السودان يرحب باتفاق وقف العدائيات بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي
في أول تعليق من جانب السودان علي توقيع الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي اتفاق لوقف العدائيات ، أعربت وزارة خارجية السودان عن بالغ إرتياحها وترحيبها بتوقيع إتفاق وقف العدائيات بين حكومة جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية وجبهة تحرير شعب التيجراى الذي تم بجنوب أفريقيا .
وذكرت الخارجية السودانية في بيان صحفي ” وإذ تهنئ حكومة السودان الشعب الإثيوبى الشقيق بهذه الخطوة الشجاعة والمهمة تأمل أن يسهم هذا الإتفاق التاريخي في إحلال السلام والأمن والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، وتعزيز الإستقرار في القارة الإفريقية ومنطقة القرن الإفريقى بصفة خاصة، وتأمل وزارة الخارجية السودانية كذلك بأن تعمل جميع الأطراف على تجاوز الماضي وإعلاء روح التسامح بين أبناء الوطن الشقيق.
وثمّنت الخارجية السودانية الجهود الحثيثة لمفوضية الإتحاد الإفريقى والفريق عالي المستوى للإتحاد الإفريقى، وجهود الرئيس النيجيري السابق أوباسانغو الممثل الخاص للإتحاد الإفريقي للقرن الإفريقى وأعضاء الفريق عالي المستوى والسيد رئيس جنوب إفريقيا، والتي جعلت هذا الإتفاق ممكناً.
مصر ترحب بالاتفاق
وفي سياق ردود الأفعال الدولية والإقليمية بالاتفاق رحب السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية امس باتفاق وقف العدائيات الذي تم التوقيع عليه فى جنوب إفريقيا أمس، بين حكومة اثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الشقيقة وجبهة تحرير التيجراى، بعد محادثات سلام دامت لقرابة العشرة أيام.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عن خالص تمنيات جمهورية مصر العربية بأن يسهم الاتفاق فى إحلال السلام الدائم فى إثيوبيا، وأن يتيح الفرصة لحكومة وشعب اثيوبيا الشقيق لإزالة آثار النزاع ومعالجة أسبابه، و لتضميد الجروح وإعادة بناء السلام الاجتماعي.
وأكد السفير أبو زيد علي أن إحلال السلام فى إثيوبيا يُعد أملاً ومطلباً لجميع شعوب القارة الإفريقية نظراً لاهمية ذلك فى تعزيز بنية السلم والأمن والاستقرار فى القارة، وفى منطقة شرق إفريقيا علي وجه الخصوص.
و نقل المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية شكر وتقدير مصر للجهود التي بذلها الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقى للقرن الإفريقى، رئيس نيجيريا السابق ” أولوسيجين أوباسانجو، وأعضاء فريق الاتحاد الافريقى رفيع المستوى لعملية السلام الاثيوبية، وأعضاء فريق الحكماء التابع للاتحاد الافريقى، علي ما بذلوه من جهد فى سبيل التوصل الي هذا الاتفاق ، كما وجه الشكر لرئيس دولة جنوب افريقيا وحكومة بلاده علي استضافتهم لهذه المحادثات.
وأعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي ، أولوسيغون أوباسانجو ، الرئيس السابق لنيجيريا ، وكذلك الأعضاء الآخرين في الفريق رفيع المستوى لعملية السلام في إثيوبيا ، بقيادة الرئيس السابق لجمهورية كينيا أوهورو كينياتا ، الرئيس السابق لكينيا ، الدكتور فومزيل ملامبو-نجوكا ، نائب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا السابق ، وعضو لجنة الحكماء بالاتحاد الأفريقي ، عن التوقيع علي اتفاقية وقف الأعمال العدائية بين الحكومة الإثيوبية الفيدرالية وجبهة تحرير تيجراي ، وذلك في ختام مفاوضات السلام بين الطرفين في جنوب أفريقيا.
وذكر بيان صادر عن الاتحاد الأفريقي أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة في الجهود المبذولة لإسكات المدافع ، ويوفر أساسًا متينًا للحفاظ على سيادة إثيوبيا وسلامتها الإقليمية ، والوقف الفوري للأعمال العدائية ، واستئناف وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ، واستعادة الخدمات وكذلك المصالحة .
وأثني فريق الوساطة الأفريقي على الطرفين لالتزامهما واجتهادهما وقيادتهما الاستثنائية طوال العملية ، ولإعطاء الأولوية للشعب الإثيوبي والمصالح العليا للأمة الإثيوبية.
وقالت الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي في بيان مشترك عقب المحادثات “اتفقنا على إسكات المدافع بشكل دائم ووضع حد لعامين من النزاع في شمال إثيوبيا”.
وقال وسيط الاتحاد الإفريقي الخاص، الرئيس النيجيري السابق أوباسانجو عقب التوقيع علي الاتفاق ” أن اليوم بدء حقبة جديدة لإثيوبيا، لمنطقة القرن الإفريقي، وبالحقيقة لإفريقيا كلها” ، مضيفا ” إن طرفي النزاع الإثيوبي اتفقا رسميا على وقف الأعمال العدائية ونزع الأسلحة بشكل منهجي ومنظم وسلس ومنسق”.
وتابع ” كما اتفقا على ارساء القانون والنظام، وإعادة الخدمات والوصول من دون عوائق إلى المواد الإنسانية، وحماية المدنيين .
و حذر الرئيس النيجيري السابق من أن هذه اللحظة ليست نهاية عملية السلام إنما بدايتها. تطبيق اتفاقيات السلام الموقعة اليوم مسألة بالغة الأهمية”.
وذكر بيان مشترك صدر عقب التوقيع علي الاتفاق أن الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي واقفوا على تعزيز التعاون مع وكالات الإغاثة الانسانية.
وأثنى رئيس الوفد الحكومي الاثيوبي مستشار الأمن القومي لأبيي أحمد، رضوان حسين على الجانبين مشيدا ب”انخراطهما البناء في السماح للبلد بوضع فترة النزاع المأساوي هذه خلفنا”.
ومن ناحيته قال رئيس وفد جبهة تحرير تيجراي غيتاتشو رضا ” إن الجبهة على استعداد لتطبيق هذه الاتفاقية وتسريعها”.
وأضاف “من أجل معالجة مصاعب شعبنا، قدمنا تنازلات لأننا نريد بناء الثقة”.
وفي إطار ردود الفعل رحبت الولايات المتحدة بالاتفاقية وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إنها “تمثل خطوة مهمة نحو السلام. وأمل أن تؤدي إلى وقف “دائم للأعمال العدائية وتمهد الطريق لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان والفظائع”.
و أشاد الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو جوتيريش ب”خطوة أولى موضع ترحيب” كما قال الناطق باسمه.
وقال جوتيريش في بيان صادر عن المتحدث باسمه، مساء الأربعاء، إن “الاتفاق يمثل خطوة أولى حاسمة نحو إنهاء الصراع المدمر المستمر منذ عامين والذي فقدت فيه أرواح وسبل عيش الكثير من الإثيوبيين.”
وحث الأمين العام جميع الإثيوبيين والمجتمع الدولي على دعم “الخطوة الجريئة” التي اتخذتها الحكومة الفيدرالية لإثيوبيا وقيادة تيجراي.
وفي البيان تعهد الأمين العام بدعم الطرفين في تنفيذ بنود الاتفاق، وحثهما على “مواصلة المفاوضات حول القضايا العالقة بروح المصالحة من أجل الوصول إلى تسوية سياسية دائمة وإسكات البنادق وإعادة البلد إلى طريق السلام والاستقرار.”
وناشد الأمين العام جميع أصحاب المصلحة “اغتنام الفرصة التي يوفرها وقف الأعمال العدائية لتوسيع نطاق المساعدة الإنسانية لجميع المدنيين المحتاجين واستعادة الخدمات العامة التي تمس الحاجة إليها.”
كما “أثنى الأمين العام على الاتحاد الأفريقي وفريقه رفيع المستوى لتيسيرهما محادثات السلام، وأثنى على جمهورية جنوب أفريقيا لاستضافتها محادثات السلام.”
وأكد أن الأمم المتحدة على استعداد للمساعدة في الخطوات التالية للعملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي وستواصل حشد المساعدة التي تشتد الحاجة إليها لتخفيف المعاناة في المناطق المتضررة.