الرأي

الكاتب الجزائري رفيق شلغوم يكتب : كيف استدركتا الجزائر و الهند الفتور في العلاقات ؟ .. و ماهي دلائل عودتها لأعلى مستوياتها ؟ 

الجزائر الآن _ بتاريخ13 أكتوبر 2024 ،قالت رئاسة الجمهورية الجزائرية في بيان لها بأن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يستقبل اليوم رئيسة جمهورية الهند السيدة دروباري مورو ، التي تؤدي زيارة دولة إلى الجزائر تدوم أربعة الأيام .

IMG 20241022 WA0000 الكاتب الجزائري رفيق شلغوم يكتب : كيف استدركتا الجزائر و الهند الفتور في العلاقات ؟ .. و ماهي دلائل عودتها لأعلى مستوياتها ؟ 

وما لفت إنتباهي للوهلة الأولى ثلاث ملاحظات إعتبرتها مهمة للغاية. ولها ما بعدها على عدد من الأصعدة .

الأولى : زيارة الرئيسة الهندية دوربادي مورمو للجزائر هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين 

الثانية : زيارة رئيسة الهند دامت 4 أيام بالجزائر

الثالثة: التصريح الإعلامي المشترك الذي نقلته صفحة رئاسة الجمهورية الجزائرية، وكان كالتالي : 

رئيس الجمهورية : “وجهات نظرنا تتطابق ..الجزائر والهند سيستدركان فتور العلاقات” .

رئيسة الهند : “للرئيس تبون نظرة و قيادة و ينبغي لعلاقاتنا أن تعود لأعلى مستوياتها” .

التصريح الإعلامي للرئيس الجزائري و الرئيسة الهندية إتسما بالصراحة و المكاشفة، و الأهم من هذا هو الإتفاق على قرار سياسي محدد وواضح ترجمه الرئيس تبون في قوله :

“الجزائر و الهند سيستدركان فتور العلاقات”

وترجمته رئيسة الهند بقولها :”ينبغي لعلاقاتنا أن تعود لأعلى مستوياتها”

من الواضح جدا بأن ترجمة القرار السياسي الذي اتخذ خلال زيارة الرئيسة الهندية للجزائر قد شرع البلدان في ترجمته فوق أرض الواقع ،ولم يبقى مجرد شعارات أو بيان إعلامي منشور على صفحة الرئاسة الجزائرية .

وفعلا كما قال الرئيس تبون ، تم تدراك فتور العلاقات بين البلدين

وكما صرحت الرئيسة الهندية ، تم عودة العلاقات بين البلدين لأعلى مستوياتها

قد يسأل سائل ويقول كيف ذلك ومتى ؟

و نجيبه بالقول بأن ذلك حدث في الفاتح من نوفمبر 2024 ، أي بعد حوالي 17 يوما فقط من زيارة الرئيسة الهندية للجزائر.

وذلك من خلال حضور رئيس أركان دفاع جمهورية الهند الفريق أول أنيل شوهان للذكرى السبعين لإندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة ، لكن الأهم من ذلك، أن الرجل الأول على رأس الجيش الهندي يقوم في نفس الوقت بزيارة عمل رفقة وفد عسكري رفيع المستوى إلى الجزائر .وهو ما أكده بيان وزارة الدفاع الوطني اليوم 3 نوفمبر 2024 .

و أهم ما استوقفني في بيان وزارة الدفاع الوطني ما يلي :

1 ـ الطرفان استعرضا مجالات التعاون العسكري الثنائي وكذا سبل تطوير وتعزيز التنسيق الأمني في المسائل ذات الاهتمام المشترك.

2 ـ الفريق أول السعيد شنقريحة أكد أن الزيارة الرسمية الأخيرة التي قامت بها رئيسة جمهورية الهند إلى الجزائر أكبر دليل على الإرادة القوية لقيادتى البلدين لإعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية و تطوير أفاق التعاون المشترك.

3 ـ تأكيد الفريق أول أنيل شوهان على استعداد الطرفين لدراسة سبل ترقية التعاون العسكري الثنائي وتطويره في مجالات جديدة

و أهم من هذه الملاحظات الثلاث في بيان وزارة الدفاع الوطني الجزائرية هي ملاحظة رابعة مهمة للغاية :

ـ توقيع الطرفان على محضر اتفاق في المجال العسكري بين وزارة الدفاع الوطني الجزائرية ووزارة الدفاع لجمهورية الهند.

بمعنى أوضح و أدق فإن توقيع هذه الاتفاقية في المجال العسكري بين الجزائر و الهند هي ترجمة للقرار السياسي الذي تم إتخاذه خلال زيارة الرئيسة الهندية للجزائر بتاريخ 13 أكتوبر ،و التي دامت أربعة أيام ، وهو

ما أكده السعيد شنقريحة الفريق أول رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في بيان اليوم .

من دون شك سيحسب للرئيس تبون أنه تمكن من تجاوز الفتور في العلاقات مع جمهورية الهند، بل وتمكن من إعادتها وبسرعة فائقة إلى أعلى مستوياتها ، وكم تمنيت لو كان الأداء التنفيذي الحالي وعلى كل المستويات يسير بنفس وتيرة تسيير هذه الملفات الديبلوماسية الكبيرة والحساسة ، لكانت الجزائر في مكان آخر الآن، و أرقامها بعيدة في عدد من القطاعات عن الأرقام الحالية ،و لذلك من دون شك أيضا قال الرئيس تبون في حواره الإعلامي الأخير بأنه يبحث عن الكفاءات لتعينها في الحكومة المرتقبة ، وهو محق في هذا التصريح على طول الخط بحسب غالبية من تحدثت معهم في هذا الموضوع من متابعين ، فالفارق شاسع بين طموحات الرئيس و الشعب من جهة ،و نتائج عدد من القطاعات المنتجة من جهة أخرى . رغم أنه وجب الاشارة إلى الأداء الممتاز لعدد من القطاعات على الرغم من قلتها. وطبعا المقياس الوحيد هو “الإنجاز “و ليس” الكلام” .

وحتى نعود لجمهورية الهند و أهمية إعادة العلاقات معها إلى أعلى مستوى وجب توضيح التالي :

1 ـ الهند واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم.

2 ـ نما الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الهند بنسبة 55 بالمائة بين عامي 2014 و 2023 .

3 ـ انتقلت الهند من تاسع اكبر اقتصاد في العالم سنة 2014 إلى خامس أكبر اقتصاد سنة 2023

4 ـ الهند حققت أكبر نمو في الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالإقتصاديات الرئيسية الأخرى

5 ـ بلغت قيمة اقتصاد الهند 3.7 ترليون دولار في عام 2023.

على الصعيد العسكري :

1 الهند رفعت صادراتها الدفاعية من 184 مليون دولار سنة 2016 إلى 1.94 مليار دولار سنة 2023

2 ـ تصدر الهند منتجاتها العسكرية إلى 85 دولة عن طريق 100 شركة صناعية عسكرية

3 ـ تستهدف الهند تصدير معدات دفاعية بقيمة 5 مليارات دولار بحلول 2025

4 ـ صدرت سترات اواقية من الرصاص إلى 34 دولة من بينها استراليا و اليابان و اسرائيل المحتلة و البرازيل

5 ـ باعت للولايات المتحدة الأمريكية والولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا أنظمة الكترونيات دفاعية.

6 ـ تصدر قوارب اعتراضية سريعة

8 ـ تسعى لبيع طائرات مقاتلة متعددة المهام من طراز تيجاس .

ـ 9 تمتلك 16 نوعا من الصواريخ الباليستية و المجنحة أبرزها صاروخ ” أجني “( Agni) الباليستي بفئاته المختلفة

10 الهند اختبرت بنجاح ” أجني 5 ” عام 2021 وهو صاروخ الباليستي عابر للقارات قادر على حمل رؤوس نووية و يعتمد هذا الصاروخ بامكانية إطلاقه من منصة متحركة على الطرق .

11 ـ يجري حاليا بالهند تطوير “أجني 6” و هو أحدث صواريخ العائلة ولايزال قيد التطوير و سوف يكون قادر على قطع مسافة تصل الى 12 ألف كلم مع حمولة نووية تبلغ 3 أطنان

13 ـ الهند تمكنت عام 2019 من امتلاك قدرات صاروخية امتدت إلى الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية ، لتكون بذلك رابع دولة تمتلك هذه النوعية من الاسلحة بعد الولايات المتحدة و روسيا و الصين

كل المؤشرات توحي بأن العلاقة بين الجزائر و الهند تتجه نحو الطريق الصحيح بعدما تم إستدراك الفتور في العلاقات بين البلدين وعادت لأعلى مستوياتها .

 

اقرأ المزيد 

رفيق شلغوم يكتب .. طموحات الرئيس تبون اللامتناهية وقواعد اللعبة العالمية الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »