عظماء من إفريقيا السلطان” إدريس علي ألوما”أنتصر في 1000 معركة وحكم 4 دول إفريقية
أسس حكمه علي الشريعة الاسلامية وكان رجل دولة ودبلوماسي وسياسي محنك
مخطىء من يظن أن القارة الافريقية هي أدغال وقبائل بدائية لا علاقة لها بأى شكل من أشكال وصور الحضارة الأنسانية، وهو ما يتنافى مع وجود العديد من الشواهد التاريخية على وجود العديد من النظم السياسية مثل نظام حكم السلطان إدريس ألوما.
ولقد كانت أفريقيا مثل أوروبا من حيث البنية السياسية المتمثلة بدول متجاورة، وحيث قامت العديد من المالك في أفريقيا والتي استمرت لفترات طويلة قبل عملية التكالب الاستعماري على القارة والذي عمل علي هدم واقتلاع هذه الممالك ومحو تاريخها.
لكن شاء القدر أن يحفظ لهذه القارة العريقة صفحات لفترات من تاريخها المضىء الملىء بالعظماء ومنهم السلطان إدريس ألوما، إدريس بن علي (ألوما) أو إدريس ألاوما، أمتد سلطانه علي بلدان ومناطق شاسعة في القارة الافريقية، وكانت إمبروطوريته تمتد بين 4 دول إفريقية.
و شملت فعليا كل من تشاد، نيجيريا، الكاميرن، النيجر، ووصلت ﺷﺮﻗﺎ ﺣﺘﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ التابعة لدولة السودان الآن، ﻭﻏﺮﺑﺎ ﺣﺘﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ ﺣﺘﻲ ﻓﺰﺍﻥ التابعة لدولة ليبيا ﻭﺟﻨﻮﺑﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﻼﻝ ﺍﻷﺩﻣﺎﻭﺍ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﻭﻧﻴﺔ.
وتقدر مساحة إمبروطورية “كانم برنو الاسلامية” التي كان حكمها ووضع أركانها السلطان إدريس ألاوما لنحو 32 عاماً أمتدت من عام 1570 الي عام 1603 بنحو 6 الآف كيلو متر تقريباً، ففي عصره بلغت كانم-برنو أوج عزها.
ووفقاً لمؤرخه أحمد بن فرتوا الذي عاصره، ذكر أن إدريس عُرف بمهاراته العسكرية وإصلاحاته الادارية وورعه والتزامه بالإسلام، وقد ولد لأبوين كريمين فالأب ينتمي لقبيلة ﺍﻟﻜﺎﻧﻮﺭﻱ، والأم من قبيلة البولالا، لذلك ورث منهما التقوي والورع والهيبة والذكاء الفطري.
ويقول أبن فرتوا ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ إدريس ألوما ﺧﺎﺽ 330 ﺣﺮﺑﺎ، ﻭ 1000 ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ ، ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وﻗﺪ ﺗﻢ ﺩﻣﺞ ﻣﻤﻠﻜﺘﻲ ﻛﺎﻧﻢ ﻭﺑﺮﻧﻮ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﻮ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺝ ﻣﺠﺪﻫﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻢ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﺍﻟﻤﺎﻱ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺁﻟﻮﻣﺎ .
ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺃﻟﻮﻣﺎ ﺑﻤﻬﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺇﺻﻼﺣﺎﺗﻪ، ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻭﺭﻋﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻛﻤﺴﻠﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻮﻥ، ﻫﻢ ﺍﻟﻬﺎﻭﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻭﺗﻮﺑﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، وكذلك ﺍﻟﺒﻮﻻﻻ قبيلة والدته ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ .
ﻭنجح في تثبيت ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻋﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻳﺠﻮﺑﻮﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻳﻨﺸﺮﻭﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ،ﻭﺍﻋﺘﻨﻰ ﺑﺎﻷﻳﺘﺎﻡ ﻭﺍﻷﺭﺍﻣﻞ، ﻭﻭﺟَّﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎً ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺍﺯﺩﻫﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻭﻭﺻﻔﻪ ﻣﺆﺭﺥ ﺑﻼﺩ ﻛﺎﻧﻢ ﺑﺮﻧﻮ “ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﺮﺗﻮ”ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ( ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺃﻟﻮﻣﺎ ﻭﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ) ﻓﻘﺎﻝ:« ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺃﻟﻮﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ، ﻭﻟﻘﺪ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴـﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻣﻠﻜﻪ .
ﻭأضاف ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ ﺗﻤﺠﺪ ﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ( ﻣﺤﺼﻨﺔ ﺑﺠﺪﺭﺍﻥ )، ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻭﺗﻜﺘﻴﻜﺎﺕ “ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺔ “.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﻴﻦ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻧﻮﺗﻴﺔ ﻛﻮﺗﻮﻛﻮ ﻭﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻣﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺨﻮﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﺗﺪﺭﻳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ .
ﻭﻗﺪ كان السلطان يجيد الدبلوماسية في أبهي صورها فأقام علاقات وتحالفات خارجية قوية وبخاصة ﻣﻊ ﻣﺼﺮ وطرابلس ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ 200 ﻋﻀﻮ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮﺁﻟﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺠﺎﺯﺍﺭ ﺟﺎﻣﻮ .
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺁﻟﻮﻣﺎ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻝ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺃﻭﻝ ﻭﻗﻒ ﻹﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺃﻟﻮﻣﺎ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﻋﺪﺓ وﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩًﺍ ﻋﻠﻰ معتقداته ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ( ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ) .
وأهتم ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ وﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺮﺣﻠﺔ ﺣﺞ (ﺍﻟﺤﺞ ) ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻧﺰﻝ بمكة ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻣﻦ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻪ، ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎﺀ، وﺃﺩﺕ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺂﻟﻮﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﺖ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ.
وﻛﺎﻥ ﺁﻟﻮﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ، ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ المهمة ﺍﻟعيش ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ، حتي يكونوا علي مقربة منه علي الدوام، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻘﻮﻳﺔ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺁﻟﻮﻣﺎ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﺎﺟًﺎ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻧﻮﺭﻱ ﻭﺃﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻻﻻ .
ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻛﺎﻧﻢ – ﺑﺮﻧﻮ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ ﺁﻟﻮﻣﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺛﺮﻳﺔ ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ( ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ، ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪﺓ ) ﻭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺸﺎﺩ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﺐ .
ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺮﻳﺤﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺑﻴﻦ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﻓﻴﺰﺍﻥ، ﺗﻮﺟﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺭ ﻭﺍﻟﻮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺷﺎﺳﻌﺔ، ﻭﻣﻦ ﻓﻴﺰﺍﻥ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻕ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺳﻬﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ .
ﻭ ووفقاً لـ https://ar.wikipedia.org/ فﻗﺪ أهتم بالتصدير الخارجي لتجارة بلاده فكان ﻛﺎﻥ يبيع ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ في دول ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ الأفريقي وبخاصة مصر وليبيا تونس والجزائر، ووصلت تجارته الي تركيا أيضاً وكان منتجاته هي عنصرﺍﻟﻨﺘﺮﻭﻥ ( ﻛﺮﺑﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﺩﻳﻮﻡ ) ﻭﺍﻟﻘﻄﻦ ﻭﻣﻜﺴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﻻ ﻭﺍﻟﻌﺎﺝ ﻭﺭﻳﺶ ﺍﻟﻨﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺸﻤﻊ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺩ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻭﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻭﺑﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﺖ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﻟﻘﺪ ﺍﻫﺘﻢ ﺁﻟﻮﻣﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .
ﻭﻳﻌﺰﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺗﺼﻤﻴﻢ ﻗﻮﺍﺭﺏ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻜﺎﻳﻴﻞ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻟﻠﻨﻘﻞ ﻋﺒﺮ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺑﺤﻴﺚ “ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﻴﺮ ﺳﻴﺪﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ مغطاة ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻭﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .”
ﻭﺃﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺃﻟﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺩﻩ ﺣﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺳﻬﻢ ﻓﺎﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻐﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻴﺮﻭﻥ ﺍﻵﻥ ﻋﺎﻡ 1603 ﻡ، ﺗﺎﺭﻛﺎً ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻣﺘﻤﺘﻌﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ .