« الزولو » .. تاريخ طويل من النضال بدأ من « شاكا زولو » وانتهي بسقوط نظام الفصل العنصري
قبائل « الزولو » أحد أشهر القبائل الأفريقية وتعد واحدة من أكبر القبائل البانتوية التي تعيش في جنوب أفريقيا.
و تشتهر هذه القبيلة بتاريخها الطويل والثقافة الفريدة التي تمتزج فيها التقاليد القديمة مع التأثيرات الحديثة.
وقبائل « الزولو » تنتشر أساسًا في جنوب أفريقيا ، موطنها الأصلي إقليم كوازولو ناتال الذي يقع على ساحل البحر الهندي.
وتعد « الزولو » واحدة من أكبر القبائل في جنوب أفريقيا من حيث عدد السكان والتأثير الثقافي ، كما يعد إقليم كوازولو ناتال مركز النشاط الثقافي والاجتماعي لقبيلة الزولو ويشكل موطنًا رئيسيًا لهم.
تاريخ القبيلة
تأسست قبيلة الزولو في القرن الـ17 تقريبًا على يد قائدها الشهير شاكا زولو ، حيث قاد شاكا زولو حروبًا ناجحة ووحد قبائل متناثرة لتشكيل مملكة زولو القوية ، و تتميز قبيلة الزولو بتنظيمها الاجتماعي الهرمي، حيث يكون الملك (أو إنكوسي) في القمة وتليه الزوجات الملكية والمشيرين والمحاربين ، واللغة الزولوية هي اللغة الرئيسية لهذه القبيلة.
وقد كانت الزراعة وتربية الماشية نشاطًا رئيسيًا للزولو، حيث زرعوا الذرة والبطاطا ورعوا الماشية والدواجن.
و تشمل ثقافة الزولو الرقص والموسيقى والفنون التقليدية مثل صناعة السلال والنسيج.د ، ويشتهر أبناء القبيلة بأزياءهم التقليدية والأزياء الملونة والزينة.
و خلال العصور الحديثة، شهدت قبيلة الزولو تحولات اجتماعية واقتصادية، وأصبح العديد من أفرادها يعيشون في المدن ويشاركون في الحياة الحضرية.
عادات الزولو
وقبائل الزولو لديها العديد من العادات والتقاليد الفريدة والمثيرة، ومن أغرب عاداتهم وتقاليدهم ، رقصة “إمبهوبو” ، والتي تُعد واحدة من أشهر تقاليد الزولو، حيث يرتدي الراقصون ملابس ملونة ويؤديون حركات راقصة مع إصدار أصوات مميزة ، هذه الرقصة تستخدم في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات.
ومن بين أغرب عاداتهم لغة اللوغوب ، حيث تُعد لغة اللوغوب جزءًا من تقاليد الزولو، وهي لغة مبتكرة تستخدم للتواصل بشكل سري ومشفر ، يتم استخدامها غالبًا بين الشباب أو في سياقات خاصة.
والزولو يُعرفون بزينتهم الفريدة، حيث يستخدمون المجوهرات والألوان المبهجة في الزينة الشخصية وتزيين الوجه والجسم.
تقاليد الزواج عند الزولو
الزواج لديه أهمية كبيرة في ثقافة الزولو، ويتم اتباع تقاليد معينة في مراسم الزواج.
ويسمح للرجل الزولو بالزواج من أكثر من امرأة، وهذا يعكس تقاليد الزولو التي تميل إلى تمثيل مجتمع مترابط.
وتشمل مراسم الزواج عدة طقوس واحتفالات تبدأ بمراسم تناول طعام مشترك ، ويتم تبادل الهدايا بين العروسين وعائلتيهما ، وتشمل الطقوس الرقص والغناء بالإضافة إلى توجيه النصائح للعروسين من قبل كبار السن.
يعتقد الزولو بشكل عام في الأرواح والقوى الروحية، وهم يمارسون الاحتفالات والطقوس الروحية للاتصال بأسلافهم والأرواح.
ملك الزولو
للملك مكانه خاصة عند قبيلة الزولو ، حيث اختيار ملك الزولو يتم وفقًا للتقاليد والنظام التوريثي في ثقافة الزولو.
و يتم تحديد ملك الزولو بناءً على نظام التوريث الوراثي، حيث يتم نقل العرش من والد إلى ابنه ، وإذا كان لدى الملك الحالي أكثر من ابن، يتم اختيار واحد منهم ليصبح الملك.
و عندما يتم اختيار ملك جديد للزولو، يتم إجراء مراسم تتويج خاصة ، حيث يتم تتويج الملك بتاج ملكي يرمز إلى سلطته ومكانته.
ويحتاج الملك الجديد إلى الاعتراف من قبل القادة والزعماء الزولو البارزين ، كما يجب أن يحظى بدعم وثقة الشعب والقادة لضمان استقرار الحكم.
وملك الزولو ليس فقط حاكمًا سياسيًا بل يحمل دورًا ثقافيًا هامًا ، ويتوجب على الملك الحفاظ على التقاليد والقيم الثقافية للزولو وتعزيزها.
والملك في ثقافة الزولو يعتبر رمزًا للوحدة والهوية الوطنية ويشغل دورًا مهمًا في توجيه القبيلة وحفظ تقاليدها.
وقبيلة الزولو شهدت تاريخًا حافلاً بالعديد من الملوك البارزين. من بين أشهر ملوك الزولو يمكن الإشارة إلى الملك شاكا زولو (Shaka Zulu): يُعتبر واحدًا من أشهر ملوك الزولو.
ومن اشهر ملوك الزولو الملك دينجاني (Dingane): خلف شاكا زولو وتولى الحكم بعد وفاته ، شهد عصره العديد من التحديات والمعارك ضد الاستعمار البريطاني.
والملك سيتشوايو (Cetshwayo): كان ملكًا زولوًا بارزًا في القرن التاسع عشر وكان شاكا زولو هو جدّه ، شهد حروبًا ضد الاستعمار البريطاني.
و الملك جودوايو (Goodwill Zwelithini): كان ملكًا زولوًا حديثًا وأحد أفراد العائلة المالكة في العصر الحديث. تولى الحكم في عصر ما بعد الاستعمار وكان له دور في الحفاظ على التقاليد والهوية الزولو.
وهؤلاء هم بعض من أشهر ملوك الزولو في تاريخ هذه القبيلة، وقد تركوا بصماتهم البارزة في تاريخ الزولو وتأثيرًا كبيرًا على ثقافتهم وتقاليدهم.
وقبيلة الزولو لها تأثير كبير على الساحة السياسية في جنوب إفريقيا .
الزولو والكفاح ضد الاستعمار
قبيلة الزولو، بما في ذلك مملكة زولو التاريخية، كان لها دور في مواجهة ومقاومة الاستعمار في جنوب أفريقيا ، ففي القرن الـ19، تصاعدت التوترات بين مملكة زولو بقيادة الملك شاكا والإمبراطورية البريطانية.
و تسببت التصاعد السريع للإمبراطورية الزولو في إثارة قلق البريطانيين، وأدت تلك التوترات إلى الحروب الزولو البريطانية في عقد 1870.
والزولو لم يقاوموا الاستعمار فقط بالقوة العسكرية، بل أيضًا من خلال الحفاظ على تقاليدهم وثقافتهم ، وتميزوا بمقاومتهم الثقافية من خلال الحفاظ على لغتهم وتقاليدهم والأنشطة الثقافية.
على الرغم من تصاعد الاستعمار البريطاني والضغوط التي تعرضوا لها، استمروا في الصمود والمحافظة على هويتهم.
يجب أن نلاحظ أن دور الزولو في محاربة الاستعمار لم يكن بمثابة حركة تحرير مستقلة كبعض الحركات الوطنية الأخرى في أفريقيا. ومع ذلك، كان لهم تأثير ملحوظ على التاريخ الجنوب أفريقي وعلى السياسة والثقافة في المنطقة.
إقرأ المزيد
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.