تونس – آسيا العتروس
هي الزيارة الأولى من نوعها لأمين عام للحلف الأطلسي إلى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ..زيارة وصفت على صفحة الناتو مذيلة بصورة للأمين العام للحلف الاطلسي ينس ستولنبورغ مع نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي على المواقع الاجتماعية ب”التاريخية”.. بما يعني أن للحلف الأطلسي حساباته و تطلعاته من هذه الزيارة التي تأتي في وقت يواجه فيه الحلف الأطلسي صفعات متتالية في مختلف تدخلاته من أفغانستان إلى العراق وليبيا حيث باتت مصداقيته في الحضيض بالنظر إلى الفشل الذريع الذي رافق مختلف تدخلاته في المنطقة العربية و الإسلامية. أكثر من نقطة استفهام ترافق هذه الزيارة للأمين العام المنتهية ولايته في توقيتها و لكن خاصة في أهدافها و التي تعكس بالتأكيد الدور المتنامي للسعودية في المنطقة على أكثر من جبهة .
الأكيد أن للزيارة في توقيتها وأبعادها أكثر من رسالة لأكثر من طرف في هذه المرحلة فهي تأتي بعد أقل من شهر على اجتماع وزراء خارجية الحلف الأطلسي في بروكسيل يومي 27 و28 نوفمبر الماضي ، و تصريحات الأمين العام بتطلعات الحلف الأطلسي إلى تعميق الشراكات مع دول الخليج و منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا و الاستعداد لفتح مكتب للناتو في العاصمة الأردنية عمان في غضون العام الجديد .
لم تغب الحرب المفتوحة التي تشنها قوات الإحتلال الإسرائيلي على أهالي غزة منذ أكثر من ستين يوما عن اللقاء الذي جمع أمين عام الحلف الاطلسي بالقيادات السعودية و قيادات مجلس التعاون الخليجي التي طالبت الأمين العام للناتو بالضغط على “إسرائيل” لوقف الحرب على غزة.
مصادر في الرياض قالت في خبر مقتضب ” أن نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي التقى الامين العام للحلف الاطلسي , وأن الخريجي بحث مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، دون تفاصيل تذكر .
بدوره قال ستولتنبرغ في منشور له على صفحته بمنصة “إكس”، إنه تحدث مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن ذلك جاء ضمن زيارته الرياض، التي قال إنها المرة الأولى التي يزور فيها أمين عام لحلف شمال الأطلسي، السعودية.
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، طالب “الناتو” بـ”الضغط على إسرائيل لوقف الحرب” التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وضرورة السماح بإدخال جميع المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة عاجلة لإنقاذ الشعب الفلسطيني.
كما أشار البديوي إلى أن “ما سببته الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني في القطاع، من تداعيات خطيرة للغاية، لها انعكاسات كبيرة على الأمن في المنطقة”.
على جدول أعمال الأمين العام للناتو التي تستمر يومين لقاء مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى .
بعض التسريبات تشير كذلك إلى لقاء أمين عام الناتو في مقر القيادة العسكرية في الرياض لبحث دور السعودية في العالم العربي و الإسلامي و تحديد المراكز التي يمكن للرياض والحلف الأطلسي التعاون بشأنها ومنها مجال الدفاع عن البحار وحماية المواقع الحساسة والحرب على الإرهاب و التكوين العسكري .
ستولنبورغ قال خلال هذه الزيارة ” أنه يعتقد أن هناك إمكانيات عديدة للتعاون مع السعودية بما في ذلك مواجهة الدور المتفاقم لإيران في المنطقة والتحولات المناخية .
كما سبق لأمين عام الناتو أن كشف عن تشكيل لجنة من الخبراء لتحديد مقاربة الناتو في الخليج والشرق الأوسط وأفريقيا لبحث آفاق التعاون الجديدة .
من الواضح أن اهتمام الناتو يتجه إلى المنطقة العربية و منطقة الشرق الاوسط في ظل تنامي الحضور الروسي و تفاقم للدوى الصيني خاصة في ظل إعادة العلاقات بين الرياض و طهران.
و رغم أن الناتو عمليا ليس له دور واضح و معلوم في الشرق الأوسط فقد المح أمينه العام في أكثر من مناسبة أن الحلف مستعد لتحمل دور جديد في غزة في حال طلب المجتمع الدولي ذلك .
قد تكشف الأيام القادمة المزيد عن زيارة المسؤول الأول في الحلف الأطلسي إلى السعودية في خضم الحرب المفتوحة على غزة .. كما سيتعين ما يمكن أن ان تحمله الساعات القادمة لندرك ما إذا كان نداء مجلس التعاون الخليجي بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب سيجد له صدى لدى الزائر الذي ينفي أي دور للناتو في هذه الحرب ولكن يؤكد أن أعضاء من الحلف تدعم إسرائيل في الحرب على غزة و الأمر طبعا يتعلق بالدعم اللامحدود لواشنطن و دول أوروبية لحكومة نتنياهو في الحرب المسعورة على غزة والتي تدخل يومها الثامن والستين فيما لا يزال القصف الهمجي مستمرا في الوقت الذي يواجه أهالي غزة الموت حيث لم يعد من مكان آمن في غزة التي تقصف على مدار الساعة والتي يواجه أهلها حرب تجويع و عملية ابادة جماعية عجز المجتمع الدولي حتى الآن عن إيقافها أو حتى فرملتها .
إقرأ المزيد
قبل قمته بواشنطن .. هل تفتح الحرب على غزة الأبواب أمام الحلف الاطلسي للتدخل في الشرق الأوسط؟
