الكاتب الجزائري رفيق شلغوم يكتب : زيارة رئيس جنوب إفريقيا للجزائر ..معطيات، أرقام و آراء تستحق النشر
الجزائر الآن :
عندما كان الرئيس الجنوب الإفريقي “سيريل رامافوزا” أمس الجمعة المصادف لتاريخ 6 ديسمبر 2024 يلقي خطابا بالبرلمان الجزائري ، كان التاريخ يسجل بأنه الرئيس الأجنبي ” السابع ” الذي يلقي خطابا على نواب الشعب الجزائري .
وهنا وجب التذكير بأن الخطاب الأول أمام البرلمان الجزائري ألقاه المرحوم الرئيس الليبي العقيد “معمر القذافي” بتاريخ 4 أفريل 1978.
أما الخطاب الثاني ألقاه الرئيس الفرنسي “فرانسوا ميتران ” بتاريخ 1ديسمبر 1981.
يليه الرئيس جاك شيراك” سنة 2003 .
أما الخطاب الرابع فقد ألقاه الرئيس الايراني “محمد خاتمي”، بعد إستئناف الجزائر علاقاتها مع طهران، وتحديدا في أكتوبر 2004 .
ليليه الرئيس التركي “طيب رجب أردوغان ” سنة 2013
أما الخطاب السادس فقد ألقاه الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” في 20 ديسمبر 2012.
ولقيت زيارة الدولة التي أجراها رئيس جنوب إفريقيا ترحابا واسعا من كل الأطياف السياسية و الشعبية بالجزائر ، بل الزيارة كانت مطلوبة وجاءت في وقتها بإجماع من تحدثت إليهم من متابعين .
وجب التنويه لبعض المعطيات و الأرقام ، حتى يمكننا أن نفهم ما يمكن أن تحققه زيارة الرئيس” رامافوزا” للجزائر .
1 ـ جنوب إفريقيا هي أول و أقوى إقتصاد بإفريقيا بعدما بلغ سنة 2023 ناتجها المحلي الإجمالي 377.78 مليار .وتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق رقم 373 مليار دولار هذا العام 2024 .
أما الجزائر فهي ثالث أقوى و أكبر إقتصاد بالقارة الإفريقية بناتج محلي إجمالي يقدر 239.9 مليار دولار سنة 2023. وتوقع “الأفامي” أن تحقق رقم 266.78 مليار دولار سنة 2024 أي بنسبة نمو تقدر ب 3.8 .
وسبق و أن أعلن الرئيس تبون عن رؤيته الاقتصادية التي تستهدف وصول رقم 400 مليار دولار ناتج محلي إجمالي بحلول 2027. .
2 ـ الجزائر هي الرقم واحد( 1 ) إفريقيا من حيث المساحة ب 2,381,741 كيلو متر مربع .
و جنوب إفريقيا هي تاسع (9 ) بلد في القارة الافريقية من حيث المساحة ب 1.219.090 كيلومتر مربع.
3 ـ الجزائر تمتلك عاشر( 10 ) أكبر إحتياطات مؤكدة من الغاز الطبيعي على مستوى العالم مع ثالث( 3 ) أكبر إحتياطات غاز غير تقليدي .
كما تمتلك 12 مليار برميل من احتياطات النفط المؤكدة لتحتل المرتبة( 16) على مستوى العالم.كما تعد الجزائر من بين العشرة الأوائل عالميا باحتياطات جيولوجية من الفوسفات مقدرة ب 3 مليار طن .
و جنوب إفريقيا تمتلك ثروات هائلة من الذهب و الألماس و اليورانيوم ، حيث تعد في المرتبة الثانية باحتياطي” 125 طنا” .
كما تأتي في المرتبة الخامسة في انتاج الألماس ب” 9.66 ملايين قيراط سنة 2022 على سبيل المثال.
فيما تمتلك 321 ألف طن من إحتياط اليورنيوم أي ما يمثل نسبة 5 بالمائة من الاحتياط العالمي .
4 ـ حلّت جنوب إفريقيا في المرتبة 59 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023.
وحلت الجزائر في المرتبة 115 في ذات المؤشر .
وبعيدا عن لغة الأرقام ، فإن الجزائر وجنوب إفريقيا تربطهما علاقات تاريجية واستراتيجية ترجم ذلك من خلال تبني البلدين ذات المواقف السياسية تجاه مختلف القضايا الدولية بما فيها قضايا التحرر. وخاصة قضيتي فلسطين والصحراء الغربية .
ومن المؤكد بأننا بحاجة إلى جنوب إفريقيا و هي أيضا بحاجة للجزائر في شتى المجالات و على كل الأصعدة. لأن البلدان يكملان بعضهما البعض، خاصة وأننا مقبولين على نظام عالمي جديد فتاك، هدفه الأول تنفيذ مخطط الصهيونية العالمية بما يخدم الكيان الصهيوني في كل منطقة من مناطق العالم .. نعم أقول نظام عالمي جديد ينفذ مخطط الصهيونية العالمية بما يخدم الكيان الصهيوني المحتل في كل منطقة من مناطق العالم.
وما شاهدناه في “لبنان” ونتابعه في” سوريا” إلا دليلا قاطعا على صحة هذا الطرح .
بمعنى أوضح و أدق، لن تكون هناك استثناءات مع أي دولة وطنية حرة تدافع عن القضايا التحريرية بالعالم سواء كانت جنوب إفريقيا أو كانت الجزائر أو أي دولة أخرى .
وبالتالي التنسيق بين البلدين فرضته “وقائع” التاريخ و”حقائق” النظام العالمي الجديد الذي سيعلن عنه دون بيان رسمي مع بداية عام 2025.
1ـ يستحق رئيس الجمهورية”عبد المجيد تبون” الشكر لأنه دعى أخاه الرئيس “سيريل رامافوزا” لزيارة الجزائر .
2ـ و يستحق الرئيس عبد المجيد تبون الشكر لأنه وقع على مرسوم رئاسي تضمن استدعاء البرلمان بغرفتيه للاستماع الى خطاب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا .
3ـ و يستحق الرئيس تبون الشكر الجزيل لأنه أسدى لنظيره الرئيس الجنوب إفريقي وساما من مصف الاستحقاق الوطني برتبة أثير .
من المهم جدا أن زيارة الدولة التي أجراها رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوزا” للجزائر كللت بالإمضاء على عقد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ومن الجميل جدا إطلاق منطقة التبادل الحر و التجارة بين البلدين .
وما نتمناه فقط أن يكون الفاعلين ببلدنا على قدر الثقة والمسؤولية التي وضعها فيهم الرئيس تبون . وأن يكون في هذه الملفات الخارجية الهامة ” أنشط” وبكثير مما هو عليه الحال في الملفات الداخلية لا سيما ما تعلق بملف ” الإستثمار ” الصناعي” تحديدا .( وما الأوامر التي أصدرها الرئيس تبون شخصيا خلال ترأسه إجتماعا عقد بمقر رئاسة الجمهورية لمناقشة العقار الصناعي إلا دليلا واضحا على ما قلنا ونقول ) ، وذلك حتى نلمس فعلا في المستقبل شراكة إستراتيجية حقيقية بين الجزائر و جنوب إفريقيا .كون ذلك سيعود بالفائدة علينا وعليها وعلى كل إفريقيا بطريقة مباشرى أو غير مباشرة .
علينا الإشادة بمذكرات التفاهم الخمسة (5) التي أمضيت بين البلدين ، وأعتبرها بمثابة زرع بذرة في حقل كبير .
كما أتمنى أن نرى مستقبلا مذكرات تفاهم تخص مجالات “ القوى الناعمة” للبلدين .وأن لا يقتصر التعاون مع جنوب إفريقيا في مجالات بعينها .
و أخص بالذكر قطاعات الرياضة و الشباب و الثقافة و الإعلام وأخرى ذات صلة ،لأننا لدينا ذات الإهتمات السياسية و الإعلامية وحتى الثقافية بما يخدم القارة الإفريقية.
قبل أن أختتم هذا المقال ، أريد التنويه بذلك التصريح الذي جاء على لسان رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوزا” عندما قال أمام البرلمان الجزائري أمس السبت بأن الزعيم نيلسون مانديلا قال أن الجيش الجزائري صنع مني رجلا ، جملة شافية وكافية تستحق أن أختتم بها المقال .
اقرأ المزيد
الكاتب والباحث الغيني محمد قطرب باري يكتب : اليَـقَـظة الأفريقية الصاعدة ضدّ الامبريالية الجديدة