النيجر.. الاتحاد الأوروبي يعتزم تشكيل بعثة عسكرية مشتركة في نيامي مطلع 2023
اعلن مسؤول كبير تابع للاتحاد الأوروبي، إنه يهدف إلى تشكيل “مهمة شراكة عسكرية” خلال الأشهر المقبلة، للمساعدة في مساعدة قوات النيجر في محاربة الإرهابيين.
ووفقاً للمسؤول الأوروبي إن بروكسل “استفادت من الدروس السابقة من تجربتها السابقة في مالي على وجه الخصوص، ولهذا السبب فهو لا يريد أن تكون هناك بعثة “تدريب” واسعة النطاق تابعة للاتحاد الأوروبي في النيجر”.
وأشار المسؤول أن المهمة ستتضمن إقامة مركز للمساعدة في تدريب قوات النيجر على “مسائل الصيانة واللوجستيات”، وكذلك إجراء “تدريب متخصص” في مجالات مثل التعامل مع المتفجرات المرتجلة وكذلك يمكن أن توفر الاتصالات ودعم القيادة لجيش النيجر.
وأكد المسؤول أن الاتحاد الأوروبي يستعد لإطلاق البعثة الجديدة “في الأشهر الأولى” من العام المقبل 2023 في النيجر، التي تعد أفقر دولة في العالم، وفقا لمؤشر التنمية التابع للأمم المتحدة، وكذلك تعد هذه البلد الافريقية أقل البلدان في نسبة النمو وأقلها نمواً على الإطلاق، إذ تغطي الصحراء الكبرى ما يقرب من 80% من إجمالي مساحة البلاد، في حين تتهدد الأجزاء الباقية مشكلات مناخية أخرى مثل الجفاف والتصحر.
ويعتمد اقتصاد البلاد بشكل شبه كلي على تصدير بعض المنتجات الزراعية والتي يتركز إنتاجها في الجزء الجنوبي الخصب من البلاد، بالإضافة إلى تصدير بعض المواد الخام ومن أهمها خام اليورانيوم.
وبالرغم من هذا؛ تظل النيجر عاجزة عن النهوض بنفسها اقتصاديا واجتماعيا نتيجة لموقعها كدولة حبيسة، بالإضافة إلى افتقارها للبنية التحتية المناسبة وتدهور حالة القطاع الصحي بالبلاد، وكذلك انحسار مستوى التعليم والظروف البيئيةتقاتل حركات تمرد التي اجتاحت جيرانها.
وتواجه نيامي حملة طويلة الأمد لجماعة بوكو حرام على حدودها الجنوبية الشرقية مع نيجيريا، وهجوما استمر سبع سنوات في الجنوب الغربي انبثق من مالي، حيث ينشط تنظيم القاعدة و”داعش”
وتحدث عدد من المواطنين في النيجر عن معاناتهم اليومية وسائل اعلام غربية بسبب الهجمات الارهابية اليومية التي يعيشونها، وبخاصة في غرب النيجير وبالتحديد في منطقة أنزورو.
وقالوا: “الارهابيون يقومون بقتل أزواجنا ونهب ماشيتنا وإحراق مؤوننا”، ما يهدد حياتنا وينذر بحدوث أزمة غذاء في منطقة أنزورو التي تضم خمسين قرية وبلدة صغيرة، وهي جزء من منطقة تيلابيري الشاسعة البالغ مساحتها نحو( 100 ألف كيلومتر مربع) والواقعة على تخوم المثلث الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي التي تشهد منذ سنوات هجمات دامية تقوم بها الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافوا في الفترة الأخيرة، تصاعدت الهجمات التي ينفذها في الغالب مهاجمون يستقلون دراجات نارية ضدنا في هذه المنطقة ذات الوديان المكسية بغابات كثيفة، وفقاً لعبدو أومارو المنحدر من جادابو، وهي قرية أخرى مستهدفة، لوكالة فرانس برس “ننام ونحن نرتجف خوفا ونرتعد عند سماع هدير محرك”. هو الامر الذي تسبب في هجرة الممرضين والمعلمين الذي بدأوا يخافون علي حياتهم، الأمر الذي تسبب في تردي الوضع الصحي في المنطقة وتسبب في فقدان عشرات الاطفال الرضع نتيجة لعد وجود رعاية صحية مناسبة.
وكان رئيس بلدية أنزورو، خاليدو زيبو، قد أكد أن “عمليات السرقة والنهب والحرائق في مخازن الحبوب والاغتيالات المستهدفة مستمرة. الإرهابيون يطلقون النار على أي شيء يتحرك بما في ذلك الأطفال”.
وفي مارس، أعادت السلطات إسكان 12 ألف شخص كانوا فروا إلى تيلابيري، عاصمة الاقليم، بعد سلسلة من الهجمات والإنذارات التي وجهتها الجماعات الجهادية، ونُشر منذ ذلك الحين جنود مدججون بالسلاح لحماية السكان.
ولكن خلال الاسابيع الماضية نشطت الجماعات الارهابية من جديد، ففي 12 أغسطس الماضي وقعت مجزرة كبيرة في قرية ثيم، حيث قتل مسلحون “جاؤوا سيرا على الأقدام”19 شخصا في أحد المساجد.
ودعا نواب منطقة تيلابيري إلى زيادة الإجراءات الأمنية مشيرين إلى أن المسلحين أصبحوا يشنون هجماتهم “على الجمال والدراجات الهوائية”.
في أول زيارة له إلى هذه المنطقة منذ انتخابه في نهاية فبراير، وعد رئيس النيجر محمد بازوم بمواصلة المساعدات الغذائية بالإضافة إلى وضع نظام أمني أكثر تشددا.
وأعلن رئيس الدولة أمام سكان سارا كويرا نيته اقتلاع “المشكلة من جذورها” عبر “إغلاق باب إيناتيس”، أقرب بلدة إلى مالي “التي يأتي منها الإرهابيون”.
ووفقاً لبيانات حكومية فقد قتل في العاشر من ديسمبر 2019، 71 جندياً نيجيريا في هجوم جهادي استهدف بلدة إيناتس، وفي بلدة تونديكيويندي، القريبة من إيناتس، قُتل 100 مدني في يناير الماضي على أيدي مسلحين يقودون دراجات نارية قبل أن يفروا إلى مالي المجاورة، وكانت المنطقة نفسها، قد شهدت مقُتل أربعة جنود أميركيين من القوات الخاصة و5 جنود نيجيريين في العام 2017 في كمين نصبه تنظيم الدولة الإسلامية.
إقرأ أيضا:-
أولى مباريات روي فيتوريا.. منتخب مصر يقسو على النيجر 3-0 وديا
بوركينا فاسو.. المئات من إرهابيي ” بوكو حرام ” يفرون من مخابئهم شمال شرق نيجيريا متجهين إلى النيجر
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.