نيجيريا .. الاقتصاد والأمن على رأس أولويات زيارة ” تينوبو ” اليوم إلى فرنسا
استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم /الخميس/ نظيره النيجيري بولا تينوبو الذي بدأ زيارة لباريس لمدة يومين، وهي الأولى التي يقوم بها رئيس نيجيري إلى فرنسا منذ 24 عاما.
وجرت للرئيس النيجيري مراسم استقبال رسمية بقصر “ليزانفاليد” بباريس مع عزف السلام الوطني للبلدين، وذلك قبل أن يجري الرئيسان مباحثات ثنائية بقصر الإليزيه.
كما سيشارك الرئيسان في اجتماع مجلس الأعمال الفرنسي النيجيري، والذي بدوره سيساهم في تطوير وتعزيز شراكات جديدة بين الجهات الاقتصادية في البلدين. وفي ختام اليوم، سيتم إقامة مأدبة عشاء رسمي على شرف الرئيس تينوبو في قصر الإليزيه.
ورحب الإليزيه بزيارة رئيس نيجيريا إلى فرنسا، حيث تعد زيارة الدولة هذه، وهي غير مسبوقة منذ عام 2000، فرصة لتعميق العلاقات الثنائية القوية بين البلدين في جميع المجالات، منها التحول في مجال الطاقة والدفاع والثقافة والتعليم والابتكار، وفق ما أكدته الرئاسة الفرنسية.
وبمناسبة هذه الزيارة الاستثنائية، سيؤكد الرئيس الفرنسي مجددا تمسكه بعمق العلاقات التي تجمع بلاده ونيجيريا، فقد قام ماكرون بأول زياراته الرسمية إلى القارة الأفريقية في عام 2018 إلى نيجيريا، وساهمت هذه الزيارة في إرساء الأسس لعلاقات لا تزال تنمو وتزدهر بقوة على كل المستويات .
تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف القطاعات من بينها التعليم والابتكار والتعاون الثقافي. كما تسلط الضوء أيضا على مبادرات موجهة للشباب لتعزيز التبادل التعليمي والثقافي والمهني بين البلدين. إلا أنه يغلب عليها الطابع الاقتصادي، حيث يُعقد اليوم في الإليزيه، اجتماع مجلس الأعمال الفرنسي النيجيري، وهي منظمة تضم نحو عشرين شركة فرنسية ونيجيرية، بحضور رئيسي البلدين.
يلعب مجلس الأعمال الفرنسي النيجيري، الذي تم إطلاقه خلال زيارة ماكرون في يوليو 2018 إلى نيجيريا، دورا رائدا في تشجيع الاستثمارات المشتركة، ومن المنتظر أن يسهم اجتماع اليوم في تطوير وتعزيز شراكات اقتصادية بين البلدين. ويأمل المجلس أن تسهم هذه الزيارة في توفير فرص في قطاعات مستقبلية كالنقل المستدام والطاقة الخضراء، والزراعة وكذلك الصناعات الثقافية والإبداعية في نيجيريا.
وتعد نيجيريا شريكا تجاريا رئيسيا لفرنسا في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا. وتقوم العديد من الشركات الفرنسية في نيجيريا (ويبلغ عددهم نحو 100 شركة) بتوظيف ما يقرب من 20 ألف نيجيري. وتمثل شركة “توتال إينرجي” المستثمر الفرنسي الرائد في مشاريع النفط والغاز بنحو 6 مليارات دولار (5.7 مليار يورو) للسنوات المقبلة.
وقد تضاعفت الاستثمارات الفرنسية في نيجيريا في خلال عشر سنوات، لتصل إلى 10 مليار يورو. وهناك في نيجيريا 65% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الفرنسية في غرب افريقيا، وخاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا أو الصناعات الثقافية والإبداعية.
كما تأسست شركات ومؤسسات مصرفية نيجيرية في فرنسا، مثل First Bank، و Access Bank في عام 2024، وقريبا سيفتتح Zenith Bank .
وتمثل نيجيريا سوقا واعدا بشكل خاص. فبالإضافة إلى قطاع النفط، شهدت البلاد تطورا وازدهارا في قطاعات الزراعة والبناء والخدمات المصرفية والاتصالات، وكذلك صناعة السينما والموسيقى.. بالإضافة إلى ذلك، سوف يناقش الرئيسان الملف الأمني، حيث تواجه نيجيريا أزمة أمنية خطيرة للغاية تؤثر على كامل أراضيها. وسوف تعزز زيارة الدولة هذه دعم فرنسا لقوات الأمن النيجيرية. وتقدم فرنسا الدعم بشكل خاص للبحرية والشرطة النيجيرية في خليج غينيا، كما تدعم ماليا القوة المشتركة متعددة الجنسيات التي تضم الدول التي تحارب الجماعات المتطرفة حول حوض بحيرة تشاد.
لكن زيارة الرئيس النيجيري إلى فرنسا تأتي أيضا في وقت تواجه فيه أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان (البالغ عددهم 220 مليون نسمة)، أزمة اقتصادية غير مسبوقة لعدة أشهر. لذا، يُنظر إلى هذه الزيارة على أنها فرصة واعدة للبلاد.
ويرى محللون محليون أن الشراكات التي تمت إقامتها في مجالات الزراعة والأمن والتعليم يمكن أن “تفيد نيجيريا بشكل كبير”. كما يعربون عن أملهم في أن تعكس هذه الزيارة الرسمية جهود بولا تينوبو وتتيح عودة المستثمرين الأجانب إلى بلادهم.
كما يرى بنيامين أوجيه، الباحث في المركز الإفريقي التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أنه على الرغم من الصعوبات التي تواجهها نيجيريا، تظل البلاد قوة ذات ثقل أساسي في المنطقة، وفرنسا تحتاج إليها في العديد من الملفات لذا، فإن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة بالنسبة للبلدين، وتأتي بعد 24 عاما من آخر زيارة دولة قام بها رئيس نيجيري إلى فرنسا، (كان ذلك أولوسيجون أوباسانجو في عام 2000) بهدف تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين.
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.