أمل جديد لأوروبا للخروج من أزمة الطاقة .. موزمبيق تبدأ تصدير الغاز الطبيعي المسال
في تطور اقتصادي كبير ومع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها علي الطاقة في أوروبا ، بدأت موزمبيق رسميا تصدير الغاز الطبيعي المسال ، وذلك وفق ما أعلنه الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي اليوم الأحد.
وقال نيوسي ” إن موزمبيق تدخل سجلات تاريخ العالم ، مع مغادرة أول شحنة غاز يتم إنتاجها في محطة كورال سول البحرية التي تديرها شركة “إيني” الإيطالية، المياه الإقليمية.
وأفاد نيوسي في تسجيل مصوّر “يشرّفني بأن أعلن بدء أولى صادرات الغاز الطبيعي المسال”.
وذكر الرئيس بأن سفينة الشحن “بريتيش سبونسر” تغادر مياه موزمبيق متوجّهة إلى السوق الدولية ، وقال نيوسي “تدخل موزمبيق اليوم سجّلات التاريخ العالمي كإحدى الدول المصدّرة للغاز الطبيعي المسال”.
وتضع موزمبيق آمالا كبيرة على رواسب الغاز الطبيعي الكبيرة لديها، التي تعد الأكبر التي عثر عليها في التاريخ جنوب الصحراء الكبرى والتي اكتُشفت في منطقة كابو ديلغادو (شمال) عام 2010 ، ويمكن أن تتحوّل موزمبيق إلى واحدة من أكبر 10 دول مصدّرة في العالم.
الاقتصاد الموزمبيقي
تطور اقتصاد موزمبيق منذ نهاية الحرب الأهلية الموزمبيقية (1977-1992)، ولكن البلاد لا تزال واحدة من أفقر دول العالم ، و في عام 1987 شرعت الحكومة الموزمبيقية في سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية الكلية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في الاقتصاد ، وقد أدت هذه الخطوات، جنباً إلى جنب مع مساعدات المانحين ومع الاستقرار السياسي منذ انتخابات متعددة الأحزاب في عام 1994 إلى تحسينات كبيرة في معدل النمو في البلاد.
وتعد موزمبيق مصدر مهم للألومنيوم، والبريليوم، والتنتالوم. حيث بلغت حصة موزمبيق في عام 2006 من إنتاج مناجم التنتالوم في العالم 6٪. البريليوم 5٪ ؛ والألمنيوم 2٪. في عام 2012، شكل قطاع التعدين 1.5٪ من الاقتصاد، وشكلت الطاقة 5٪. ومع ذلك، كان من المتوقع أن تتوسع هذه القطاعات بأكثر من 10٪ سنويًا بسبب زيادة إنتاج الفحم والغاز.
وقد ادي إعادة توطين لاجئي الحرب والإصلاح الاقتصادي الناجح إلى ارتفاع معدل النمو حيث بلغ متوسط معدل النمو من 1993 إلى 1999 6.7٪. بينما 1997 إلى 1999، بلغ متوسطها أكثر من 10٪ سنويًا. وأدت الفيضانات في أوائل عام 2000 إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.1٪.
ويعمل من 77 ٪ من السكان في موزمبيق في الزراعة والتي لا تزال تعاني من عدم كفاية البنية التحتية والشبكات التجارية والاستثمار. 88٪ من الأراضي الصالحة للزراعة في موزمبيق لا تزال غير مزروعة. يمثل تركيز النمو الاقتصادي في هذا القطاع تحديًا كبيرًا للحكومة.
جدير بالذكر أن المنطقة التي تم اكتشاف الغاز الطبيعي بها تعاني من تمرّد شنّه مسلّحون على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية الأمر الذي أثار الشكوك حيال إمكانية استغلال مواقع التنقيب عن الغاز الطبيعي المسال وعرقل التقدّم على هذا الصعيد.
وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 4100 شخص خلال السنوات الخمس الأخيرة، بحسب منظمة ACLED المتخصصة في متابعة النزاعات ، وتفيد الأمم المتحدة بأن أعمال العنف دفعت مئات الآلاف إلى النزوح.
إقرأ أيضا :
استخراج الغاز في جنوب أفريقيا يهدد الأمن الغذائي.. هل يستمر؟