كينيا .. البرلمان يصدق علي نشر قوات شرطة في هايتي للتصدي لعنف العصابات
صدق البرلمان الكيني على إرسال ألف ضابط شرطة إلى هايتي للمساعدة في التصدي لعنف العصابات في الدولة الكاريبية , ويأتي قرار البرلمان الكيني بالمخالفة لقرار المحكمة الكينية العليا بتعليق نشر مثل هذه القوات إنتظارا للنظر في القضية التي رفعها بعض النشطاء السياسيين الكينيين برفض نشر قوات كينية في هايتي .
ووفقا لـ ” بي بي سي ” قال النواب الكينيون المؤيدون لاقتراح نشر قوات شرطة كينية في هايتي ” إن البلاد جزء من المجتمع العالمي ولا يمكنها تجاهل مسألة أن تكون الدول الأخرى في حاجة إليها , مشيرين إلي أن كينيا لديها تاريخ من بعثات حفظ السلام كما هو الحال في الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسيراليون.
فيما قال المعارضون إن البلاد تواجه تحدياتها الأمنية الخاصة ولا تستطيع تحمل تكاليف الاستغناء عن أي من ضباطها.
وتمت الموافقة بالتصويت الصوتي قبل لحظات من بدء جلسة المحكمة العليا التي كانت تنظر قضية رفض نشر هذه القوات , وأبدي تشارلز ميديجا، محامي وأحد مقدمي الالتماس الرئيسيين، لبي بي سي إن مناقشة نشر القوات على الرغم من صدور حكم المحكمة أمر جانبه الصواب من جانب البرلمان , مشيرا إلي أنه سيثير الأمر مع القاضي في المحكمة .
وكان وزير الداخلية الكيني أكد في وقت سابق إن نشر قوات الشرطة الكينية في هايتي لن يتم إلا ضمن إطار قانوني.
وتعهدت كينيا بإرسال قواتها إلى الدولة الكاريبية بعد أن دعا رئيس وزراء هايتي أرييل هنري إلى المساعدة الدولية.
الأمم المتحدة ترحب
كانت الأمم المتحدة رحبت بعرض كينيا لقيادة قوة أمنية متعددة الجنسيات في هايتي استجابة لنداء من رئيس وزراء الدولة الكاريبية للمساعدة في استعادة النظام والأمن .
وعانت هايتي من عنف العصابات لعقود من الزمن، لكن الموجة الحالية من العنف الوحشي من جانب العصابات تصاعدت بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويز في يوليو 2021 , وسيطرت العصابات على أجزاء كبيرة من البلاد، وبثت الرعب في نفوس السكان وقتلت المئات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن هناك حاجة إلى “الاستخدام القوي للقوة” لنزع سلاح العصابات واستعادة النظام.
وبإعطاء الضوء الأخضر لنشر القوات، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على المهمة لمدة عام مع المراجعة بعد تسعة أشهر , ووفقا لقرار مجلس الأمن ستنفذ القوة الجديدة عمليات أمنية مشتركة وستكون لها سلطة القيام بالاعتقالات بالتنسيق مع الشرطة الهايتية , وستهدف أيضًا إلى تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات , ولم تشهد هايتي انتخابات منذ عام 2016.
ووصف وزير خارجية هايتي جان فيكتور جينيوس القرار بأنه “بصيص أمل للشعب الذي عانى لفترة طويلة”.
وقالت كينيا إنها سترسل ألف ضابط شرطة إلى هايتي , وعندما تم اقتراح ذلك لأول مرة في يوليو ، قال المسؤولون الكينيون إن الضباط سيقومون بحراسة المباني الحكومية والبنية التحتية، لكن هذه الخطة تغيرت بعد أن أرسلت كينيا بعثة لتقصي الحقائق في الشهر التالي.
وترغب هايتي في نشر نشر قوة تدخل لتحييد العصابات المسلحة وحماية المدنيين وإحلال السلام والأمن والنظام , وقال وزير الخارجية ألفريد موتوا لـ “بي بي سي ” إن بلاده ترغب أيضا في مساعدة هايتي على إعادة بناء البنية التحتية الحيوية وإقامة حكومة ديمقراطية مستقرة.
وقالت جزر البهاما وجامايكا وأنتيجوا وبربودا إنها ستشارك في المهمة، وأضاف الوزير ” أنه من المرجح أيضًا أن تنشر إسبانيا والسنغال وتشيلي أفراد أمن.
ووفقا لـ ” بي بي سي ” تشهد هايتي أزمة أمنية وإنسانية متعددة الأوجه وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنها “كابوس حي”.
وتخضع مساحات شاسعة من العاصمة الساحلية بورت أو برنس، التي تحيط بها الجبال، والتي تشير بعض التقديرات إلى أن العصابات باتت تسيطر علي نحو 80% من مساحة العاصمة بورت أو برنس .
وهذه العصابات، التي تحمل أسماء باللغة الكريولية الهايتية مثل “Kraze Barye” (كسارة الحاجز) و”Gran Grif” (المخلب الكبير)، قامت خلال العامين الماضيين بالسرقة والنهب والابتزاز والاختطاف والاغتصاب والقتل.
وتتسلح عصابات هايتي بأسلحة آلية تم تهريب معظمها من الولايات المتحدة، غالبًا ما يتفوق أفراد العصابة على الشرطة المحلية، ويقومون أحيانًا بإحراق سياراتهم ومحطاتهم , ويسيطرون على الطرق الرئيسية داخل العاصمة وخارجها أو يداهمونها بانتظام.
إقرأ المزيد :
الولايات المتحدة تثمن دراسة كينيا لقيادة قوات دولية في هاييتي