جنوب إفريقيا.. الدولة رقم 8 التي تستدعي دبلوماسييها من إسرائيل

أستدعت حكومة جنوب إفريقيا جميع دبلوماسييها الموجودين في إسرائيل للتشاور على خلفية الوضع المأساوي في فلسطين المحتلة، وفق ما أعلنت الوزيرة المكلفة للشؤون الرئاسية خومبودزو نتشافيني اليوم الاثنين.

وبهذا تلحق جنوب إفريقيا بتشاد وكولومبيا وتشيلي والأردن وهندوراس وتركيا، في حين كانت بوليفيا قد أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل على خلفية حملة القصف المدمرة على قطاع غزة.

وكانت تشاد استدعت أمس الأحد القائم بأعمال سفارتها في إسرائيل، ودانت “خسارة أرواح العديد من المواطنين الأبرياء في غزة”، وأصبحت أول دولة إفريقية تتخذ هذه الخطوة منذ بدء التصعيد الإسرائيلي.

وقالت خومبودزو نتشافيني خلال مؤتمر صحفي إن “حكومة جنوب إفريقيا قررت سحب جميع دبلوماسييها من تل أبيب للتشاور”، بدون تقديم مزيد من التفاصيل حول مدة الاستدعاء، لكنها أكدت “خيبة أمل” بلادها خصوصا مع “استمرار القصف الإسرائيلي على المدارس والمستشفيات” في قطاع غزة.

وأوضحت وزيرة خارجية  جنوب إفريقيا ناليدي باندور أنه “إجراء عادي يتّخذ عندما يكون الوضع مثيرا للقلق”.وسيقدم الدبلوماسيون “إحاطة كاملة” عن الوضع للحكومة التي ستقرر بعد ذلك ما إذا كان يمكنها المساعدة أو ما إذا كان “يمكن الحفاظ على علاقة مستمرة فعلاً”.

وقالت باندور: “نحن، كما تعلمون، نشعر بقلق شديد إزاء استمرار قتل الأطفال والمدنيين الأبرياء في الأراضي الفلسطينية ونعتقد أن رد إسرائيل أصبح عقاباً جماعياً”،وأضافت: “رأينا أنه من المهم التعبير عن قلق جنوب إفريقيا مع استمرارنا في الدعوة إلى وقف شامل” للقتال.

نجابولو نديبيلي

من جانبه كتب نجابولو نديبيلي وهو أكاديمي متقاعد في جنوب إفريقيا، وهو مؤلف العديد من النصوص الأدبية بما في ذلك صرخة ويني مانديلا في صحيفة يقول news24.com” عندما يتحول الضحايا إلى مرتكبي الجرائم”

إن الإخفاقات الأخلاقية والمعنوية لدولة إسرائيل ضد شعب فلسطين تتراكم كل يوم! مع كل قنبلة إسرائيلية تقضي على الفلسطينيين في غزة، تكتسب إسرائيل الصهيونية وشعبها تدريجياً صورة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية والنازيين الذين أبادوا اليهود.

يمكن أن تكون مبررات علم التدمير شديدة الإدانة: “القصف الدقيق”، كما يطلق جيش الدفاع الإسرائيلي بكل فخر على التدمير الجوي لغزة.

وإلا كيف يمكن أن يكون الأمر عندما يقول قائد الجيش الإسرائيلي للعالم أن الفلسطينيين “حيوانات بشرية”؟

إن حقيقة القتلى الفلسطينيين ـ والعديد من الأطفال بينهم ـ تكذب التبجح التكنولوجي الإسرائيلي غير الحساس. كيف يمكنهم أن ينسوا ما شاهده العالم بعد أن قامت غرف الغاز بعملها الكيميائي الشنيع: صور الجرافات الألمانية وهي تلقي أكوام الموتى اليهود الذين تعرضوا للغاز في مقابر جماعية؟

كانت غرف الغاز في معسكر اعتقال أوشفيتز بمثابة علم القتل الجماعي للبشر. وكان النازيون يتباهون بنفس القدر بنسختهم من “القصف الدقيق”.في مواجهة مشاهد الدمار التي لا تطاق في غزة، أصبحت الصور المصاحبة لحاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية وأسطولها من السفن الحربية في البحر الأبيض المتوسط، بمثابة نعمة فاحشة من الرئيس الأمريكي بايدن، وكذلك من أوروبا الجماعية، لحرب الكراهية الانتقامية المتراكمة على مدى أكثر من عام. نحو 75 عاماً على احتلال إسرائيل الصهيوني للأراضي الفلسطينية!

مع مرور الوقت، أصبحت هوية دولة إسرائيل لا تزيد إلا قليلاً عن أسلحتها الحربية الهائلة، والتي تشمل القنابل النووية: سلاح المحرقة النهائي.

يؤلمني بشدة أنني توصلت إلى هذا الفهم: كيف يمكن لشرور معذبينا أن تشكلنا بسهولة في صورتهم الوحشية، لقد حاولنا جاهدين في جنوب أفريقيا ألا نكون صورة أولئك الذين عذبونا وعذبونا ذات يوم. أدعو الله أن ننجح في ألا نصبح مثلهم أبدًا.

متى يبدأ الحوار بين حماس والصهاينة؟ متى يبدأون بالحديث؟ متى؟ ما هي الطريقة الأخرى لاستعادة القداسة في القيمة المتأصلة لكونك إخوانًا من البشر في العالم؟

إقرأ أيضا: –

جنوب أفريقيا.. لليوم الثاني مظاهرات في جوهانسبرج وكيب تاون تضامناً مع الفلسطينيين

جنوب إفريقيا.. احتجاجات في جميع أنحاء البلاد تضامنا مع فلسطين المحاصرة

تدشين كتاب ” بطرس غالي ” .. العربي الأفريقي والفرعون والأب الملهم بجنوب أفريقيا 

نيجيريا..توقف جميع رحلات 18 ألف حاج مسيحي الي فلسطين