب العالمية الثانية”.

وقال بوريل إن “الطريقة التي تطور بها تدهور الأوضاع ضد المدنيين هي مدعاة قلق بالغ وتطرح أسئلة كثيرة التي لم تتم الإجابة عليها بالنسبة لجميع منظمات الأمم المتحدة، الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الصحية العالمية”، لذا “يجب علينا أن نفعل أكثر من مجرد إبداء القلق”.

وشدد المسؤول الأوروبي على ضرورة الالتزام بالضغط من أجل إنهاء هذا الوضع المأساوي ، و قال بوريل “أود أن أذكّر أيضاً بأننا خلال جمعيتنا العامة الأخيرة أطلقنا التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين”، والذي “يجب أن يكون بمثابة مظلة يمكن لجميع الشركاء العالميين تقديم مساهمتهم تحتها لتنفيذ حل الدولتين، والكلمة الأساسية هي التنفيذ.

وأشار منسق الدبلوماسية الأوروبية إلى ضرورة الإنتقال من الأقوال إلى الأفعال والبدء بالسعي إلى تنفيذ هذا الحل.

و أعلن بوريل عن انعقاد أول اجماع للجان الفنية المعنية بمواصلة هذه العملية في الرياض، وبروكسل، والقاهرة و عمان وأنقرة وأوسلو، مع التركيز على الأمور والأفعال الملموسة

وزير خارجية البحرين يشدد على اهمية تطبيق قرارات مجلس الامن 

وبدوره أكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني على أهمية معالجة التصعيد العسكري في المنطقة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي والأمن والسلم الدوليين، مشيرًا إلى أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالحرب على غزة، وقرار المجلس رقم 1701 الخاص بالوضع في لبنان، داعيًا إلى ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.وقال إن السبيل لتحقيق السلام المستدام في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكون عبر حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

ودعا وزير الخارجية البحريني إلى تنفيذ المبادرات التي اعتمدت في القمة العربية التي عقدت في مملكة البحرين مايو الماضي، بما في ذلك دعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وعقد مؤتمر سلام دولي لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمبادرات المتعلقة بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتضررين من الصراعات والنزاعات في المنطقة.

اقرأ المزيد 

الاتحاد من أجل المتوسط : 180 مليون شخص يعانون من فقر المياه في المنطقة