ماكرون في جيبوتي وإثيوبيا .. هل نقلت فرنسا الرهان إلي شرق إفريقيا ؟
أنهي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت جولة في شرق إفريقيا والتي بدأها بزيارة جيبوتي ثم إثيوبيا , والتي جاءت بعد خسائر متتالية لـ فرنسا في مناطق نفوذها في مستعمراتها السابقة في منطقة الساحل وغرب إفريقيا , التي خرجت واحدة تلو الأخري عن العباءة الفرنسية .
ووفقا لكثير من المحللين تبحث فرنسا عن مناطق نفوذ جديدة لها في القارة الإفريقية خاصة في شرق وجنوب إفريقيا وهي الدول الناطقة باللغة الإنجليزية إنطلاقا من قاعدتها الكبري في جيبوتي .
وخلال لقاءه مع رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله , شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت على أهمية الوجود العسكري لبلاده في جيبوتي من أجل تطوير استراتيجيته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ , وقال ” هذا الوجود في جيبوتي موجّه أيضا نحو منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ، واستراتيجيتنا الجديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتي تم تعزيزها منذ ربيع عام 2018 لا يمكن تنفيذها بدون القوات الفرنسية في جيبوتي”.
وأمام الجنود الفرنسيين الذين شاركهم عشاء عيد الميلاد الجمعة، أكد ماكرون أن القاعدة الفرنسية في جيبوتي التي تؤوي 1500 جندي وهي تعد أكبر قوة فرنسية في الخارج والوحيدة التي لم تتأثر بقرار باريس في السنوات الأخيرة خفض وجودها العسكري في القارة الأفريقية، ستعمل على “إعادة ابتكارها” لتكون “نقطة انطلاق” لـ “مهمات” في أفريقيا.
تراجع النفوذ الفرنسي
ويقول الدكتور محمد تورشين الصحفي والخبير في الشؤون الإفريقية لـ ” أفرو نيوز 24 ” : إن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى شرق افريقيا , وبالاخص زيارة جيبوتي تأتي للتأكيد على العلاقات الجيدة التي تتمتع بها فرنسا مع جيبوتي لا سيما بعد تراجع النفوذ الفرنسي في الساحل الإفريقي , والتي الآن أكبر قاعدة للقوات الفرنسية موجودة خارج التراب الفرنسي , مضيفا ” فبالتالي الزيارة مهمة جدا لتوطيد العلاقات والاستمرار في الاتفاقية التي جعلت فرنسا حاضرة في جيبوتي , باعتبار أن جيبوتي ذات اهمية استراتيجية تربط بين الجانب الافريقي , وأعني هنا شرق افريقيا وكذلك تداعيات وتأثير ذلك على أمن البحر الأحمر وتأثير ذلك على أمن الخليج العربي .
وشدد تورشين علي أن جيبوتي مهمة جدا وجود القوات الفرنسية فيها في قاعدة متقدمة يعني بأن فرنسا حاضرة وتسهم بشكل أو بآخر في أمن البحر الأحمر والخليج العربي.
وأكد الدكتور محمد تورشين أن فرنسا من قبل لديها موطأ قدم في شرق إفريقيا لكن تسعى بشكل أو بآخر إلى تعزيز نفوذها لا سيما في البلدان الغير ناطقة بالفرنسية ومؤخرا أعلنت فرنسا استراتيجيتها الجديد لتعزيز علاقاتها مع تلك الدول غير الناطقة بالفرنسية مثل أنجولا وموزمبيق وكذلك اثيوبيا وكينيا ومن قبل غينيا بيساو , إلى حد ما قبل الحرب كان السودان.
وقال ” فبالتالي هذه هي استراتيجية فرنسية تسعى بشكل أو بآخر في التوسع في الدول الناطقة بغير الفرنسية وبالتالي دول شرق وجنوب افريقيا هي من أكثر الدول غير الناطقة بالفرنسية.
وتوقع الدكتور محمد تورشين انه في مقبل الايام فرنسا ستركز نفوذها او حضورها في تلك الدول لا سيما في القطاعات الاقتصادية والاستثمارات و لا سيما وأن فرنسا تمتلك شركات تمتلك تقنيات متطورة في استخراج النفط والغاز فضلا عن قطاع الاتصالات والقطاعات العسكرية والامنية فبالتالي ربما تجد فرص في دول شرق أفريقيأ .
أخطاء فرنسا السابقة
وردا علي سؤال حول ما اذا كانت باريس استفادت من أخطاءها السابقة , أكد الدكتور محمد تورشين الصحفي والخبير في الشؤون الإفريقية ” إن فرنسا استفادت بشكل أو بآخر من من التحديات التي واجهتها إبان وجودها في الساحل الإفريقي في ظل التنافس الذي حدث بينها وبين القوى الأخرى وعلى رأسها روسيا أعتقد أنه بلا شك فرنسا ستجد تحديات .. وإفريقيا هي الآن أصبحت مسرح من مسارح الصراع بين القوى العظمى وكذلك القوى الإقليمية شرق إفريقيا تنشط فيه الكثير من القوى على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتركيا فبلا شك وجود فرنسا سيحاول بشكل أو بآخر في دخولها في مواجهات لا سيما وأن روسيا أيضا حاضرة في موزمبيق وهنالك أيضا بعض التقارير التي تتحدث بأنها حاضرة في مناطق شرق الكونغو و مضيفا ” على كل حال القارة الإفريقية لن تكون في منأى عن التجاذبات والصراعات الاقليمية والدولية .
إقرأ المزيد :
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.