مصر تشهد استقرارا وتعايشا مشتركا بين كافة المصريين بمختلف انتماءاتهم الدينية

 

نتفق جميعا في هويتنا الافريقية .. والمواطن الافريقي هو من سيفكر لمستقبل القارة

نحتاج مؤسسات مثل جمعية رجال الأعمال المصريين  قادرة علي فهم مهمة والدور الذي يجب علي الجيل الحالي من الأفارقة أن يقوموا به

من الصعب تحقيق حلم ” إفريقيا موحدة ”  دون قطاع خاص ومنظمات مجتمع مدني افريقية قوية

 

الوحدة الافريقية تقوم علي الروح الافريقية التي تجمعنا جميعا ولا تفرق فيما بيننا

 

 

 

تواصل سامية نكروما إبنة الرئيس الغاني المؤسس كوامي نكروما أحد قادة حركات التحرر الافريقية , حوارها مع ” أفرو نيوز 24 ” , وتتطرق في الجزء الثاني من الحوار الي دور مصر في إنقاذها وأشقاءها ووالدتها السيدة فتحية نكروما وكيف أرسل الزعيم جمال عبد الناصر ليلة الانقلاب علي الرئيس الراحل نكروما طائرة مصر للطيران فارغة أقلتهم من غانا الي مصر .

سامية نكروما أكدت في حوارها أن هناك صعوبة في تحقيق حلم ” إفريقيا الموحدة دون قطاع خاص ومؤسسات مجتمع مدني إفريقية قوية , مشيده في هذا الإطار بالدور الذي تلعبه جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة ورئيسها الدكتور يسري الشرقاوي .

وفيما يلي نص الحوار :

 

>> هناك مصطلح يطلق علية الآن افريقيا الجديدة كيف ترين هذا المصطلح ؟

افريقيا الجديدة والمواطن الأفريقي الجديد هو من  سيفكر لمستقبل القارة , ففي رأيي يجب ان نفكر سويا في هذا , صحيح نحمل كل منا جنسية مختلفة فأنا من غانا وانت من مصر وهذا من نيجيريا وذلك من الجزائر أو المغرب , لكننا نتفق جميعا في هويتنا الأفريقية .

>>خلال زيارتك هذه المرة للقاهرة .. عقدت لقاء مع الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة .. ماذا دار في هذا اللقاء ؟

اللقاء كان هام جدا , وأستطيع القول بصدق إننا في حاجة الي نماذج متعدده مثل الدكتور يسري الشرقاوي ,  نحتاج مئات منه , فمثل هذه الشخصية نحتاجها بالفعل في دولنا الافريقية , حيث نحتاج المؤسسات القادرة علي فهم مهمة والدورالذي يجب علي الجيل الحالي من الأفارقة أن يقوموا به ويلعبونه , نحتاج الي مزيد من التقارب ببعضنا البعض , كما نحتاج من القطاع الخاص أن يقوم بمهمة التقريب بين الشعوب , فبدون الدور القوي الذي يمكن ان تلعبة منظمات المجتمع المدني الافريقية والقطاع الخاص الافريقي سيكون من الصعب تحقيق حلم إفريقيا موحدة , ففي حال صعوبة تحقيق هذه الوحدة سيكون من الصعب تحقيق التنمية التي ننشدها لشعوبنا .

 

أعشق الأكلات المصرية ووالدتي السيدة فتحية نكروما كانت تطبخ ” حلو جدا “

 

>> هل تعلمتي من الوالده كيفية صنع الأكلات المصرية .. وما هي الأكلات التي تجيدينها ؟

بالطبع .. فأنا أعشق الأكلات المصرية ووالدتي السيدة فتحية نكروما كانت تطبخ ” حلو جدا ” .. كانت تطبخ لنا ملوخية جميلة ومحشي ورق العنب ومحشي الكرنب , ووالدتي كانت تهتم جدا بالطبخ , وأتذكر وقت أن كان عمري 10 سنوات , أمي أدخلتني المطبخ وشددت علي ضرورة أن اتعلم فنون الطبخ حتي وإن لم أطبخ بعد ذلك , وأنا أعشق الاكلات المصرية , وأول طعام أطلبة عند وصولي مصر هو العيش البلدي والملوخية والفول والطعمية .

>> انت إذن متمسكة بالتقاليد المصرية ؟

بالطبع  فالانسان لا يستطيع أن ينكر جذورة .

>> لاحظنا عندما تأتي سيرة مصر عينيك تدمعان ؟

يوم الانقلاب مصر أنقذت أسرتنا ونتذكر وقت ان كنا صغارا طائرة مصر للطيران التي أمر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إرسالها الي غانا  فارغة ووصلت في نفس يوم الانقلاب ونقلتنا من غانا علي مصر , فمصر هي وطننا , وأنا فخورة بالدور الذي لعبته مصر في الماضي ولا تزال تلعبة , وعندي يقين انها ستقوم بدور أكبر في المستقبل .

 

ننظر بفخر لما تشهده مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي من استقرار سياسي ونمو اقتصادي كبير

 

>> وأنت تتابعين كمواطنة غانية ولك جذور مصرية من ناحية والدتك , وتشاهدين ما يقدمة الرئيس عبد الفتاح السيسي علي مدي 8 سنوات وأنقذ مصر من الفاشية الدينية ومن كافة المخاطر التي كانت تحدق بمصر .. فكيف تقيمون هذه التجربة في الشارع الغاني ؟

هذا موضوع هام بالنسبة لنا في غانا , فمن المعروف أن غانا بلد يشهد استقرارا كبيرا سياسيا وأمنيا , ونحن كشعب يعشق الاستقرار , وننظر بفخر لما تشهده  مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي  من استقرار وتعايش مشترك بين كافة المصريين بمختلف انتماءاتهم الدينية واستقرار سياسي ونمو اقتصادي كبير  , ونأمل ان تظل مصر هكذا فهي مركز كبير في افريقيا وبلد قوي ,  وتلعب دورا هاما في استقرار المنطقة وافريقيا , ونحن جميعا ننظر لها ولدورها فلطالما مصر بخير إفريقيا ستكون أيضا بخير .

 

أفريقيا لابد أن تتحد مشروع سياسي يستطيع أن يحل مشاكلنا الإقتصادية والاجتماعية

>> السيده ساميه نكروما .. البعض من الاصوات المغرضة تحاول التشكيك في افريقية دول الشمال الافريقي ويتحدثون دائما عن انهم ليسوا افارقة بشكل صرف .. كيف تردين علي هذا ؟

 

من يفكر هكذا هو شخص غير مدرك لفلسفة مشروع الوحدة الافريقية وما هو , نحن ندرك ان هناك تقاليد مختلفة بين دولنا الافريقية وكل دولة لها شخصيتها , والوالد الرئيس نكروما شرح في كتابة ” افريقيا لابد أن تتحد ” ان الوحدة مشروع هدف يجب الوصول له , وهو مشروع سياسي يستطيع ان يحل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية , يجب ان ندرك جيدا معني مشروع الوحدة والهدف منه , فعندما يكون لك هدف يجب ان تأخذ خطوات لتحقيقة , فإحدي هذه الخطوات هي عدم السماح لأي شخص يحاول أن يقسمنا , وعدم السماح لأي أفكار أن تقسمنا ايضا , فالوحدة الافريقية تقوم علي الروح الافريقية التي تجمعنا جميعا ولا تفرق فيما بيننا .

 

>> الآن الروح الافريقية لابد أن تبني علي تعزيز التعاون المشترك وفلسفة الحكم الشريف , لا فرق بين شمال أو جنوب إنما افريقيا تتحد من أجل تعزيز المصالح المشتركة من أجل رخاء الشعوب .. هل تتفقي مع هذا الرأي ؟

 

أتفق مع هذا مائة في المائة  .

نحتاج موقع ” أفرو نيوز 24 ” بشدة .. والاعلام المصري هو الذي عليه ان يقود الترويج لأفريقيا الموحدة

 

>> الإعلام الافريقي يلعب دورا هاما في تحقيق حلم الوحدة الافريقية وتعزيز التعاون المشترك بين كافة دول القارة .. فكيف ترين تجربة  موقع أفرو نيوز والدور الذي يمكن ان يوم به ؟

 

أفرو نيوز موقع اعلامي نحتاجة بشهده , الأمر الجيد هو اننا بدأنا بالفعل نري منصات اعلامية مصرية تهتم بهموم وقضايا القارة الافريقية وتدعم تعزيز التعاون المشترك بين كافة دولها .

والحقيقة ليس الاعلام وحده المقصر في عرض قضايانا , فجميعنا مقصرين , فجميعنا يجب ان يقتنع أنه حتي نستطيع ان نتعاون ونعمل مع بعضنا البعض كأفارقة ونوحد صفوفنا وأهدافنا يجب ان يكون هناك وعي , وندرس كيفية تحقيق أهدافنا ونناقشها .

لذلك الاعلام الافريقي مهم جدا في هذه المرحلة لتصحيح الصورة الذهنية , فمن المستحيل ان نتخيل اننا جميعنا سنتفق علي كل شئ , حتما ستكون هناك إختلافات , لكن بالتأكيد ستكون هناك قواسم مشتركة فيما بيننا , وهذا دور الاعلام لكي يبرزها , والاعلام المصري هو الذي عليه ان يقود الترويج لافريقيا الموحدة .

 

أنا إفريقية وجذوري غانية .. وسأترشح قريبا لعضوية البرلمان الغاني

 

>> ماذا عن مشروعك السياسي القادم ؟

أنا افريقية لكن جذوري في غانا , انا منتظرة قريبا خلال شهور الترشح لعضوية البرلمان الغاني , وهذا سيكون من وجهة نظري مهم ليس فقط للشعب الغاني فقط وانما لكل الشعوب الافريقية , فجزء من مشروعي السياسي يقوم علي الوحدة الافريقية بين جميع شعوب القارة ليس فقط بين الحكومات .

وهذا جزء من محاولاتي لإعادة صياغة أفكار والمبادئ التي لطالما نادي بها وسعي لتحقيقها والدي الرئيس كوامي نكروما وكافة الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الافريقية وحلمهم بتحقيق وحدة تجمع جميع شعوب ودول القارة الافريقية , فغانا حصلت علي استقلالها من أجل دول كثيرة عملت مع بعضها البعض , وانا مقتنعة أن مستقبل غانا ومصر وجميع الدول الافريقية في أن نعود للعمل مع بعض سويا بنفس الروح والحماس ونفس الأمل والمحبة التي كانت موجودة في الماضي وقت النضال من أجل الاستقلال .