لملياردير السوداني” مو إبراهيم” إفريقيا تدفع ثمناً باهظاً للتغير المناخي الذي ليس لها ذنب فيه ونصف سكانها بلا كهرباء
ا
>> الـ 10 دول الأكثر تأثراً بالمناخ جميعها إفريقيا وأوروبا تتودد لقارتنا الأن من أجل الغاز وليس للشعور بالذنب
قال الملياردير السوداني محمد إبراهيم رئيس مؤسسة Mo Ibrahim Foundation التي تعد عضوًا في مؤسسة إفريقيا وأوروبا، وهو “هيكل جديد بالشراكة مع مؤسسة المناخ الأفريقي و ONE ويتمثل دورها في تنظيم شراكات لتحويل العلاقات بين القارتين الي فرص”، أن الحرب في أوكرانيا والصدمات الدولية المرتبطة بها ربما تحول أنتباه بعض القادة عن قضية المناخ، وإن التنافس بين القوي قد يعقد التعاون الضروري برؤية بعيدة المدي.
وأكد في مؤتمر صحفي عقد في بروكسل أمس الاول حول تحديات COP27أنه سيكون من ضمن الشخصيات الافريقية التي ستشارك في COP27 في شرم الشيخ ، مصر ، قائلاً أن هناك 600 مليون إفريقي أو نصف سكان القارة لا يحصلون علي الكهرباء، وبالتالي فإن هؤلاء لم يصدر عنهم أي تأثير ضار بالمناخ، فلماذا يجب أن يهتم هؤلاء بقضية المناخ من الاصل.
ويأسف الدكتور محمد ابراهيم من أن إفريقيا ليس لها صوت في المناقشات الدولية، بينما تدفع ثمناً باهظاً للتغير المناخي الناجم عن مناطق أخرى من العالم، وهذا أمر يخلق خالة من الاستياء حيث تمثل أفريقيا 17٪ من سكان العالم، وحصتها لا تزيد عن 3.4٪ فقط من استهلاك الطاقة العالمية، أما أوروبا التي يمثل سكانها 5.8٪ من سكان العالم ، تستهلك 10.4٪ من الطاقة.
ويتابع الدكتور محمد إبراهيم حديثه قائلاً: في إفريقيا توجد أربعة بلدان فقط هي التي توفر الكهرباء لجميع السكان وهي: مصر وتونس وسيشيل وموريشيوس، علاوة على ذلك ، فإن مزيج الطاقة في العديد من البلدان الافريقية، أفضل بكثير من مزيج الدول الأوروبية، وأن القارة الافريقية تصدر 3٪ فقط من الانبعاثات العالمية السنوية، بينما يمتص حوض الكونغو وحده 4٪ وبذلك يكون السجل الأفريقي سلبي في الانبعاثات، لذلك لا أحد يجب عليه أن يعلمنا عن التكيف، لأننا بالفعل أكثر خضرة من أي شخص آخر “.
وذكر أن هناك نحو 40 دولة ومؤسسة إنمائية بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة كانت قد أعلنت في COP26 في جلاسكو، أنها لن تدعم مشاريع الاستثمار في الوقود الأحفوري في الخارج بحلول نهاية عام 2022، لكن الحرب في أوكرانيا أعاد خلط البطاقات، وأن أفريقيا التي يتم التودد إليها الآن من أجل غازها، هي في وضع قوي لمناقشة احتياجاتها في COP27. والهدف الذي يدعمه الاتحاد الأفريقي (AU): أن يعتبر الغاز الطبيعي طاقة انتقالية ، بنفس الطريقة المتبعة في أوروبا.
وقال: إنهلمن النفاق الشديد أن يقول الأوروبيون إن الغاز مفيد لانتقالهم، ولكن ليس للأفارقة فهذا جنون ! لأن الغاز في أوروبا يستخدم لتكييف الهواء وحمامات السباحة وليس لمسائل البقاء على قيد الحياة كما هو الحال في إفريقيا وواصل مو إبراهيم: ” كلامه قائلاً: لنكن صادقين ، أوروبا بحاجة إلى إفريقيا أكثر من العكس “. بالإضافة إلى ذلك ، توجد جميع المعادن اللازمة للتقنيات الخضراء في إفريقيا. يجب ألا نعتبر القارة أمرًا مفروغًا منه ونعطيها التعليمات، لأنها تضم العديد من الشركاء “.
وكشف ابراهيم أن البلدان العشر الأكثر تأثراً بالمناخ هي جميعها أفريقية، لذلك علينا معرفة كيفية بناء مرونتهم وتوفير الـ 100 مليار دولار سنويا والتي لم تكن تبرعات ، بل قروضًا ، والتي كانت موضع تساؤل منذ عام 2020 خلال اتفاقية باريس لدول الشمال لمساعدة دول الجنوب على مواجهة التغير المناخي “.مشيرا الي أن الحل يكمن في اللعب الحر للسوق من وجهة نظره. بدون سعر عالمي للكربون ، لن نصل إلى أي مكان. لماذا لا نتركه للسوق ونتعامل مع الكربون كسلعة عامة يجب دفع ثمنها؟.