الدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية السابق يكشف في حوار لـ ” afronews24 ” السبب وراء قيامة بأول جولاته عقب ثورة 30 يونيو بزيارة السودان
نبيل فهمي : في تقديري عنصري الحل في المسألة السودانية هما الإستجابة لتطلعات الشعب السوداني في المشاركة و احترام مؤسسات الدولة
أكد الدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية السابق أنه بدأ جولاته الخارجية عقب تولية حقيبة الخارجية المصرية عقب ثورة 30 يونيو 2013 بزيارة العاصمة السودانية وذلك لأن لأن السودان جارة مباشرة لمصر ولنا علاقات تاريخية مع السودان فضلا عن ان اولويات الامن القومي المصري مع دول الجوار, ولذلك صممت علي البدء بزيارة الخرطوم بالرغم من تقديري لإختلاف الرؤي السياسية للحكومة السودانية حينذاك مع الرؤي المصرية .
وقال الدكتور نبيل فهمي في حوار مع ” afronews24 ” ينشر لاحقا كاملا : أنه تم أستقباله لدي وصولي السودان بشكل جيد للغاية في الزيارة , لأنهم قدروا أن مصر تعطي الأولوية للسودان , وتحدثت بكل صراحة مع السلطات السودانية حينذاك وذكرت أن ” دول الجوار أولوية مصرية .. نختلف معكم ايديولوجيا ، إنما طالما خلافنا معكم سياسيا ظل داخل حدودكم وحدودنا فهذا لا يقلل إطلاقا من أهمية التعاون بين الدولتين كدول وطنية جارة لها مصلحة مشتركة ” , فضلا عن القضية الكبري المرتبطة بحوض نهر النيل ” .
وأضاف : إذن الزيارة كانت موقف سياسي تجاه الجيران ومن أولوياتها كانت قضية المياة , ولولا الاضطرابات في ليبيا وعدم إمكانية تأمين الرحلة كنت زرت ليبيا , وبعد السودان زرت رام الله حيث زرتها عقب عودتي من الخرطوم بأيام قليلة تأكيدا علي أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر .
وفي رده علي سؤال حول كيفية استقبال المسؤولين السودانيين الزيارة .. وهل طرحوا خلالها قضايا شائكة في ملف العلاقات في ذلك الوقت ؟ , قال اوضح وزير خارجية مصر السابق أن الزيارة كانت مهمة جدا حيث وجد إستقبالا سودانيا حارا , وقال : ” وعندما دخلنا إلي القاعات المغلقة , صارحني بعض المسؤولين السودانيين علي رأسهم وزير الخارجية الأسبق علي كرتي , وذكروا لي ” نحن نستقبلك بإهتمام وترحيب كبير جدا لأن حضور وزير الخارجية المصري الي الخرطوم كأول زيارة له معني ومغزي لن ننساه , إنما أنت خلقت لنا مشكلة أيضا ، لأنه بالرغم من إيجابية هذه الخطوة لاشك أن التوجه السياسي لدي السلطة المصرية الحالية يختلف عن التوجه السياسي للسلطة السودانية التي لها توجهات إسلامية ” , مضيفا ك فذكرت لهم ” نعم وأنا أعلم ذلك ومع هذا حضرت الي الخرطوم , لا أتدخل في توجهك السياسي ولن اقبل ان تسعي لفرضه علي , طالما التزمتم بذلك فأنا أتعامل مع السودان كدولة وطنية , فشكرني وزير الخارجية السوداني علي ذلك ” ، هذا مثال جيد للعلاقات مع دول الجوار , نتعامل معهم كدول مع وضع حدود لما لا يجب تجاوزه , طالما لم يحدث تجاوز بما يعني تدخل طرف في مصالح الطرف الآخر خاصة الداخلية , أنا لا أتدخل في أسلوب الحكم أو التوجهات السياسية لأي دولة .
وردا علي سؤال بشأن تطورات الاوضاع التي يشهدها السودان حاليا وهل يري أفق لحل الأزمة السياسية السودانية , شدد الدكتور نبيل فهمي علي أن الوضع في السودان يمثل أهمية بالغة لمصر واستقراره مصلحة استراتيجية مصرية , ووجود اضطرابات وعدم استقرار غربا وجنوبا يقلق المؤسسات المصرية .
وقال : أنا لا أستطيع الجزم بأن الأطراف السودانية قد اقتربت من حل للأزمة السياسية لكن سمعت تصريحات من المبعوث الأممي فولكر بيرتيس بأن هناك بوادر إنفراجة , مضيفا : وفي تقديري عنصري الحل في المسألة السودانية هما الإستجابة لتطلعات الشعب السوداني في المشاركة و احترام مؤسسات الدولة .
وتابع : الشعب السوداني يريد المشاركة في بناء سودان له شكل آخر، قد يختلفوا فيما بينهم الآن ولم يصلوا بعد الي توافق عملي حول شكل السودان , وفي تقديري أنه حتي وإن اجتمعوا علي طرح تقدموا به الي المجلس السيادي ، من المتوقع أن نشهد حالة من الشد والجذب, حتي يستقر الاتفاق علي شكل وطبيعة نظام الحكم في السودان سواء يمينيا أو يساريا أو وسطيا .
واستطرد قائلا ” في المقابل حق المشاركة لا يعني المساس بمؤسسات الدولة , فالدولة الوطنية يجب ان يكون لها منظومة رئاسية أو منظومة برلمانية , و شكل العلاقة بينهما تحدده منظومة الحكم هل رئاسية أو برلمانية , ويجب ان يكون لها أجهزة أمنية وقوات مسلحة , ومن يحكم فيما بينهم هو الدستور , إنما تغليب طرف علي الاخر ليس في مصلحة أحد , المطلوب أن يمارس كل طرف ” المؤسسات منهم ” مسؤوليته في إطار الدستور .
واشار الدكتور نبيل فهمي الحالة البرازيلية القديمة حيث كان الجانب العسكري بها له دور قوي ومستمر وممتد وبالتدريج حدث توافق بين الجهات المدنية والعسكرية , وقال : بمعني نخلق إطار للمشاركة الشعبية والمدنية ونحافظ علي إحترام ومسؤوليات ومكانة القوات المسلحة, والدستور البرازيلي من الدساتير الطويلة غير المعتادة وفر كل هذا , ومع الممارسة تم تحديد البوصلة السليمة .
وأضاف ” في النهاية مطلوب أمرين , الإستجابة للرغبة في المشاركة و الحفاظ وإحترام مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسات العسكرية والامنية .
الدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية السابق ل ” Afronews24″ : لا مفر من علاقات نشطة بين مصر وجيرانها
ينشر غدا .. « أفرو نيوز 24 » تنفرد بحوار مع الدكتور نبيل فهمي وزير الخارجية السابق
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.