وداعا: دييجو الفتى الذهبي لكرة القدم “دييغو أرماندو مارادونا”
الرئاسة الأرجنتينية -تعلن الحداد.. والفيفا -حزين.. ونادي نابولي يبكي.. وبيليه -فقدنا اسطورة..وميسي يتركنا ولكنه لا يغادر.. وأبو تريكة- كرة القدم حزينة
ردود فعل عالمية حزينة علي وفاة اسطورة كرة القدم العالمية الارجنتيني” دييغو أرماندو مارادونا” الذي وافته المنية اليوم جراء أزمة قلبية وبعد معاناة طويلة مع المرض، فقد أعلنت الأرجنتين الحداد العام لمدة 3 أيام، فيما قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه سيتم تكريم الأسطورة بدقيقة من الصمت قبل مباريات دوري الأبطال المقررة اليوم، ونشر رئيس الأرجنتين صورة على “تويتر” وهو يحتضن اللاعب مع تعليق: “لقد نقلتنا إلى أعلى نقطة في العالم، لقد جعلتنا سعداء للغاية، لقد كنت أعظم الجميع، شكرا لوجودك يا دييغو، سنفتقدك طوال حياتك”.
وقال بيليه: العالم برحيل مارادونا فقد أسطورة لكن أنا فقدت صديقا عزيزا، أما مواطنه ونجم برشلونة الإسباني، ليونال ميسي: فكتب “يتركنا ولكنه لا يغادر، لأن دييغو أبدي. آخذ كل اللحظات اللطيفة التي عشتها معه وأردت الاستفادة من ذلك لإرسال التعازي لجميع أفراد عائلته وأصدقائه. أرقد بسلام، أما نجم الكرة العربية والمصرية أبو تريكة فقال “توفي دييجو أرماندو مارادونا، ، كرة القدم حزينة ،والعالم حزين لرحيل أفضل من لمس الكرة وأمتع عشاقها، يوم حزين”.أما نادي نابولي الإيطالي الذي لعب له ماردونا ،فكتب بأقسى كلمات الحزن “الآن هو وقت البكاء، سنجد لاحقا وقتا للكلمات”.
ولد ماردونا في 30 أكتوبر من عام 1960، في مدينة لانوس ببوينس آيرس الأرجنتينية، والتي أطلقت عليه لقب “البيبي دي أورو” أو “الفتى الذهبي” حيث بدأ مشواره الخاص في عالم كرة القدم بها، ولًقب أيضا من قبل المعلقين الإسبان باسم (El Pelusa) التي تعني “غزير الفراء” ومجازا يعرف بين العرب بـ”أبو فروة”، نظرا لكثافة شعره.
كان الابن الأول بعد 3 فتيات لأسرة فقيرة هاجرت من كوريانتس بحثا عن حياة أفضل، وتدرج في صفوف فريق أرجنتينوس جونيورز الذي خاض معه المواجهة الأولى في مسيرته الاحترافية قبل 10 أيام من إتمام عامه السادس عشر.
وقضى خمس سنوات بقميص أرجنتينوس جونيورز، سجل خلالها 115 هدفا في 167 مباراة، قبل أن تتهافت عليه الأندية الأرجنتينية الكبرى، وأبرزها القطبان بوكا جونيورز وريفر بليت، حيث فضل الأول رغم الإغراءات المادية.
في فبراير عام 1981، حقق مارادونا حلمه، وانتقل في صفقة تاريخية إلى بوكا جونيورز مقابل 4 ملايين دولار، وبعد أقل من خمسين يوما، شارك في مواجهة أمام ريفر بليت وقاد فريقه لاكتساح غريمه بثلاثية نظيفة، وسجل هدفا تاريخيا بعدما تلاعب بمدافعي ريفر بليت المخضرمين ألبرتو تارانتيني وأبوالدو فيلول.
ثم بدأ رحلته الأوروبية عبر بوابة برشلونة عام 1982، بعد صفقة تاريخية جديدة، حطمت الرقم القياسي لانتقالات كرة القدم، حيث دفع نادي برشلونة الإسباني 7.6 مليون دولار للتعاقد مع النجم الأرجنتيني.
في موسمه الأول مع برشلونة ساهم في تتويج الفريق الكتالوني بكأس ملك إسبانيا على حساب ريال مدريد، ثم كأس السوبر الإسباني على حساب أتلتيك بلباو. لكن رحلة مارادونا مع برشلونة لم تخل من المصاعب، حيث أصيب النجم بمرض فيروسي، قبل إصابة قاسية بكسر في الكاحل كادت أن تقضي على مسيرته الكروية.
سجل 38 هدفا في 58 مباراة بقميص برشلونة، لكن علاقته توترت بمسؤولي النادي الكتالوني، ليرحل مارادونا في صفقة تاريخية جديدة، أعادته لصدارة الصفقات القياسية، بعدما دفع نادي نابولي الإيطالي 10.5 مليون دولار للتعاقد معه عام 1984.
وفاز مع نابولي بقيادة، بدوري الدرجة الأولى الإيطالي موسمي 1986–87 (الأول في تاريخ النادي) و1989–90، وحقق الوصافة في الدوري مرتين، وحصل على كأس إيطاليا في عام 1987، حاز نابولي على كأس الاتحاد الأوروبي في عام 1989 وكأس السوبر الإيطالي عام 1990.
انتهت علاقة مارادونا مع نابولي عام 1991، وحجب النادي القميص رقم 10 في الفريق تكريما لأيقونته الذي تلقى صدمة كبرى بإيقافه 15 شهرا بسبب ثبوت تعاطيه الكوكايين، وبعد عودته عام 1992، لعب لموسم بقميص فريق إشبيلية الإسباني، وعاد منه إلى الأرجنتين عام 1993، ليلعب لموسم وحيد أيضا بقميص نيويلز أولد بويز.
المنتخب والتدريب
لعب مارادونا أول بطولة في نهائيات كأس عالم 1982، لكن منتخبه لم يوفق في التأهل لمراحل متقدمة وطرد اللاعب أمام البرازيل بسبب الخشونة. لكنه استطاع حمل اللقب الأغلى في عالم كرة القدم عام 1986، بعدما فاز أمام ألمانيا الغربية في نهائي البطولة في المكسيك.
خسر المنتخب الأرجنتيني أمام ألمانيا الغربية بعدما التقيا في نهائي البطولة مجددا عام 1990. لعب مبارتين فقط في البطولة التالية عام 1994، حيث أثارت فضيحة المنشطات على مسيرته بشكل بالغ في ذلك الوقت.
اتجه مارادونا للتدريب عام 1994، وبدأ مشواره كمدرب بقيادة فريق مانديو دي كوريانتس، قبل تجربة جديدة مع ريسينج كلوب في العام التالي، لكنه قرر العودة لملاعب كرة القدم عام 1995 ليختتم مسيرته الكروية بقميص الفريق الذي عشقه منذ الصغر.
ولعب حتى عام 1997 بصفوف بوكا جونيورز، قبل أن يعلن عن انتهاء مشواره مع الساحرة المستديرة بشكل نهائي، ويخوض سلسلة من التجارب التدريبية والإدارية.
سجل الفتى الذهبي مع منتخب بلاده 34 هدفا في 91 مباراة، و312 هدفا للأندية التي لعب لها (588 مباراة)، منها 116 هدفا مع أرجنتينوس جونيورز، و38 هدفا مع برشلونة و115 هدفا مع نابولي، و35 هدفا بقميص بوكا، و8 أهداف مع إشبيلية.
وفاز مارادونا بجائزة الكرة الذهبية في كأس العالم 1986، وفي عام 1999، تم منحه جائزة “دياموند كونيكس”، وهي واحدة من أعرق الجوائز الثقافية في الأرجنتين،