“الهوتو”..يشكلون 85% من سكان بورندي.. تعرف علي عاداتهم وتقاليدهم والنزاعات العرقية التي خاضوها
تعرف علي أصل كلمة الهوتو؟ ولغتهم وديانتهم وتقاليدهم في الزواج ومكانتهم الاجتماعية والاقتصادية؟
تعتبر قبيلة الهوتو من أكبر القبائل العرقية في منطقة البحيرات العظمى، فهي مجموعة عرقية تتمركز بشكل كبير في رواندا وبوروندي بوسط إفريقيا، وهي إحدى طرفي الصراع في الحرب الأهلية القبلية التي أندلعت في بوروندي مع قبيلة التوتسي، والتي دامت لثلاث سنوات من 1990 الي عام 1993.
وتمثل الهوتو 85% من إجمالي السكان في بورندي تليها قبيلة التوتسي التي تبلغ نسبتها بنحو 14% وهناك قبائل أخري مثل قبيلة “التوا” والتي تمثل نحو 1%، وكذلك توجد جماعات مهاجرة تشكل أقلية من مالي، والسنغال، وغينيا، والهند وباكستان، وجالية عربية أيضاً، وتتخذ الهوتو من التلال مسكناً لها.
السمات الجسمانية:-
يعد البنيان الجسدي لأبناء هذه القبيلة قريباً من الزنوج فهم قصيري القامة، غير أن التوتسي وهم من أصول حامية يتميزون بطول القامة والقوام الممشوق، وهذا مرده الي قيامهم بالزواج المختلط من الزنوج، أما المجموعة الأخيرة ” التوا” taw” فهم من الاقزام.
معني كلمة “الهوتو”؟
وأصل”الهوتو” يعود الي قبيلة ” البانتو” غير أن كلمة “ماو هوتو ” في لغة (الكيهاميت) وهي لغة التوتسي بـ “الخادم” لأن ذلك له قصة وهي عندما جاء قبيلة التوتسي الي بوروندي قاموا بمنح الهوتو عطايا كالأبقار والماشية للبانتو، لكي يرسخوا أقدامهم في أرض بورندي.
غير أن التوتسي شعروا بأنهم هم الأفضل والاعلي مرتبة ، وقد حاول البانتو العودة لأسمهم الأصلي لكن لم يستطيعوا لأن الايم كان قد ألتصق بهم.
الدين واللغة:
يدين 60% منهم بالمسيحية علي المذهب الكاثوليكي نظراً لإنتشار الحركات التبشيرية هناك، و30% مسيحيين علي ملل مختلفة وأصحاب ديانات إفريقىة، و10% مسلمين، وتوجد في بورندي ثلاث لغات تتحدث بها القبائل، مثل اللغة الكيروندية، والسواحيلية وهي لغة التجارة والبزنس وقليلهم يتحدث الفرنسية.
عادات وتقاليد الهوتو:
تعشق جماعة الهوتو الفلكلور الشعبي والحكايات الأسطورية، ولديهم بطل شعبي أسطوري ” جحا بورندي” يسمي” ساماداري samadari ” من فلسفته أنه دائم السخرية من الأغنياء الذيم يملكون قطعان الابقار والماشية.
وتتميز ملابسهم بالغرابة فهم يلبسون التنانير التي تصنع من لحاء الشجر والعبباءات التي تصنع من جلود الحيوانات، لكن حديثا بدأ بعضهم يرتدي الملابس الغربية وقلائد الخرز والأساور.
الاحتفالات :
يحتفلون بالأعياد المسيحية الكبري، واستقلال بورندي، وعياد العمال، ومن عاداتهم عندما تلد المرأة تترك بمفردها في المنزل لمدة سبعة أيام، ثم تقام حفلة “السبوع” ويتم في ذلك اليوم تسمية المولود” يحرصون علي تأدية رقصات معينة، ويشربون مشروب شعبي يسمي (امبيكي)– جعة محلية الصنع من الشعير تقدم في كوب تقليدي.
المرأة:
بسبب النزاعات القبيلة المسلحة، التي تودي بحياة كثيرة من الرجال أرباب الأسر، أو مشاركتهم في حركات التمرد، يقع علي عاتق المرأة الهوتية حمل كبير فهي من تتحمل رعابة الأسرة والقيام بدور الرجال في الزراعة ورعي المواشي، وهي لا تلقي أي نصيب من التعليم أو المشاركة السياسية.
وذكر موقع ” ويكيبيديا ” أن الهوتو يعيشون حياة إجتماعية سيئة للغاية من حيث الرعاية الصحية والتعليم، وسبب ذلك يعود الي كثرة النزاعات القبلية والحروب وعدم إستقرار الأمن في البلاد، لذلك بلغت نسبة الأمية بين الهوتو وفقاً لأخر إحصاء 35% .
وذلك بسبب تحويل المدارس الي ثكنات عسكرية ومقتل عدد كبير من المدرسين والمعلمين وفرار بعضهم الي تنزانيا هروبا من حالات القتل والاغتيال، في المقابل ينعم أبناء التوتسي بالتعليم الجيد والرعاية الصحية المتميزة نظراً لامتلاكهم الثروة والسلطة.
الزواج:
الزواج بين الهوتو والتوتسي دائما ما يكون نادرا، وتترك العائلة سواء الرجل أو المرأة في اختيار من يتزوج، وعرف الزواج عندهم هو أن يدفع العريس إلى أسرة العروسة ثروة تقدر بمجموعة من الابقار والماعز والمشروبات الكحولية.
وفي الاحتفال بالزواج يغطي جسد العروس بالحليب ومجموعة من الاعشاب حتى يصبح الجسد نقي، وعند موت الزوج تقام الصلاة والطقوس والخطب، وفي فترة الحداد لا تعمل أرملته في الحقل، ولا تقيم أي علاقات في فترة الحداد، وعندما تعلن الأسرة عن انتهاء فترة الحداد تقيم طقوس معينة احتفالا بذلك.
تسببت الحروب في تشريد ونزوح عدد كبير منهم كلاجئين فأبتعدوا عن وطنهم وكانوا عرضة للقتل والفقر والابادة الجماعية، ووفقاً لاحصائيات الأمم المتحدة فقد نزح من 60 ألف الى 80 ألف منهم إلى تنزانيا ورواندا بعد عمليات الإبادة الجماعية عام 1972.
ونزح في عام 1988 حوالي 30 ألف إلى رواندا ، وفي عام 1993 تبعها أكثر من 300 ألف من اللاجئين، ولايزال هناك العديد من اللاجئين المبعثرين في العديد من الدول المجاورة حتى الان .
النشاط الاقتصادي للهوتو
تعتبر الزراعة هي النشاط الاساسي لجماعة الهوتو فهي ترزع الذرة، والكاسفا، والقمح، الشعير، والبطاطا الحلوة، ومن المحاصيل النقدية نجد الشاي، والقطن، والبن، والتبغ، ونخيل الزيت.
كما يعمل بعضهم في الصناعات مثل الفخار، والمشغولات الخشبية، والمجوهرات، والأعمال المعدنية، والسلاسل، أما في مجال التعدين فيسيطر عليه جماعة التوتسي، لذلك قام المتمردون التابعين للهوتو بتفجير مناطق التعدين فهربت العديد من الشركات الاجنبية
البنية التحتية
معظم الطرق في بوروندي غير معبدة، كما لا توجد بها خطوط سكك حديدية. وتحمل البواخر عبر بحيرة تنجانيقا البضائع بين بوجومبورا، وكيجوما في تنزانيا، وكاليمي في الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) ويوجد في بوجومبورا مطار دولي.
وتعد تجارة بوروندي خارج الحدود باهظة الثمن وصعبة، لأنه يجب شحن البضائع وتفريغها من السفن وعربات النقل الحديدية مرات عديدة، قبل أن تبلغ وجهتها النهائية.
النظام السياسي:
يعتبر النزاع على السلطة بين الأغلبية من الهوتو والأقلية من التوتسي ، وكذلك الصراع العرقي، هما السبب الرئيس في إندلاع حرب الإبادة الجماعية، يليها التركيبة السكانية في المجتمع وما ترتب عليها من وضع قبلي واجتماعي أدى إلى خلق مشكلات سياسية حادة.
ونجح التوتسي في الهيمنة السياسية لمدة أربعة عقود، وكذلك سيطروا على كافة المؤسسات في الدولة، فضلاً عن الهيمنة الاقتصادية، ومع سوء عدالة التوزيع في الموارد وممارسة القمع أدى إلى اشتعال الحرب بين الطرفين وفشل أي محاولة للوصول لاتفاق سلام بين الجانبين .
القضاء:
لايستحوذ الهوتو على القضاء بل يستحوذ عليه التوتسي ويسيطر على كافة مؤسساته، وبالتالي فهم يفرضون العقوبات القصوى على الهوتو بينما يرفضون أو يكرهون إدانة التوتسي.
الدفاع والامن:
تقوم جماعة الهوتو بتكوين ميليشيات عسكرية تدعمها فصائل معارضة لحكم التوتسي وهي قوى وجماعات مسلحة ومن هذه الفصائل المتمردة جماعة تعرف باسم (المجلس الوطنى للدفاع عن الديمقراطية CNDD ) .
وقوات التحرير الوطني FNL وقوات الدفاع عن الديمقراطيةFDD ، وهذه الفصائل تمتلك من 5 ألاف إلى 6 ألاف من المقاتلين الذين يتسلحون تسليحاً خفيفاً .
في المقابل يسيطر التوتسي على الجيش كاملاً، فمعظم الجنود من التوتسي حيث تصل رصيد التقديرات العسكرية من عام 1999-2000 إلى 45500 جندي، فضلاً عن احتوائه على أسلحة عسكرية مختلفة.
ونجد أن رفض قوات المعارضة من الهوتو على المشاركة في اتفاق السلام مع التوتسي ورفض الانضمام إلى المفاوضات كان له الأثر الكبير في زيادة حدة التوترات واستمرار الحرب بين الجانبين.
إقرأ ايضا:-“فلامبو” البورندي يقصي الاتحاد اللييبي ويلتقي الزمالك المصري في دور الـ23
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.