” غني لها فريد الأطرش ” : “حلق الوادي” مدينة تونسية بنكهة إيطالية
تونس /أ ش أ/ كتبت .. نسمة شاهين
” حلق الوادي ” واحدة من أهم الوجهات الرئيسية للسياحة في تونس حيث يزورها أكثر من مليون سائح سنويا للاستمتاع بشواطئها الساحرة التي اكتسبت شهرة، وغنى في جمالها فريد الأطرش في أغنيته بساط الريح “تونس أيا خضرا/ يا حارقة الأكباد/غزلانك البيضا/ تصعب على الصياد/ غزلان في المرسى/ وإلا في حلق الواد/ على الشطوط تعوم/ ما تخاف صيد المي).
وتغازل أطباق السمك الشهية التي اشتهرت بها زوارها الذين تدفقوا من تونس ومن خارجها؛ حيث اشتهرت حلق الوادي بشهرة كبيرة في طهي الأسماك بطرق مختلفة ذات طعم شهي لاقى استحسانا وقبولا لدى السياح .
فعندما تهبط إلى حلق وادي ترى مبانيها ذات طابع معماري خاص يميل إلى الطابع الإيطالي وفي وسط المدينة شعار مدينة حلق الوادي، التي يزينها تمثال رائع الجمال على شكل ثلاث سمكات برونزيّة اللون.
وماتلحظه ميناؤها البحري العريق الذي يحتضن المدينة بأكملها وعلى مقربة من الميناء وهو شارع المدينة الرئيسي ينبعث منه رائحة السمك وافترش على الجانبين بالطاولات والكراسي المزينة استعدادا لاستقبال الزوار؛ حيث يضم أربعين مطعما للسمك هو شارع روزفلت، على اسم الرئيس الأمريكى الأسبق ثيودور روزفلت، والذي يجذب العديد من السُيّاح لتميزه بتقديم أشهى المأكولات البحرية وباقي الشوارع المحاذية له، يميناً ويساراً، لا تختلف عنه على طول المدينة، وتتميّز أغلبها بعرض وتقديم الأسماك، إلى جانب إعداد “البريك”، وبعض المأكولات التقليدية.
وتحاط المدينة من الداخل بأسوار عالية مصنوعة من الحجر هذه هي الكراكة التي تحتضن تنظيم العديد من المهرجانات الثقافية والفنية حاليا، والتي تعود نشأتها إلى أوائل القرن السادس عشر على يد شارل الخامس إمبراطور إسبانيا، والتي كانت تستخدم كبرج للمراقبة، ثم تحولت إلى الحصن على أيدي العثمانيين ثم بعد ذلك تحولت إلى سجن.
وعندما نجيبة العجيبة كما يطلق عليها في وادي الحلق صاحبة مطعم على ضفاف ميناء الصيادين، عن أهم أنواع السمك التي تلقى رواجا كبيرا والأكثر مبيعا، أجابت أن السمك بكل أنواعه أو الحوت كما يطلقون عليه في تونس كالورقة والقرنبيط وبوري والقاروس، ونوهت بأن جميع الأنواع لها مذاق خاص خاصة وأنها طازجة كما قالت من البحر إلى فمك مباشرة.
وأشارت نجيبة إلى أن أكثر ما يجلب الوافدين هو انتشار مطاعم السمك الموجودة بحلق الوادي، فيطلق عليها مدينة الأسماك التي تغري الزائرين برائحة أسماكها المشوية والمقلية الشهية، والتي تجذب الزوار ومئات الوافدين.
وعلى مقربة من مطعم نجيبه تقابلت مع سامي معتوق صياد كان يجهز شبكة الصيد الخاصة به، وبسؤاله عن أهم أنواع السمك في الشتاء أجاب أن خير الله كتير وكلما كانت الرياح قوية والنوة، كلما زادت حصيلة الصيد، ونوه بأن كل نوع يرتبط وجوده بفصل من فصول السنة، وأن حلق الوادي مشهورة بالحوت “السمك” بوجه عام، حيث إن البوري والدنيس أكثر الأنواع وجودا في الشتاء ويتراوح سعرها ما بين 10 و15 دينارا، ويكثر الجمبري والسبيط في فصل الصيف وتتراوح أسعاره ما بين 35 و40 دينارا.
وأشار إلى أن سمك التونة أيضا يعد من أكثر الأنواع طلبا؛ خاصة وأن تونس تحتل شهرة كبيرة في صناعة التونة؛ حيث أصبح مسموح بصيده مرة واحدة شهريا في فصل الشتاء، كما تعد التريليا “سمك موسى” أكثر طلبا أيضا ويتهافت عليه الجميع، لافتا إلى أنه يتم تجميع ماتم صيده ثم يتم بيعه لتجار يقوم هو بتوزيعه على المطاعم وعلى حلقات بيع السمك.
وتركته وتجولت في المدينة حيث تجملت معظم المقاهي المطلة على شاطئ الوادي بالزينة ولافتات الترحيب، التقيت بأحد العاملين بالمقهى يدعى مراد بن ياسر وعن أهم ما يميز الوادي غير السمك، أجاب بأنها أكلة البريك التي تصنع بعجين رقيق ويتم حشوه بالبطاطا والبصل والبقدونس والتين والبيض ويقلى في الزيت، ولا يمكن لأي سائح أن يغادر المدينة بدون أن يتذوقها ويشرب فنجان الشاي بالنعناع والصنوبر الحلبي بجانبها.
وأشار إلى أن أعداد الزائرين في الشتاء محدودة ولكن في الصيف تكتظ جميع المقاهي بالزوار حتى الساعات الأولى من الصباح في جلسات سمر يتخللها الاستماع إلى الأغاني التونسية والأغاني الفرنسية القديمة والاستمتاع ببحرها الممزوج برائحة الفل والياسمين الذي يباع في صورة قلائد وباقات للمصطافين والزائرين.
وعلى مقربة من القهوة تحدث أحد العاملين في مطعم سمك يدعى الشاذلي بن محمد عن مهرجان الحوت الذي يقام في المدينة في شهر يوليو من كل عام، والذي يشهد توافد عدد كبير من المواطنين والسائحين للمدينة لمشاهدة العروض الفنية والاستمتاع بأطباق الأسماك التي تتميز بها مطاعم الأسماك الشعبية والسياحية، منوها بأن هذا المهرجان يستقطب العديد من الزائرين ويتضاعف الطلب عشرات المرات على جميع الأكلات التونسية الشعبية، مشيرا إلى أن الحركة مستمرة طوال فترة الصيف ولا تنقطع أبدا، إلا أنه مع دخول الشتاء يقل الزوار والسياح.
إقرأ المزيد :
تعرف علي قصة معبد « الغريبة » في تونس والأساطير والمزاعم اليهودية حوله