شاهد عظمة ملوك مصر هذا كرسي الملك “توت عنخ امون” الذي حكم قبل 3500 عام
إذا كان هذا هو كرسي الملك فكيف كان يعيش حياته؟
لم يحكم سوي 9 سنوات فقط ومات وعمره 21 عاماً فقط، أنه الملك الفرعوني توت عنخ أمون ملك مصر تلك الدولة الواقعة في شمال شرق القارة الافريقية، الذي حكم مصر في الفترة من (1336-1327 ق.م) من الأسرة الثامنة عشر.
لكن في عام 1922 قادت الصدفة وحدها البريطاني هوارد كارتر لأكتشاف مقبرة الملك توت عنخ أمون، واحتل الحدث العناوين الرئيسية بأغلب الصحف الكبرى بالعالم، إذ صاحب ذلك ظهور التحف الذهبية وغيرها من القطع الفاخرة التي اكتشفت بالمقبرة التي اعتبرت هي وكنوزها أيقونة لمصر ولا يزال اكتشافها أحد أهم الاكتشافات الأثرية حتى الآن.
وتعد مقبرة الملك توت عنخ آمون ذات شهرة عالمية، لأنها المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا.
وعلى الرغم من ثرواتها المهولة، فإن مقبرة توت عنخ آمون رقم 62 في وادي الملوك متواضعة للغاية من ناحية الحجم والتصميم المعماري مقارنة بالمقابر الأخرى في هذا الموقع وذلك بسبب وصول توت عنخ آمون إلى العرش في عمر صغير جدًا وحكم لمدة تسع سنوات فقط.
ويمكن للمرء أن يتساءل ما كان يمكن أن تحتويه مقابر ملوك الدولة الحديثة الأقوياء مثل حتشبسوت وتحتمس الثالث وأمنحتب الثالث ورمسيس الثاني، إذا كان هذا ما تحتويه مقبرة الملك الصبي.
وجدران حجرة الدفن هي التي تحمل مناظر على عكس معظم المقابر الملكية السابقة واللاحقة والتي تم تزيينها بشكل ثري بنصوص جنائزية مثل كتاب “الموتي” إمي دوات أو كتاب البوابات والتي كان الغرض منها مساعدة الملك المتوفى في الوصول إلى العالم الآخر، فقد تم رسم منظر واحد فقط من كتاب إمي دوات في مقبرة توت عنخ آمون، أما بقية المناظر في المقبرة فتصور منظر الجنازة أو توت عنخ آمون بصحبة العديد من المعبودات.
كما أن الحجم الصغير للمقبرة قد ضم حوالي 3500 قطعة أثرية تم اكتشافها والتي كانت مكدسة بإحكام شديد، هذه القطع تعكس نمط الحياة في القصر الملكي، وتشمل الأشياء التي كان توت عنخ آمون سيستخدمها في حياته اليومية مثل الملابس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور والأثاث والكراسي والألعاب والأواني المصنوعة من مجموعة متنوعة من المواد والمركبات والأسلحة وغيرها.
ومن المفارقات الكبيرة في التاريخ أن الملك الصغير توت عنخ آمون تم محو اسمه من تاريخ مصر القديمة لأنه مرتبط بالملك إخناتون الذي لم يحظ بشعبية بسبب انقلابه الديني، قد تخطت شهرته حاليًا العديد من أعظم ملوك مصر القديمة.
اليوم سنتحدث عن واحدة من مقتنيات الملك هو “كرسي الملك توت عنخ أمون”
هذا الكرسي العظيم صنع من الخشب المطلي بالذهب والفضة، والمزخرف بأحجار شبه كريمة والزجاج الملون، وتتمثل الملكة هنا على قائم الظهر، وهي تميل على الملك في حنو، على حين يرسل قرص الشمس آتون أشعته نحو الزوجين الملكيين.
وفي النحت الموجود على ظهر الكرسي يوجد صورة للملك يلبس فيها تاجا مركبا وقلادة عريضة، أما الملكة فتضع إكليلا رائعا على رأسها، هذا وقد طعمت أجسام الملك والملكة بالزجاج الملون، في حين غشيت الأجسام بالفضة محاكاة للكتان الأبيض.
وتتمتع المقدمة من ذراعي العرش بحماية أسدين يحميان اسم الملك، وقد زود العرش بمسند للأقدام من الخشب، محفور عليه صور رمزية لأعداء مصر الشماليين والجنوبيين، والمعروفين باسم الأقواس التسعة، وهم مربوطين وممددين على الأرض في إذلال، أما الطيور المصورة، المعروفة باسم رخيت، والتي تشير إلى عامة الشعب، فهي ممثلة هنا تحت سيطرة الملك.
اقرا ايضا:-مصر..إفتتاح معرض “من سانت بطرسبرغ إلى أسوان: بروسيا بحضور السفير المصري
“حواس” يعمل علي تشكيل فريق يضم مفكرين ومثقفين لإستعادة رأس نفرتيتي من ألمانيا لمصر
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.