علي هامش كوب 29 .. الاتحاد الأفريقي يطلق برنامج وتحالف كفاءة الطاقة
في خطوة حاسمة نحو تأمين مستقبل مستدام وكفء في استخدام الطاقة للقارة الأفريقية، أطلق الاتحاد الأفريقي برنامج كفاءة الطاقة الأفريقي والتحالف الأفريقي لكفاءة الطاقة ضمن فعاليا مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في باكو، أذربيجان , وأكد الاجتماع رفيع المستوى، الذي نظمته مفوضية الطاقة الأفريقية التابعة للاتحاد الأفريقي في جناح أفريقيا، على دور كفاءة الطاقة في سد فجوة الوصول إلى الطاقة ودفع عجلة تحول أنظمة الطاقة في أفريقيا.
وتشكل كفاءة الطاقة عنصرا أساسيا في جهود أفريقيا الرامية إلى تعزيز فرص الحصول على الطاقة، وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وخفض تكاليف الطاقة، وتعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة , كما تحدد استراتيجية كفاءة الطاقة الأفريقية خارطة طريق لتنفيذ ممارسات كفاءة الطاقة في مختلف القطاعات الرئيسية، بما في ذلك الطاقة والصناعة والزراعة والمباني والنقل والطهي النظيف، فضلاً عن مسار واضح لتحقيق أهداف إنتاجية الطاقة الطموحة للاتحاد الأفريقي. وتتماشى هذه الجهود بشكل كامل مع التزام أفريقيا باتفاقية باريس والدفع العالمي نحو الحد من الانبعاثات وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ.
تعزيز انتاجية الطاقة في أفريقيا
وأكدت الدكتورة أماني أبو زيد، مفوضة البنية التحتية والطاقة بمفوضية الاتحاد الأفريقي، التزام القارة بأهداف الطاقة الطموحة , وقالت “نعمل حاليًا على حشد أصحاب المصلحة لتنفيذ استراتيجية وخطة عمل كفاءة الطاقة الأفريقية , ومن خلال هذه الاستراتيجية، نهدف إلى تعزيز إنتاجية الطاقة في أفريقيا بنسبة 50٪ بحلول عام 2050 و70٪ بحلول عام 2063، بما يتماشى مع الهدف العالمي لمضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030”.
وفقًا لتقرير تقييم المدخرات الصادر عن لجنة الطاقة الأفريقية، يمكن للدول الأفريقية توفير ما يصل إلى 175 تيراواط/ساعة (أي ما يعادل أكثر من 80 محطة طاقة جديدة بقدرة 500 ميجاوات) بحلول عام 2040 من خلال مبادرات تحويل سوق الأجهزة. وتستند هذه المدخرات إلى جهود تحويل السوق التي تستهدف أجهزة الإضاءة والتبريد والمحركات والمحولات.
وأكدت الدكتور أماني أبو زيد أن هذا الأمر يتطلب التعاون بين الحكومات والشركات وشركاء التنمية والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني. وأضاف: “إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب الخبرة الفنية والموارد المالية. ولهذا السبب نطلق التحالف الأفريقي لكفاءة الطاقة، والذي سيعمل كمنصة تعاونية لتبادل المعرفة والدعوة والبحث وتعبئة الأموال لبرامج كفاءة الطاقة في جميع أنحاء أفريقيا”.
ويهدف التحالف الأفريقي لكفاءة الطاقة إلى توحيد مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة من مراكز الطاقة الإقليمية والمجتمعات الاقتصادية إلى الحكومات وشركاء التنمية والشركات والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات البحث لتسريع انتقال أفريقيا نحو أنظمة كفاءة الطاقة.
وأشاد الشركاء الحاضرون في الحدث بالاهتمام المتزايد الذي تبديه أفريقيا بكفاءة الطاقة، معترفين بالتزام القارة بالتنمية المستدامة والمسؤولية البيئية.
وأكدت كارلا مونتيسي، المديرية العامة للشراكات الدولية بالاتحاد الأوروبي، على الحاجة الملحة للتعاون العالمي لتحقيق أهداف كفاءة الطاقة, وقالت: “يطلق الاتحاد الأوروبي، بالشراكة مع لجنة الطاقة الأفريقية، التحالف الأفريقي لكفاءة الطاقة للمساهمة في مضاعفة تحسينات كفاءة الطاقة العالمية بحلول عام 2030، كما دعا مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين , وتعتبر هذه المنصة حاسمة لتعزيز التعاون وزيادة الالتزامات الفنية والمالية لدعم انتقال الطاقة في أفريقيا”.
كما أشاد أولي ثونكي، وكيل وزارة التنمية في الدنمارك، بالمبادرة قائلاً: “إن الدنمارك تدعم بقوة قيادة الاتحاد الأفريقي في تعزيز كفاءة الطاقة باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة. ويشكل التحالف الأفريقي لكفاءة الطاقة خطوة مهمة نحو خلق أفريقيا أكثر مرونة في مجال الطاقة. ومع انتقالنا إلى مستقبل أكثر اخضرارًا، تلتزم الدنمارك بالتعاون مع الدول الأفريقية في تحقيق أهداف كفاءة الطاقة، الأمر الذي لن يؤدي فقط إلى خفض الانبعاثات بل سيخلق أيضًا فرصًا جديدة للنمو الاقتصادي والابتكار”.
وبينما يشرع الاتحاد الأفريقي في هذه الرحلة الطموحة، فإن إطلاق البرنامج والتحالف في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين يمثل معلما مهما في سعي أفريقيا إلى مستقبل مستدام للطاقة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.