المغرب .. الممثل السامي لتحالف الحضارات: انعقاد المنتدى التاسع للتحالف في فاس يحمل رسالة سلام
أكد الممثل السامي لتحالف الحضارات “ميجيل أنخيل موراتينوس”، أن انعقاد المنتدى التاسع لتحالف الحضارات في مدينة فاس المغربية والذي ينطلق اليوم /الثلاثاء/ يحمل رسالة سلام إلى العالم بأسره، حيث ينعقد تحت شعار “نحو تحالف من أجل السلام: لنتعايش جميعا كإنسانية واحدة” , وقال ” أن انعقاد هذا المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات يأتي في الوقت المناسب، نظرا للخلافات السياسية والكثير من القلق، ويريد تحالف الحضارات إرسال رسالة قوية للغاية مفادها بأن العيش معا ليس خياليا، إنه واقعي. ونريد تعزيز هذا الشكل من التعددية التي يمكن أن تجمع بين الجميع في احترام لبعضهم البعض، وتجلب السلام والتفاهم إلى المجتمع الدولي بأسره.
وبحسب بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة للإعلام أشار موراتينوس إلى أن مدينة فاس تتمتع برمزية هائلة، ولها تاريخ رائع. لدى فاس إرث ثقافي وديني عظيم للغاية؛ إنها تمثل عالما يجمع – بشكل وثيق – بين حضارات ثقافية مختلفة، يشعر الجميع بالأمان والعلاقة الجيدة عندما يأتون إلى فاس. لذا، فإن اختيار فاس يجلب إلى هذا المنتدى العالمي التاسع قيمة مضافة بسبب ما مثلته في الماضي، وما تمثله اليوم وما تريد تقديمه إلى مستقبل البشرية.
أوضح “ميجيل أنخيل موراتينوس” أن انعقاد المنتدى يأتي عند نقطة تحول حيث ترغب المجتمعات والحكومات الأفريقية والمواطنون الأفارقة في أن يكونوا أكثر فاعلية فيما سيكون عليه عالم القرن الحادي والعشرين. ومن المؤكد أن الحضور القوي لوزراء خارجية أفريقيا وللشباب الإفريقي في هذا المنتدى يبرهن على أن إفريقيا ترغب في أن تكون طرفًا فاعلًا مهما للغاية خلال القرن القادم. لذلك أعتقد أن هذه هي البداية بالنسبة لإفريقيا لأن تكون أكثر انخراطًا واهتمامًا وتمثيلًا.
وأكد “ميجيل أنخيل موراتينوس” أن تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات وبين الحضارات يمكن أن يساعد في بناء مجتمعات سلمية ومتماسكة وعادلة، وشدد على أن القادة الدينيين والتفاعل والحوار بين الأديان يمكن أن يسهموا باعتبارهم أصولًا مهمة للحركة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
كما أكد الممثل السامي لتحالف الحضارات على أهمية الجانب الثقافي والديني والوساطة بشأن النزاعات الثقافية والدينية وطالب بضرورة مشاركة المرأة في منع النزاعات، وأشار إلى أن الشباب شريك رئيسي في كل أعمال الأمم المتحدة وأكد على ضرورة الانخراط والدفاع عن التنوع، ووجهات النظر المختلفة، وإشراك الشباب في كل مفاصل الحياة.
المدير العام لمنظمة الإيسيسكو يشيد بريادة المملكة المغربية في مجال تحالف الحضارات وتعزيز العيش المشترك
وأبرز السيد المالك، خلال لقاء نظم على هامش المنتدى التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات الذي تحتضنه العاصمة الروحية للمملكة يومي 22 و 23 نونبر الجاري، تحت شعار تحت شعار “المتاحف كفضاء للاكتشاف والانفتاح على الآخر والحوار بين الثقافات” أن المملكة المغربية تؤسس منذ قرون لتحالفات ومنتديات تكتسي أهمية كبيرة في لم الشمل بين الديانات والحضارات.
واستعرض، في سياق متصل، أهمية ورمزية المتاحف باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الهوية، مؤكدا على أهمية تأطير الأجيال القادمة وتعريفها بأهمية المتاحف باعتبارها تاريخا وتراثا للأجداد وصلة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل.
من جهة أخرى، دعا المدير العام لمنظمة إيسيسكو إلى ترسيخ الفكر المتحفي، والعمل على مواكبة أداء المتاحف للثورة التكنولوجية ومواجهة سلبياتها، لما لذلك من مساهمة في إثراء الحوار الحضاري، باعتبار المتاحف وما تضمه من كنوز تراثية نتاج وإرث للحضارات، وأنها مسارح مفتوحة لكل أنماط الإبداع الإنساني المتجاوز لحدود الزمان والمكان، ومراكز مدنية واجتماعية بامتياز تساعد في تجاوز الأزمات.
واعتبر المالك أن المتحف صرح موثوق لسرد تجاربنا الحضارية، ومسرح مفتوح لشتى أنماط الإبداع الإنساني، ومراكز مدنية واجتماعية بامتياز، بحمولة فكرية ومنهجية، ومسؤولية ثقافية.
كما سلط الضوء على دور المتاحف كآلية من آليات تحالف الحضارات، وارتباط النشاط المتحفي بالأسس الفكرية الضامنة لاستدامة عطائه، على اعتبار أن الفكر نافذة مضيئة للتلاقح الحضاري.
وتساءل، من جهة أخرى، عن قدرة العطاء المتحفي على تجاوز الطوارئ والأزمات، حيث جاءت المتاحف في طليعة المجالات الثقافية المتأثرة جراء الإغلاق بسبب جائحة كوفيد 19، ومدى قدرتنا على تمثل الأداء المتحفي لإبداعات الثورة الاتصالية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل ضمان استدامته.
وأكد، في سياق متصل، على أهمية تطوير القوانين والتشريعات والمواثيق المتعلقة بالسرقات الإلكترونية والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
وقد جرى هذا اللقاء بحضور الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، والسيد المهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، ومستشار صاحب الجلالة أندري أزلاي، ووالي جهة فاس -مكناس، وعدد من السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب، وشخصيات أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء المغربية أنه باستضافته للمنتدى العالمي التاسع لتحالف الأمم المتحدة للحضارات يومي 22 و23 نوفمبر الجاري بفاس، يكرس المغرب من جديد مكانته كأرض للسلام والحوار، ويؤكد انخراطه الراسخ في الجهود الدولية المبذولة في مجال تعزيز وإشاعة التفاهم المتبادل بين الشعوب والثقافات.
ولا يأتي اختيار المملكة، من خلال حاضرة فاس العريقة، لاحتضان هذا المنتدى العالمي، من قبيل الصدفة، فالعاصمة الروحية للمغرب تميزت على مر العصور كأرض للحوار ورمز للتسامح والتعايش.
كما يعكس تنظيم النسخة الحالية من هذه التظاهرة العالمية بفاس العريقة، اعترافا من المنتظم الدولي بالالتزام الدائم للمغرب، بقيادة الملك محمد السادس، بالقيم التي يمثلها حوار الثقافات وتحالف الحضارات، وتأكيدا للدور الذي يضطلع به، بوصفه عضوا فاعلا في تحالف الحضارات.
إقرأ أيضا :
المغرب .. ” حكاية من شمرون ” يفوز بالنجمة الذهبية لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش