الكونغو.. تجدد الاضرابات في إقليم « كيفو »
تجددت الاشتباكات والاضطربات في شوارع مدينة جوما، عاصمة اقليم كيفو بدولة الكونغو الديمقراطية، الأمر الذي تذمر فيه المواطنين من استمرار هذه الاضطرابات الممتدة منذ سنوات، والتي تقودها حركة 23 مارس، في ظل تراخي وتكاسل قوات حفظ السلام الدولية والمنظمات الاغاثية والتي باتت هي حملاً ثقيلا علي مواطني هذه المدينة نظراً لان وجودهم أصبح كعدمه.
وذكر مواطني المدينة أن هذه الحرب التي يتردد أن متمردي حركة 23 مارس هم بدأها رغم أن هناك قرابة 120 جماعة مسلحة أخري تعمل في جميع انحاء المنطقة، موضحين أن جماعة 2 مارس عاشت في مرحلة خمول وهدنه لسنوات قبل ان تستانف القتال في أوارخ عام 2021 على الرغم من وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الاغائية في المنطقة المضطربة الواقعة في جمهورية الكونفو الديمفراطية، وتتهم الحكومة في الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم الميليشيا، وهو الامر ما نفته كيجالي.
وقال أحد سكان المدينة ويدعي إسبوار أسبرين، اننا سئمنا من هذا الوضع المتردي وإننا كشعب سنواجه مصيرنا مهما كلفنا ذلك، وأننا كشعب سنتصدي للممارسات التي تنتهجها رواندا وقد وقعنا للتو علي شهادات وفاتنا وسندافع عن أنفسنا رغم وجود العديد من الجواسيس الذين تستخدمهم روندا لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ورغم المحاولات التي تبذلها مجموعة شرق إفريقيا (EAC) – التي تتألف من أوغندا وكينيا وتنزانيا وبوروندي ورواندا وجنوب السودان منذ عام 2016 – لجميع الأطراف كافة إلى طاولة المفاوضات، لكن وزير الخارجية الكونغولي كريستوف لوتندولا متردد في التعامل مع هذه جماعة 23 مارس المسلحة، قائلاً: : ” نحن لانتفاوض مع جماعة إرهابية، تتخذ من الشرق الكونغولي موقعاً، لذلك فلا مجال للتفاوض معها الآن.
يذكر أن حركة 23 مارس التي غزت المدينة” جوما” قبل عشر سنوات لعدة أيام ، ضربت الاحياء السكنية المدافع والقذائف، مما إضطر ذلك الي ترك الجنود التابعين للأمن الكونغولي الي الفرار وترك مواقعهم في حين ظل جنود الأمم المتحدة الزرق في ثكناتهم، خشية أن تستعيد حركة 23 مارس غوما، تقوم بعض منظمات الإغاثة بالفعل بإجلاء الموظفين الأجانب.
تخضع شمال كيفو ومقاطعة إيتوري المجاورة لها للحكم العسكري منذ مايو 2021 بسبب الوضع الأمني السيء، ومنذ ذلك الحين، أصبحت حرية التعبير أقل أهمية من ذي قبل، تم سجن عشرات النشطاء والصحفيين بشكل تعسفي، وفقًا لتقارير منظمة العفو الدولية ومنظمة Journaliste en Danger غير الحكومية.
ووجه الاهالي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية غضبهم بإتجاه رواندا ، وكذلك بإتجاه بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، ومنظمات الإغاثة والأجانب بشكل عام. ويقولون إن كل هذه المجموعات غير مجدية لأن لم يوفروا الآمان للسكان، الذين دائما ما يقومون برشق مركبات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بالحجارة والتعدي علي علي منازل أفراد هذه البعثات لدفعهم علي الرحيل وترك الناس يواجهون مصيرهم بأنفسهم.
وكان المتظاهرون قد احرقوا شاحنة تابعة لبعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليل الثلاثاء الماضي عند مدخل جوما لأنهم كانوا مقتنعين بأن الخوذ الزرق كانوا يهربون متمردي حركة 23 مارس إلى المدينة، لذا لا يشعر العديد من موظفي الأمم المتحدة بالأمان أثناء القيادة عبر شوارع مدينة جوما في مركبات الأمم المتحدة، لذا فإنهم يفضلون استئجار سيارات الأجرة المحلية.
وقالت الناشطة ريبيكا كابوغو من مجموعة نشطاء الكفاح من أجل التغيير، الافضل أن تغادر بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية البلاد حتي يعرف العالم ما يجري في بلدها بكل شفافية، وقالت في حديث لـ DW عبر الهاتف: “عندما تم غزو أوكرانيا، هرع الغرب عن حق لتقديم المساعدة واستقبال اللاجئين وإبداء التضامن، لكننا نموت هنا منذ سنوات عديدة ، ولا أحد يهتم”.مضيفة إن الشيء الوحيد الذي قد يثير اهتمام الدول الأجنبية هو الموارد المعدنية الغنية في الكونغو، مشيرة الي رواندا تدعي أن الجناة الذين أرتكبوا المذابح والابادة الجماعية عام 1994 في روندا قد فروا الي شرق الكونغو لذا فإنها تتخذ هذه الزريعة سبباً لزعزعة الاستقرار ودعم حركة 23 مارس تمهيداً لغزو الكونغو الديمقراطية، منذ ذلك الحين، لم تنعم المنطقة بالسلام على الإطلاق، لذلك جندت أكثر من 120 جماعة مسلحة محلية وأجنبية لنهب واغتصاب تجارة الموارد المعدنية والفحم.
وقالت “نحن بحاجة إلى السلام، أن يتمكن أطفالنا من الذهاب إلى المدرسة دون خوف” وأن هذا لن يتأتي إلا بهزيمة M23. وتعتمد حركتها “الكفاح من أجل التغيير” على الجيش الكونغولي للقيام بذلك، على الرغم من أن الحكومة العسكرية سجنت رفاقها، إلا أنها قالت “ليس لدينا سوى الجيش، المنظمات الدولية موجودة هنا منذ أكثر من 20 عاما لكن السلام لا يلوح في الأفق.”
وقالت الأمم المتحدة إن 186 ألف شخص نزحوا حتى الآن بسبب قتال حركة 23 مارس، فيما يعيش الكثيرون في العراء بدون ماء أو مراحيض، فيما مات الكثير من كبار السن وفقاً لموانزا هاميسي سينجوما ” عضو البرلمان عن دائرة نيراجونجو في ضواحي جوما الذي وصف الوضع بالمريع .
وزعم أن النواب قد جمعوا بالفعل مليون دولار (1.02 مليون يورو) لدعم النازحين. وأشار إلى أن “هذا لا يكفي ، فهناك حاجة ماسة للمساعدات الدولية”.
على الرغم من التوترات بين رواندا والكونغو ، لا تزال الحدود بين الجارتين مفتوحة في الوقت الحالي.