قالت منظمة إنقاذ الطفولة إن أكثر من 136 ألف شخص، من بينهم ما يقرب من 74 ألف طفل، محاصرون في مدينة تمبكتو بشمال مالي، حيث تمنع الجماعات المسلحة دخول الغذاء والأدوية وغيرها من الإمدادات الأساسية.
وقد أدى حصار المدينة التاريخية، الذي بدأ في أغسطس، إلى كارثة إنسانية متفاقمة، حيث لم يُسمح إلا بدخول كميات محدودة من الغذاء.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه على الرغم من نزوح ما لا يقل عن 33 ألف شخص حول تمبكتو منذ بدء الأزمة، فإن معدل النازحين لا يزال منخفضاً.
وقد تباطأت وتيرة الفرار في الأشهر الأخيرة، في أعقاب الهجمات العنيفة على النازحين، وفي إحدى حوادث العنف بشكل خاص التي وقعت في سبتمبر ، قُتل 49 مدنياً على متن قارب أثناء محاولتهم الهروب من المدينة المحاصرة.
واضطرت منظمة إنقاذ الطفولة في مالي إلى خفض عدد موظفيها في تمبكتو استجابة للوضع الأمني المتدهور، وتعمل الآن على الحفاظ على الخدمات بينما يتفاقم الحصار.
ومع قطع طرق المساعدات الرسمية بالكامل، تتضاءل الإمدادات وتخشى الوكالة من أن الخدمات المتبقية في المدينة قد تحتاج إلى التوقف قريبًا إذا لم يتم التوصل إلى حل للأزمة.
ومع اقتراب موسم الحصاد في مالي على الانتهاء في ديسمبر أضاع الكثير من السكان الفرصة الحيوية لبيع المحاصيل، مما جعلهم عرضة للجوع الشديد والفقر في الأشهر المقبلة. وقد تسبب الحصار بالفعل في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنحو عشرة أضعاف،
ومما يزيد من صعوبة حصول الأسر على الأساسيات. لعدة سنوات، تشهد مالي ومنطقة الساحل الأوسع نطاقا تصاعدا في انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف، باعتبارها واحدة من أكثر الأماكن ضعفا في العالم أمام تأثيرات أزمة المناخ.
وحتى قبل الحصار، كان الأطفال في تمبكتو يعيشون في خوف من الهجمات العنيفة والاختطاف على يد الجماعات المسلحة. والآن، سمعت منظمة إنقاذ الطفولة عن تقارير عن أطفال انفصلوا عن عائلاتهم، وتجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة، وتعرضوا للقتل أو التشوه بواسطة الأجهزة المتفجرة المرتجلة.
وقالت سياكا واتارا، المديرة الإقليمية لمنظمة إنقاذ الطفولة في مالي: إن الوضع في تمبكتو لا يشبه أي شيء رأيناه في السنوات الماضية. فبينما يعاني الأطفال في شمال مالي للأسف من النزوح والهجمات العنيفة بانتظام – عدة مرات في السنة – فمن النادر أن يتم حصارهم بالكامل في بلدة ما. لقد محاصروا بإمدادات متضائلة، وقد مر آلاف الأطفال أشهر دون أن يحصلوا على أي خدمات صحية، ويزداد خطر الإصابة بالأمراض مع مرور كل يوم.
“يشعر الأطفال في تمبكتو بالأسى والخوف ويحلمون بحياة يمكنهم من خلالها البقاء في قراهم واللعب. ومع استمرار الحصار كل يوم، يصبح الأطفال أكثر جوعًا وتوترًا وخوفًا.
“هؤلاء الأطفال لا يريدون شيئًا أكثر من العيش في سلام، واللعب مع أصدقائهم، والذهاب إلى المدرسة، ومشاركة وجبة متوازنة مع أسرهم. والحصار المستمر يمنعهم من القيام بكل ذلك. ونحن ندعو جميع الجهات الفاعلة إلى إنهاء الحصار، ولضمان قدرة المدنيين على التحرك بأمان داخل المدينة وخارجها، ووصول إمدادات المساعدات الأساسية إلى العائلات والأطفال المحتاجين.
تستجيب منظمة إنقاذ الطفولة للوضع في تمبكتو من خلال برنامجين طويلين الأمد تم إنشاؤهما قبل الحصار. تدعم منظمة إنقاذ الطفولة التحويلات النقدية للمجتمعات المحلية ضد سوء التغذية، والاستجابة للصدمات، وأنشطة النقد مقابل العمل. ومع ذلك، في حين أن الأنشطة لا تزال مستمرة، فقد أصبح من الصعب بشكل متزايد الوصول إلى مناطق معينة وتأثر تأثير البرامج بسبب الحصار.
اقرا ايضا:-
جاليات مالي والنيجر وبوركينا فاسو في مصر تحتفل بمرور 100يوم علي تأسيس تحالف دول الساحل
” التنمية الأفريقي ” يوقع 3 اتفاقيات لدعم ليبيا بمجالات التعليم والغذاء والمالية العامة
مالي .. الجيش يعلن السيطرة على معقل «الطوارق»
وزير المالية المصري : سددنا كل التزاماتنا الخارجية بنحو ٥٢ مليار دولار خلال العامين الماضيين
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.