مؤتمر في القاهرة يبحث القضايا الإنسانية في السودان .. وقوي الحرية والتغيير : وحدة البلاد خط أحمر
شهدت العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأحد اجتماعين كان عنوانهما الرئيسي الوضع في السودان في ظل الحرب التي اندلعت في ١٥ ابريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، وما خلفته تلك الحرب من أزمة إنسانية وسياسية .
القضايا الإنسانية في السودان
نظمت منظمات مجتمع مدني سودانية علي رأسها منظمة ” فكرة للدراسات والتنمية ” ونقابة الصحفيين السودانيين والشبكة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي ، بالتعاون مع مجلس اللجوء النرويجي ، مؤتمر ” القضايا الإنسانية في السودان ” وعقد المؤتمر علي نيل القاهرة .
وقال الدكتور الشفيع خضر رئيس منظمة فكرة للدراسات والتنمية ” : أن المؤتمر يهدف إلي مناقشة التحديات التي تواجه العمل الانساني في السودان في ظل الحرب ، مشيرا إلي أن المؤتمر يجمع المنظمات السودانية في مجال العمل الانساني والمنظمات الدولية.
ولفت إلي مشاركة أكثر من ١٥٠ ممثل من المنظمات الإنسانية السودانية.
وأوضح أن المؤتمر سيناقش خلال ورش عمل كيفية تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين السودانيين المتضررين من الحرب .
واكد أمجد فريد منسق المؤتمر ومستشار لرئيس الوزراء السوداني السابق الدكتور عبد الله حمدوك أن السودان يشهد في ظل الحرب أكبر كارثة للنزوح واللجوء في العالم ، مشيرا في هذا الصدد الي أن هناك 7.5 مليون نازح سوداني منذ بداية الحرب .
وأوضح فريد أن المؤتمر سيبحث كيفية تقديم المساعدات للشعب السوداني سواء في مجالات الحماية الاجتماعية والعنف ضد المرأة ، وكذلك التنسيق واللوجستيات لإنزال هذة المساعدات علي الارض .
وأشار أمجد فريد إلي أن الأمم المتحدة سبق أن اعلنت عن حاجتها ل 2.8 مليار دولار لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني لم يتم توفير منها سوي 800 مليون دولار ، مؤكدا أن الوضع مأساوي في السودان وهناك العديد من البؤر المشتعلة في السودان سواء دارفور والنيل الأزرق وشمال كردفان وفي العاصمة الخرطوم
وحدة السودان خط أحمر
وبالقرب من أهرامات الجيزة عقدت قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي القيادي مؤتمر صحفيا أكدت فيه أن وحدة السودان خط أحمر ، مشدده علي ضرورة موجهة اي طرف يسعي لتفتيت وتمزيق السودان سواء داخليا أو خارجيا .
وأعربت قوى الحرية والتغيير في ختام اجتماعاتها التي عقدت علي مدي ٣ أيام في القاهرة في الفترة 15-18 نوفمبر الجاري ، عن عميق قلقها من تصعيد وتيرة المواجهات المسلحة في كافة ارجاء البلاد؛ مؤكدة إدانتها لكل الجرائم والانتهاكات التي أرتكبت في هذه الحرب لا سيما الجرائم الشنيعة التي ارتكبت في غرب دارفور إثر إقتحام قوات الدعم السريع للجنينة وإستهداف البنية التحتية في الخرطوم .
واشارت قوي الحرية والتغيير في البيان الختامي الذي صدر في ختام اجتماعاتها إلي أن الجرائم التي ارتكبت في الحرب تضاف الي قائمة طويلة من الانتهاكات التي شملت القتل والسلب والنهب والتشريد والاغتصاب مما يستدعي دعم جهود لجنة تقصي الحقائق الدولية التي تشكلت بقرار مجلس حقوق الانسان؛ والتي ندعو جميع الاطراف التعاون معها بما يؤدي لكشف الحقائق ومحاسبة المنتهكين وإنصاف الضحايا وجبر الضرر.
ونوه الإجتماع للمؤشرات الواضحة بتغذية الصراع وزيادته في دارفور من خلال خطوات ملحوظة ومرصودة لتحويل الحرب إلي مواجهة أهلية شاملة بين المكونات السكانية للإقليم .
نداء للمكونات الاجتماعية في دارفور
ووجهت قوي الحرية والتغيير نداء لكل المكونات الإجتماعية بإقليم دارفور لعدم الإنسياق لهذا المخطط الذي لن يورث الإقليم إلا مزيد من الخراب والدمار وإطالة أمد الحرب وزيادة كلفتها مع ضرورة الإستفادة من تجربة الحرب التي عاشها الإقليم منذ العام 2003م التي تورط النظام المباد ورأسه وعناصره في الجرائم المرتبطة بها حتى باتوا مطلوبين للعدالة الدولية، وضرورة أن تتضمن أي إجراءات مستقبلية بعد إنهاء الحرب التحقيق الشفاف العادل في كل التجاوزات والإنتهاكات التي حدثت في الإقليم من قبل الأطراف المتحاربة والكشف عن الجرائم والإنتهاكات ومرتكبيها وإحالتهم للعدالة الجنائية وجبر أضرار وتعويض المتضررين مع تسليم كل المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية فوراً دون تأخير لإنصاف الضحايا وضمان عدم تكرار الإنتهاكات مستقبلاً.
إمكانية تمدد الحرب
وأشارت قوي الحرية والتغيير في بيانها الي أن المؤشرات والتطورات خلال الشهور السبعة الماضية تظهر بوضوح إمكانية تمدد الحرب وهو ما يترتب عليه تداعيات أمنية وإنسانية أكثر كارثية، وهو ما يتطلب الآن وقبل تفاقم وتزايد الأزمة الراهنة فتح ممرات آمنة تضمن إيصال المساعدات للمحتاجين وصيانة خطوط الكهرباء والمياه والإتصالات وفتح طرق الحركة أمام الناس والسلع بشكل حر وآمن دون إعاقة بإعتباره جزء من الإجراءات التي إلتزم بها الطرفان في إتفاق 7 نوفمبر 2023م.
ودعا الاجتماع الي ضرورة زيادة التشبيك بين الفاعلين في المجال الاغاثي والانساني المحليين والدوليين بما يضمن توصيل المساعدات الانسانية وتوزيعها الي مستحقيها بالتنسيق مع منبر جدة لإتخاذ كافة التدابير لتنفيذ الالتزامات المتفق عليها.
وقالت قوي الحرية والتغيير ” إنه ما عاد خافياً على الإطلاق دور وصلة النظام المباد وحزبه المحلول وتنظيم الحركة الإسلامية التابعة له وواجهاتهم في التحريض على الحرب وإشعالها وتغذية إستمرارها، بإستخدام نفوذه على بعض أجهزة الدولة.
واضافت ” إن مساعى بعض الأطراف لإستيعاب النظام المباد وحزبه المحلول في أي عملية سياسية مستقبلية هو فعلياً إستمرار للتشوه والاضطراب في الدولة ومكافأة للنظام على جرائمه التي إرتكبها بإعاقة الإنتقال الديمقراطي ، وقطع الطريق على العملية السياسية بإشعال الحرب في 15 أبريل 2023م، ولذلك يجب إخضاع هذه المجموعة الإجرامية لرغبات شعبهم والتصدي الحازم لهم وتصنيفهم كمجموعة إرهابية ذات سجل إرهابي معلوم وممارسات تمثل تهديداً للسلام والأمن الإقليمي والدولي.
مخططات تقسيم السودان
وأكدت قوي الحرية والتغيير إنه في إطار حرصها على القيام بدور مسؤول في ظل هذا الظرف التاريخي الدقيق والحساس تعلن عن تصديها لكل مخططات تقسيم السودان بما في ذلك تحويل الحرب الحالية إلي حرب أهلية وتتمسك بوحدة السودان أرضاً وشعباً، مشيره إلي موقفها المناهض للحرب والتمسك بضرورة إيقافها وتحقيق السلام وتأسيس إنتقال مدني ديمقراطي مستدام عبر طرح رؤية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام عن طريق حل سلمي تفاوضي يفضي لإعادة تأسيس الدولة السودانية.
وثمنت قوي الحرية والتغيير الجهود المبذولة في منبر جدة بواسطة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الافريقي والايجاد وكل المنظومات الاقليمية والدولية الساعية لوقف الحرب. وقالت ” إنها ستواصل مساعيها التي لم تنقطع مع طرفي الحرب بشكل مباشر وعلني لإنهاء الحرب وتحقيق السلام وتأسيس الإنتقال المدني الديمقراطي المستدام، بجانب التواصل مع الجهود الإقليمية والدولية بغرض حشد الدعم والمساندة لإنهاء الحرب.
ورحب الإجتماع بكل مقررات ونتائج الإجتماع التحضيري بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا وما نتج عنه من تكوين تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية (تقدم)، و قرر المساهمة الفاعلة في تنفيذ ورش العمل المحددة والتحضير والتنظيم لإنعقاد مؤتمرها التأسيسي في ميقاته المحدد سلفاً، والإسهام في إنجاحه وضمان مشاركة أوسع قطاع من المكونات السياسية والنقابية والإجتماعية والنساء والشباب والقوى المجتمعية الفاعلة والمؤثرة، وأوصي الإجتماع بالتواصل مع قوى الثورة الأخرى غير المنخرطة في (تقدم) لإقناعها بالإنضمام إليها أو الوصول معها لصيغة تضمن التنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة. كما اكد الاجتماع على زيادة مشاركة النساء في هياكل التحالف.
الشكر لمصر قيادة وحكومة وشعبا
وتقدمت قوي الحرية والتغيير بكل الشكر والتقدير لمصر قيادة وحكومة وشعباً على تسهيل عقد الاجتماع في قاهرة المعز والتعاون في تسهيل إجراءات وصول المشاركين في الاجتماع .
وأكدت قوى الحرية والتغيير حرصها على تعزيز وتمتين هذا التواصل والتعاون بما يفضي لإنهاء الحرب وتحقيق السلام والعمل سوياً ومعا مستقبلاً لما يعود بالخير على البلدين وشعبيهما.
وأكد عمر الدقير رءيس حزب المؤتمر دعم قوي الحرية والتغيير وقف إطلاق النار في السودان ، مشيرا إلي أنه سيتم التواصل مع مع القوي السياسية والمدنية المنحازة للسلام والاستقرار والمجتمع الإقليمي .
وأكد الدقير أن الحل بيد السودانيين ، مشددا أن المشكلة لا يجب أن تحل بقوة السلاح إنما سلميا والتفاوض.
وأكد طه عثمان اسحاق القيادي في قوي الحرية والتغيير أن هناك خطر آخر غير الحرب وهو خطر انقسام وتقسيم السودان ، مشددا علي أن وحدة السودان خط أحمر ويجب مواجهة كل طرف يسعي لتفتيت وتمزيق السودان سواء داخليا وخارجيا .
وأشار إلي ضرورة بناء وتأسيس جيش مهني واحد ، وكذلك بناء نظام فيدرالي حقيقي في السودان .
إقرأ المزيد
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.