الدكتورة أماني أبو زيد مفوض الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي في حوار مع ” Afronews24 ” : إفريقيا تسعي لتصبح مركزا لإنتاج الوقود المستدام والطاقة البديلة ( 2 – 2 )
8 دول إفريقية بدأت خطوات جادة لتصنيع الهيدروجين الأخضر
من المتوقع أن تصبح مصر من أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر في العالم
نحن بالفعل علي الطريق الصحيح لتحقيق حلم إنشاء سوق إفريقي موحد للطاقة
دولنا الإفريقية حرصت على مساندة قطاع الطيران الأفريقي في مواجهة أعنف أزمة تعصف به
عند نصيحتي لأي شخص أقول استخدم شركات الطيران الإفريقية فهي تتميز بالمصداقية والخدمة والحرفية
أرجو أن أكون إسهام بسيط جدا في محاولات تغيير حياة مواطني القارة الإفريقية للأفضل
تواصل الدكتورة أماني أبو زيد مفوض الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي حوارها مع ” Afronews24 ” ، حيث تتطرق في الجزء الثاني للحوار إلي سعي الاتحاد الأفريقي لإنشاء سوق إفريقي موحد للطاقة ، مشيرة في هذا الصدد إلي أن القارة في الطريق الصحيح لتحقيق ذلك الحلم .
كما تطرقت الدكتورة أماني أبو زيد إلي قطاع الطيران الافريقي ، مشيدة بهذا القطاع الهام ، وقالت “عند نصيحتي لأي شخص أقول أرجوكم إستخدموا شركات الطيران الإفريقية فهي تتميز بالمصداقية والخدمة والحرفية .
وفيما يلي نص الحوار :
»» الحديث يدور حاليا عن مشروعات الهيدروجين والطاقة المتجددة.. أين إفريقيا من هذه المشروعات ؟
أنا تحدثت عن الأزمات ولم أتحدث عن الفرص , فكما تعلم أو كما يقال ” تولد الفرصة من رحم الأزمة ” , وقد رأينا كيف تحولت دولنا الإفريقية بعد ” كوفيد 19 ” إلي التحول الرقمي و استخدام الأدوات الرقمية ورأينا كيف أن القارة الإفريقية عام 2021 نتيجة لأزمة اللقاحات اتخذت خطوات نحو إنشاء معامل لتطوير وتصنيع اللقاحات ، وتم بالفعل إنشاء أكثر من معمل وصلت إلي 4 معامل لإنتاج الأمصال واللقاحات ، وأيضا أسرع الاتحاد الافريقي في إنشاء وكالة إفريقية للدواء التي دشنت عملها بالفعل في العام الجاري , والأزمة الحالية بها أمرين يمثلان فرصة للقارة علي رأسهما أنه نتيجة للأسعار العالية للغاز حيث يوجد لدينا 18 دولة افريقية منتجة للغاز إلا أن التمركز معظمة في شمال إفريقيا وإرتفاع الأسعار والتصدير هذا ينتج عنه تعويض جزء من الخسائر الفادحة التي خسرناها منذ عام 2020 وأيضا توفير بعض الدخل بما يسهم في التخفيف من وطأة الأزمة الرهيبة التي يعيشها العالم حاليا نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية هذا أمر .
الأمر الثاني أسرعت الدول الإفريقية بشكل مبهر حيث أنها في شهور قليلة بدأت النظر في الطاقات المختلفة وأهمها الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء للأسمدة , وهناك حوالي 8 دول إفريقية بدأت بالفعل خطوات جادة لتصنيع الهيدروجين الأخضر بل أن بعض الدول الافريقية علي رأسها مصر بدأت في انتاجه , حيث من المتوقع أن تصبح مصر من أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر في العالم , وهناك 4 دول إفريقية بدأت خطوات لتصنيع الوقود المستدام للطائرات ولدينا عروض من أكثر من شركة عالمية لتصنيع هذا الوقود في القارة الافريقية , فكل هذه فرص كبيرة وجديدة للقارة.
وهناك ميزة للقارة الإفريقية وهي قربها من الأسواق العالمية حيث تقع في مركز متوسط للأسواق العالمية كلها , وبالتالي هناك أمل جديد وبشكل قوي في أن تصبح إفريقيا مركزا لإنتاج الوقود المستدام والطاقة البديلة , وأنا أري جهودا حثيثة من جانب مصر في هذا الإتجاه فهذا أمر نقولة ونفتخر به كثيرا.
»» وكيف ترين فرص التعاون بين الدول الأفريقية في مثل هذه المشروعات .. وكيف يقوم الاتحاد الافريقي بدعمها ؟
الاتحاد الإفريقي ليس جهة تمويلية ولكن العمل المشترك أساسي في عمله , وما نقوم به في الاتحاد هو صياغة المشروعات الإقليمية والقارية , ونحن جئنا لهذا المؤتمر لأن عنوانه هو ” التنفيذ ” ومصر حرصت أن يكون من ضمن فعالياته ” أيام التمويل ” التي بدأت قبل يومين لعرض مشروعات قمنا بإختيارها ودراستها وفحصها والإستفادة من هذا التواجد والحشد الكبير من الجهات التمويلية وأيضا التمويل المؤسسي الدولي والقطاع الخاص العالمي لعرض هذه المشروعات علي العالم , والقارة الإفريقية تقدمت بـ 9 مشروعات قارية في هذه الأيام لكي يتعرف عليها القطاع الخاص والمؤسسات الدولية .
»» أين وصلت جهود الاتحاد الأفريقي بإنشاء سوق أفريقي موحد للطاقة ؟
فيما يخص السوق الإفريقي الموحد للطاقة طبعا هذا حلمنا ربط كل مراكز إنتاج الطاقة في القارة بمعني يتم توليد الطاقة وننقلها عبر الدول الإفريقية وتكون هناك سوقا موحدا لجميع أنواع الطاقة الموجودة في القارة الافريقية , لإحداث تكامل , وهذا ما نهدف تحقيقة حتي العام 2040, بالطبع هذا يبدأ بما يسمي بالخطة الأم التي ندرس فيها كل ما نحتاجة من بنية كهربائية تحتية أو بنية لازمة لتوليد الطاقة ونقلها ما بين أنحاء القارة كلها وتقدير المبالغ اللازمة لها وأيضا توحيد السياسيات والتعريفات والنظم الخاصة بالكهرباء , فما يجري حاليا أن كل دولة لها نظمها وسياستها الخاصة , فهذا جهد كبير ونحن بالفعل علي الطريق الصحيح لتحقيق هذا الحلم .
»» هل شركات الطيران الافريقي نجحت في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها انتشار فيروس كورونا ؟
سعيدة بأنك سألت عن موضوع الطيران ودعني أعبر بمنتهي الفخر علي إعجابي وتقديري الشديد لقطاع الطيران في قارة إفريقيا , فقطاع الطيران كما تعلم في العالم كله توقف تماما في عام 2020 , وفي عام 2021 بالكاد نتيجة لمقايضات كثيرة خاصة بالتطعيمات ومن المسموح له بالسفر ومن الذين غير مسموح لهم بالسفر عاني كثيرا لمدة عامين , وبالرغم من أن شركات الطيران الإفريقية وحتي وإن كانت أنشأت منذ سنوات إلا أنها ليست بنفس قوة أو قدرة شركات الطيران الكبري العالمية , وأيضا شركات الطيران في القارة مملوكة للدول والدول كما ذكرت كانت عليها أعباء وضغوط إقتصادية كبيرة جدا عامي 2020 – 2021 نظرا لتداعيات جائحة كورونا , ومع ذلك حرصت دولنا الإفريقية علي أن قطاع الطيران يظل قائما بالرغم من توقف دخل تلك الشركات إضافة الي الصيانة المستمرة للطائرات وهذا الأمر يتكلف كثيرا , فالطائرة تكلف الشركة كثير جدا حتي وإن كانت رابضة علي أرض المطار , أضف إلي ذلك إنه لم يتم فصل أي كوادر بشرية من شركات الطيران الإفريقية وتحملت الدول كل هذا , وفي صيف العام الجاري سافرت خارج القارة ويالهول ما رأيت وشاهدت في المطارات العالمية الكبري , فأكبر شركات العالم وأكبر دول العالم فوضي كاملة , طائرات لا تطير وحقائب الركاب ملقاه لمدة علي الأرض لمدة 10 أيام , حتي مسؤولي الجوازات كانوا لا يستأنفون عملهم سوي لدقائق قليلة والعمالة غير موجودة ، شيء لم أشاهدة طوال السنوات الماضية وأنا أسافر منذ طفولتي , فما حدث في أوروبا قيل أن الشركات إضطرت لتسريح بعض العمالة نتيجة لتداعيات كورونا بالرغم من كونها شركات تجارية عملاقة وتحقق مكاسب ضخمة ودولهم قامت بدعمها بمليارات الدولارات , ومع ذلك سرحوا العمالة , الأمر الذي تسبب في الفوضي التي شاهدناها , هذا المشهد كان في المطارات الأوربية في الوقت الذي تجوب فيه شركات الطيران الافريقية العالم وتقدم أعلي مستوي من الخدمة بحرفية شديدة ودقة , ورجالنا ونساءنا في قطاع الطيران يضربون المثل في أعلي مستوي من الأداء ومن الحرفية , وهذه فرصة لأن أقوم بتحيتهم بشدة علي ما رأيته منهم , وعند نصيحتي لأي شخص أقول أرجوكم إستخدموا شركات الطيران الإفريقية فهي تتميز بالمصداقية والخدمة والحرفية .
وهنا إسمح لي أيضا أوجه شكر خاص لقطاع الطيران في مصر وشركات الطيران المصرية وعلي رأسها شركة مصر للطيران , لا أستطيع أن أحصر لك عدد المشاركين في قمة المناخ , لا توجد أية ملاحظات فالخدمة علي الطائرات رائعة , والمستوي الرائع والمشرف بالرغم من كثافة عدد الرحلات والركاب يفوق أي تصور في فترة زمنية قصيرة جدا , فنحن نتحدث عن أيام معدودة 4 أيام تم خلالها استقبال عدد ضخم من المشاركين في المؤتمر . وأعيد مرة أخري شكري لقطاع الطيران المدني المصري وشركات الطيران المصرية .
»» هناك مقترحات بإنشاء تحالف موحد يجمع شركات الطيران الافريقية .. هل هناك خطوات لتحقيق هذا الهدف ؟
من خلال الإتحاد الإفريقي أيضا أطلقنا السوق الموحد للطيران الأفريقي المدني ,لدينا 35 دولة إفريقية إنضمت لهذا السوق الموحد , والأمر الأخير الذي كان مطلوبا إستكماله هي وثيقة فض النزاعات , وهي وثيقة قانونية لتفعيل الإتفاقية وانتهينا منها بالفعل منذ عدة أشهر وتم عرضها علي الوزراء وعلي القمة الإفريقية وتم اعتمادها وبالتالي لدينا 35 دولة ” حوالي 800 مليون إفريقية وإفريقي ” يتعاملون مع سوق افريقي موحد للطيران وأملي إن شاء الله أن جميع دول القارة ينضموا لهذا ينضموا تحت لواء هذا السوق الموحد .
»» للمرة الخامسة علي التوالي يتم اختيارك ضمن أكثر ١٠٠ شخصية نسائية الأكثر تأثيرا في القارة الأفريقية.. كيف ترين هذا الأمر ؟
فيما يخص الشخصية الأكثر تأثيرا في القارة أو الدكتوراة الفخرية التي حصلت عليها الشهر الماضي من جامعة مانشيستر ببريطانيا أحمد الله وأدعو لوالدي بالرحمة والمغفرة وأشكر أساتذتي ومعلماتي وعائلتي جميعها علي التربية والتعليم وغرس الإنتماء لأنه في كل مرة يتم تكريمي أو أي شخصية مصرية أو مصري أول أمر يتبادر إلي ذهني أن هذا الشخص مصري أو مصرية وكل مكسب أو تقدير وتكريم يقدم لمصري أو مصرية هو تكريم وتقدير لنا جميعا كمصريين , فأحمد الله وأرجو أن أكون إسهام بسيط جدا في محاولات تغيير حياة مواطني القارة الإفريقية للأفضل وأن أكون مصر تعتبرني مثال جديد وأن أكون قد عبرت عن جزء عما قدمته مصر لنا جميعا.
إقرأ أيضا :