الجزائر.. تتقدم رسمياً بطلب للإنضمام لـ” البريكس”
تقدمت الجزائر رسمياً بطلب للإنضمام لمجموعة “بريكس”، وفي حال حصول الجزائر علي عضوية هذه المجموعة ستصبح الدولة الافريقية الثانية، بعد جنوب إفريقيا بجانب الصين وروسيا والبرازيل والهند، لكن ماهي مجموعة “بريكس”؟ ولماذا ترغب الجزائر في الانضمام إليها؟ وما أهدافها؟ وما التداعيات على علاقاتها مع القوى الغربية الكبرى في ظل الحرب الأوكرانية والعقوبات المفروضة على روسيا؟.
في البداية يوضح الدكتور ممددح سلامة الخبير الدولي في اسعار النفط والسياسات النفطية، ومستشار البنك الدولي لشؤون النفط والطاقة، أن بريكس التي ترغب الجزائر في الانضمام إليها هي منظمة تجمع خمسة دول هي البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، تم تأسيسها في 20 سبتمبر 2006 بمبادرة من روسيا ، وتم عقد الاحتماع الوزاري التأسيسي لها بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخلال قمة بريكس التي عقدت في البرازيل في يوليو 2014 تم إنشاء بنك التنمية وتبني معاهدة لوضع إحتياطي طارىء للمجموعة والذي وصل الي ما مجموعة 200 مليار دولار.
الجزائر ستصبح الدولة الثانية في القارة ضمن هذه المجموعة بجانب جنوب افريقيا
وقال سلامة إن “مجموعة بريكس” هي تسمية ملخصة للدول الخمس، هدفها أولا وآخرا التعاون فيما بينها لدعم السلام والأمن والتنمية الاقتصادية في العالم، خصوصا أن بينها الصين التي تعد صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، وكذلك الهند صاحبة أكبر ثالث اقتصاد في العالم ثم روسيا التي تعد أكبر مصدر للطاقة في العالم”.وهي عبارة عن تكتل سياسي واقتصادي عالمي بارز ، يضم هذه الدول ويستقطب إلى جانب الجزائر اهتمام دول كثيرة في منطقة الشرق الأوسط والتي تسعي للإنضمام له مثل من السعودية وإيران
يضيف الخبير الاقتصادي الدولي د. سلامة بأن “الفائدة الأولى هي تمكن الجزائر من توسيع قاعدتها الاقتصادية ونفوذها السياسي، في أن تكون عضوا في مجموعة تضم الصين وروسيا وتشكل 41 % من سكان العالم و24% من الاقتصاد العالمي و16 % من التجارة العالمية، ثم إن الصين هي أكبر مستورد للطاقة في العالم وهذا يعني أنها قادرة على استيعاب كل صادرات الجزائر من الغاز والنفط، كما أن بإمكانها أن تخصص جزءا من استثماراتها لصناعة النفط والغاز الجزائريين، والفائدة الثانية هي أن بإمكان الجزائر أن تبيع نفطها وغازها بعملة غير الدولار الأمريكي واليورو وأن تتحول إلى البترو-يوان الصيني في المستقبل وهة حماية لتنوعها النقدي الخارجي.
ولفت سلامة الي أن إنضمام الجزائر للبريكس قد تكون له تداعيات كبيرة على علاقات الجزائر بالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن انضمامها لمجموعة “بريكس” سيوطد مكانتها الاقتصادية والسياسية في العالم وربما يقوي وضعها السياسي مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة”.
“البريكس” تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا وتسعي السعودية وايران للانضمام إليها
أما الدكتور دانيال ملحم الخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي والباحث المتخصص في أسواق المال، فيوكد أن إنضمام الجزائر للـ”بريكس” “لا يعني أنها ستدير ظهرها لنظام الغرب، لأن هناك علاقات تجارية جزائرية-أوروبية مزدهرة خصوصا في مجال النفط والغاز، وبخاصة مع فرنساً اللاتي تربطهما علاقات قوية، وكذلك مع إيطاليا لذا فإن الجزائر لن تدير ظهرها للدول الأوروبية والولايات المتحدة مغبة تكبد خسارة كبيرة، مضيفاُ أن “البريكس” عمليا هي مجموعة الدول الخمس الناشئة بدأت أربعة قبل انضمام جنوب أفريقيا. هدفها بطريقة غير مباشرة منافسة مجموعة السبع التي تمثل 60 %من الثروة العالمية، فيما تمثل دول بريكس 40 % من مساحة العالم حيث إن الدول الخمس هي من أكبر دول في العالم من حيث المساحة، وقد أخذت البريكس اهتماما أكبر من السابق بعد الحرب الأوكرانية والتشتت الحاصل في النظام العالمي والاتجاه نحو تكتلات جيو-سياسية وجيو-اقتصادية أو جيو-استراتيجية.
وبرزت أهمية البريكس خصوصا بعد الاجتماع الأخير الذي ضم تقريبا عشرين دولة بينهم السعودية، الجزائر، إندونيسيا، وماليزيا، وسارت هذه المنظمة تضاهي وتوازي منظمات مثل مجموعتي السبع والعشرين”. خصوصاً أن “العالم أصبح يتجه نحو نوع من الشرذمة في النظام العالمي والتشتت في ظل نهاية العولمة وتحولها إلى نوع جديد يتبلور عبر تكتلات مثل تكتل آسيا الجنوبية، تكتل أوروبا، أمريكا الشمالية.
وقال ترجع أهمية منظمة البريكس في كونها تضم دولا تشهد نموا مرتفعا وكبيرا مثل الصين والهند والبرازيل ومن المؤكد أنها ستضيف دولا أخرى، كما أن دول هذه المجموعة ستشهد ازدهارا اقتصاديا كبيرا خلال السنوات العشر المقبلة اعتبر د. دانيال ملحم أن “العالم يتجه نحو نوع من الشرذمة في النظام العالمي والتشتت في ظل نهاية العولمة وتحولها إلى نوع جديد يتبلور عبر تكتلات مثل تكتل آسيا الجنوبية، تكتل أوروبا، أمريكا الشمالية. أهمية منظمة البريكس هي في كونها تضم دولا تشهد نموا مرتفعا وكبيرا مثل الصين والهند والبرازيل ومن المؤكد أنها ستضيف دولا أخرى. دول هذه المجموعة مثل الهند ستشهد ازدهارا اقتصاديا كبيرا خلال السنوات العشر مثل المقبلة وبالتالي فإن الطلب على مصادر الطاقة سيكون كبيرا جدا.
وأضاف أن للجزائر مصلحة في الانضمام إلى البريكس لأنها ستحصل علي تسهيلات تجارية واقتصادية كما أنها بحاجة لنظام مالي ونقدي جديد بعد تشتت النظام العالمي وهناك إمكانية لإصدار عملة رقمية جديدة خاصة بدول البريكس، وبدخول الجزائر لهذه المجموعة ستستفيد من الميزات التجارية المستقبلية إذ إن هناك استفادة استراتيجية للتجارة والأنظمة المالية والنقدية العالمية خلال السنوات الخمسين المقبلة”.
وعلي الفور رحبت الصين وروسيا بطلب الجزائر للحاق بركب مجموعة “بريكس” وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد قال في يوليو الماضي في تصريحات صحفية إن بلاده مستوفية وبنسبة كبيرة كافة الشروط التي تخولها الالتحاق بهذه المجموعة، و إن بريكس تهم بلاده كونها “قوة اقتصادية وسياسية” والانضمام إليها سيبعد الجزائر التي تعتبر “رائدة في عدم الانحياز” عن “تجاذب القطبين”.
إقرأ أيضا:-
الكونفدرالية…اتحاد الجزائر يفرض التعادل على كاب تاون سيتي في جنوب إفريقيا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.