ترامب و أفريقيا .. ما هو مستقبل العلاقات الأفريقية الأمريكية مع ساكن البيت الأبيض الجديد ؟
راهن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في حملته الانتخابية علي كسب تأييد الناخبين السود ” من أصول أفريقية ” , ووقد وجه ترامب أكثر من نداء للناخبين السود كان آخرها بالتزامن مع ذهاب الناخبين لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، ففي مقطع فيديو لجانياه توماس، مديرة التواصل الإعلامي مع الناخبين السود في حملة ترامب، قالت الحملة الجمهورية أنها أعطت الأولوية للناخبين السود طوال دورة الانتخابات.
ووصل الأمر أن تقارير إعلامية أمريكية أرجعت سبب فوز ترامب على هاريس إلي أنه استطاع الحصول علي دعم أصوات من الناخبين السود واللاتينيين من الطبقة العاملة فى معاقل الديمقراطيين، وهو منح الحزب الجمهورى قاعدة مؤيديين متنوعة عرقيا.
وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي ترامب لم يعلن في حملته الانتخابية عن طبيعة سياستة الخارجية فيما يتعلق بقضايا قارة أفريقيا حيث انصب تركيزة علي الحرب الاسرائيلية في غزة والحرب الروسية الأوكرانية , إلا أن سعي ترامب لمغازلة الأمريكيين من أصول أفريقية يطرح التساؤل حول ما إذا كانت ولاية ترامب الرئاسية الجديدة ستختلف عن ولايته الأولي ” 2017 – 2021 ” خاصة فيما يتعلق بسياسته الخارجية تجاه القارة خاصة وأنه من المعروف أن ترامب طول 4 سنوات مدة ولايتة الأولي لم يزر أي دولة أفريقية , كما يطرح التساؤل حول مستقبل العلاقات الأمريكية الأفريقية وهل من المتوقع أن يكون هناك دور امريكي أكبر في حل قضايا القارة في فترة ولاية ترامب الرئاسية الجديدة ؟ .
لا جديد
ويقول الدكتور محمد تورشين الصحفي المتخصص في الشؤون الأفريقية لـ ” أفرو نيوز 24 ” : ” إنه فيما يتعلق بمستقبل العلاقات الأفريقية الأمريكية عقب فوز دونالد ترامب أنا لا اعتقد أنه سيكون هنالك جديد بأي حال من الأحوال بل اتوقع انه سيكون هنالك اهمال بشكل أو بآخر من قبل الادارة الامريكية للقارة الأفريقية , لا سيما أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب هو يعتبر رئيس سابق للولايات المتحدة الامريكية كانت لديه تجربة , و لم يتعامل بشكل جيد مع القارة الافريقية بعدة عوامل من خلال الوجود الامريكي أو الملفات الثنائية التي تسعي الولايات المتحدة الامريكية من خلال الرؤساء السابقين سواء كان في عهد الرئيس جو بايدن او من قبله باراك اوباما من خلال تعزيز العلاقات الافريقية الامريكية والحد من توغل وسيطرة الروس وكذلك الصينيين على القارة الافريقية وكذلك القوى الصاعدة.
وأضاف ” أعتقد ان الدور الامريكي سيكون خاملا وأن أمريكا في شأن القضايا الدولية ستميل الى حالة من الانعزالية بشكل أو بآخر في عهد دونالد ترامب لانه رجل اقتصادي أو رجل أعمال فهو يحبذ دائما الصفقات وكذلك المشاريع الاقتصادية لأنه في حملتها الانتخابية ركز على الداخل وفي القضايا الخارجية تحدث على ضرورة فرض مزيد من الضرائب على الواردات إلى الولايات المتحدة الامريكية القادمة من الاتحاد الأوروبي وكذلك من الصين.
وتابع تورشين ” لذا اتوقع انه اهمال افريقيا بشكل كبير جدا واه ستكون فرصة جادة لتعزيز النفوذ الصيني والروسي وبعض القوى الاقليمية كالنفوذ التركي وإلى حد ما الإيراني ,ولا اتوقع ان تكون هنالك أي أدوار فاعلة للولايات المتحدة الأمريكية في افريقيا أو في العالم سوى في ثلاث قضايا مهمة اللي هي قضايا قضية اوكرانيا وذلك يشمل تراجع الدور الامريكي في الدعم لاوكرانيا وربما ايضا زيادة الرسوم الجمركية كما اسلفت الذكر في قضية الواردات الى الولايات المتحدة الامريكية لكن يمكن استخدام النفوذ الأمريكي والتأثير الامريكي من خلال استمالة الكثير من الدول الخليجية للولايات المتحدة الامريكية من خلال دفع الأموال بشكل او بآخر أو الاستثمارات وبالتالي يمكن التأثير عليه بحال أو بآخر .
لايهتم بالقضايا الأفريقية
ويؤكد الدكتور محمد شريف جاكو الخبير التشادي في الشؤون الأفريقية أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لا يهتم كثيرا بقضايا الأفريقية إلا المتعلقة مصالح الأمريكية فقط .
ويقول جاكو ” في تصوري أن الشباب الأفريقي اليوم يتطلعون إلى الديمقراطية واحترام الحريات الأساسية العامة والتنمية المستدامة من أجل الرخاء وتحسين مستوى المعيشة , مضيفا ” فإن هذه القيم الإنسانية لا تؤثر كثيراً في أجندة الرئيس، ترامب ، الذي يسعى أولا – لتحقيق مصالح الشعب الأمريكي مادياً وباعتباره رجل أعمال في تقديري ينظر إلى علاقاته مع الخارج من حيث الربح والخسارة.
وتابع ” لا ننسى انه كان قد أساء إلى أفريقيًا في بعض تصريحاته ووصفها بالحثالة , رغم إنه حاول ان يعدل في كلامه إلا انه الكثير لن ينسى هذه الوصف بسهولة .
إقرأ المزيد :
زعماء أفارقة يهنئون ترامب بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.