الدكتورة منى صبحى نورالدين تكتب : قمة مجموعة الثماني الإسلامية.. نحو عالم متعدد الأقطاب
الاستثمار في الشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة .. وتعزيز فرص التعاون بين دول المجموعة وانتقال الرئاسة إلى مصر
تعد مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية ( D8 ) من أهم المنظمات فهى تضم مصر ونيجيريا وباكستان واندونيسيا وماليزيا وتركيا وبنجلاديش ولقد تم تأسيسها فى عام 1996 وتم الإعلان عنها فى 15 يونيو 1997 وانضمت إليها مصر فى عهد الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك فى فبراير 2001 وهى تأخذ شكل قوس خفيف محدب يبدأ من الشرق الى الغرب ويبدأ من إندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش ثم اكستان وإيران ثم تركيا ومصر ونيجيريا وهى تعد من أقوى الدول فى العالم الإسلامي .
وتهدف المنظمة إلى أن تكون على غرار المنظمات والتكتلات الإقتصادية فى العالم الغربى فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وتهدف إلى خلق فرص جديدة فى العلاقات التجارية وتعزيز المشاركة فى صنع القرار على المستوى العالمي فى كافة مجالات التنمية والعلوم والتكنولوجيا والزراعة والصحة والبيئة .
وجاءت القمة فى الانعقاد الحادى عشر لها فى مصر فى العاصمة الإدارية الجديدة فى الفترة من 12-19 ديسمبر تحت عنوان الإستثمار فى الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة نحو تشكيل اقتصاد الغد .
كما تناولت القمة على عدة جلسات موضوعات هامة مثل الشباب وقوة الدول ونقص التمويل وتفاقم الديون والهوة الرقمية والمعرفية وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة فى ظل التحديات التى يواجهها العالم والحمائية الإقتصادية والتجارية وازدواج المعايير ، وفى ظل الوقت الذى ينادى العالم أجمع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
وتسعى أهداف تلك المنظمة إلى تحقيق مبدأ الشراكات فى الإستفادة من خبرات الدول وتحقيق المبادرات المشتركة فى قطاعات عديدة مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإقتصاد الرقمى وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والزراعة والصناعات التحويلية والطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر ودعم المشروعات الصغيرة وتفعيل الشراكات من أجل تحقيق التنمية وعرض تجارب الدول والإستفادة من مراكز الفكر الاقتصادي .
ويعد استضافة مصر للقمة في عام 2024 حيث أعلن الرئيس البنجلاديشى محمد يونس تسليم رئاسة مصر للمجموعة معبرا عن ثقته الكبيرة فى القيادة المصرية وقدرتها على تعزيز الأمن والاستقرار للتنمية المستدامة وأعلنت بنجلاديش عن دعمها الكامل وغير المشروط لمصر ودعا جميع الدول الأعضاء الى التكاتف لمواجهة الأزمات الدولية المتفاقمة وسد الفجوات التى تعيق التنمية المشتركة .
كما دعا الرئيس النيجيرى إلى أهمية وضع الخطوات وحجر الأساس من أجل الوصول إلى التمكين الاقتصادي الشامل الذى يحقق الاستقرار والرخاء لدول المنظمة وتقديم خارطة طريق نحو دعم وتمكين الشباب .
ولعل ما تتميز به تلك الدول الهامة هى مواقعها البحرية الهامة التى تكاد تسيطر على تجارة العالم أجمع والمضايق البحرية الهامة والمواقع المتنوعة على المحيط الهندي والاطلسى والبحار الهامة حيث تعد كل من ماليزيا وإندونيسيا وتركيا وإيران ومصر ونيجيريا وباكستان من أهم الدول البحرية التجارية .والتى تسهم فى رفع قيمة الإقتصاد الأزرق وتنمية الموانىء البحرية ورفع حركة وقيمة التجارة البينية فيما بينها .
ولعل أبرز ما ركزت عليه المنظمة دور الشباب ودور الأزهر الشريف فى استقبال شباب دول المنظمة وتقديم المنح للدراسة فى الأزهر الشريف ولذا جاءت زيارة كل من الرئيس الاندونيسي والرئيس البنجلاديشى لجامعة الأزهر ولقاء مع الوافدين من دولهم فى رحاب الأزهر الشريف كان أكبر داعما نحو تعزيز الشراكات بين دول المنظمة ومصر فى مجال التعليم فى ظل وجود الأزهر الشريف والذى يعد أحد قوى الدولة الناعمة والانتشار الكبير للنفوذ الجغرافى لخريطة الوافدين الدارسين فى الأزهر الشريف .
* الاستاذ الدكتورة منى صبحى نورالدين : أستاذ الجغرافيا الإقتصادية ووكيل كلية الدراسات الإنسانية للدراسات العليا والبحوث جامعة الأزهر بالقاهرة.
اقرأ المزيد
“المقاولون العرب ” توقع بروتوكول اتفاق لدراسة الطريق الاستراتيجي ” تشاد – ليبيا – مصر”
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.