السودان : قوي الحرية والتغيير : مقتل متظاهر في مليونية ” ٢٥ اكتوبر ” .. وبيان الشرطة مردود عليه
اعتبرت قوي الحرية والتغيير جناح المجلس المركزي القيادي أن بيان الشرطة السودانية الذي اتهم الحركة الجماهيرية ومقاومتها السلمية وخروج مواكبها المناهضة لقرارات الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ ، بأنها تتضمن تشكيلات عسكرية ومجموعاتٌ منظمة مسلحة، هو إتهام مردود على سلطة الخرطوم التي ظلت تستخدم كل أنواع العنف المفرط والقمع والقتل بالرصاص الحي و المتناثر (الخرطوش) والدهس و تم إثبات ذلك عبر التوثيق المستمر من قبل وسائل الإعلام والصحافة وتوثيق الثوار و الثائرات السلميين على مدى سنةٍ كاملة.
وقالت قوي الحرية والتغيير في بيان اصدرته اليوم ” نعتبر البيان الذي أصدرته الشرطة السودانية، بمثابةِ تهديدٍ واستمرارٍ للعنف و التبرير له ووضع إطار له من خلال مؤسسات السلطة و أجهزتها الأمنية والعسكرية، حيث أن هذه السلطة فشلت تماماً منذ يومه الأول في تشكيل اى حكومة ، مشيره إلي أن الحديث عن الجهاز التشريعي في البيان هو طلبٌ لإستصدار قرارتٍ من داخل سلطة الأمر الواقع المتمثلة في مجلس السيادة لمنحهم ضوءً أخضر لرفع وتيرة العنف والإفلات من العقاب، وهي جرائم موثقة سيتم محاسبة مرتكبيها والقصاص منهم لامحالة.
واكدت قوي الحرية والتغيير أن مواكب ٢٥ أكتوبر التي إنتظمت مدن وقرى السودان المختلفة مرة أخرى أثبتت أن السلطة التي استولت على الحكم منقلبةً على الثورة فاقدةٌ للسند و التأييد الشعبي وأنها مرفرضةٌ من الشعب السوداني رفضاً تاماً، وأن الفعل المقاوم سلمياً وبآلياتهِ المدنية يفرض حصاراً مُحكماً على سلطة الانقلاب جعلها تتجه لإستخدام العنف المفرط والقمع والقتل دهساً وبإطلاقٍ عشوائي للرصاص، ارتقت إثر ذلك روح شهيدٍ بأمدرمان، وهو مسلك درجت عليه الأجهزة الأمنية والعسكرية وخاصةً الشرطة والتي توظف إمكانياتها لمنسوبيها وتمنحهم الإذن لإرتكاب تجاوزات و إنتهاكات وأعمال عنفٍ طيلة سنة كاملة.
وقال البيان ” نؤكد في قوى الحرية والتغيير على موقفنا المعلن في الرؤية السياسية المفصلة بالسعي مع جماهير شعبنا الرافض للانقلاب لإسقاطهِ وإنهاء سلطته عبر الضغط الجماهيري و آليات المقاومة المدنية والسياسية والضغط الإقليمي والدولي و الحل السياسي المُفضي إلى تأسيس وضع دستوري جديد يُحقق مطالب الثورة و الحركة الجماهيرية بتسليم السلطة للمدنيين كاملةً، وإنجاز مهامها في تفكيك نظام ٣٠ يونيو ١٩٨٩ وإسترداد الأموال العامة وإصلاح المنظومة العدلية و إصلاح وهيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية ودمج قوات الحركات المسلحة والمليشيات في جيش مهني قومي واحد ، وإصلاح مؤسسات الدولة المدنية وتحقيق العدالة والمحاسبة و السلام، وهي المطالب التي رفعتها الحركة الجماهيرية بوضوح ٍ في مواكب ٢٥ أكتوبر ولا سبيل لإنجازها وصولاً لدولةٍ مدنية و ديمقراطية حديثة بسلطة مدنية كاملة قاعدتها القانون إلا بإنهاء هذا الانقلاب.
ودعت قوي الحرية والتغيير جميع الثائرات و الثائرين وقوى الثورة الرافضة للانقلاب للاستمرار في تنويع آليات المقاومة المدنية و السلمية المختلفة من خلال تسيير المواكب السلمية والاحتجاجات والإلتزام الكامل بالسلميةِ التى لم تغب يوماً عن الحراك الجماهيري منذ اربع سنواتٍ مضت وتوحيد الجهود والعمل المشترك لتحقيق المطالب وأهداف الثورة .
في السياق ذاته قال حزب المؤتمر السوداني : لقد فاضت شوارع الوطن التي لا ولن تخون في مليونية ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٢م الذكرى الأولى للانقلاب الخديج ، بسيول ثورية سلمية عاتية ، حيث هب السودانيات والسودانيون من كل حدب وصوب في عديد المدن والقرى والحلال والفرقان ، ليسمع زئير حناجرهم من به صممُ ، مضيفا ” ان نحن الشعب صاحب السلطة ومصدر الشرعية ، و ان لا بقاء لسلطة الانقلابيين والانتهازيين وفلول النظام البائد ، فهم ذاهبون لا محالة ، وان استكمال عملية التحول المدني الديمقراطي تحت قيادةٍ مدنية صرفة هو قرار الشعب وقواه الثورية مجتمعة ، فلا إرادة تغلب إرادة الجماهير الأبية ، غير ان الانظمة الاستبدادية لا تسمع سوى صدى أصواتها المنكره ، ولا تعي الدروس والعبر التي سطرها هذا الشعب المناضل في جنبات صفحات التاريخ السوداني القديم والحديث ، فلا الحاويات أجدت نفعاً ، ولا قطع شبكة الانترنت حال دون تدفق سيول الجماهير الجارفة ، فلم تتورع السلطة الانقلابية عن إعمال آلة قمعها البغيضة ، فسقت دماء شهيد ثائر أديم أرضنا العنود ، ليلتحق بمئات الشهداء الكرام الذين فدوا الحرية والسلام والعدالة بأغلى ما يملكون ، فضلاً وقوع عشرات الاصابات بين صفوف الثائرات والثوار الأحرار .
وتابع البيان ” إننا في حزب المؤتمر السوداني نترحم ابتداءً على روح الشهيد البطل ، ونرسل جزيل الدعاء للمصابين بالشفاء العاجل ، ولا يستقيم لنا إلا ان نزهوا فخراً بجسارة وصمود السودانيات والسودانيين الأحرار ، و بوحدتهم الأخاذة خلف أهداف وطنية نبيلة ، فهذا الشعب العظيم صاحب الإرادة الفولاذية والعزيمة الصلبة يستحق ان ينعم بحياة كريمة تليق بجزيل تضحياته ، وإنا ماضون في درب الخلاص جولة بعد جولة ، رفقة شعبنا وقواه الثورية ، لن يكسر شكوتنا قمع ولا بطش ، فنحن على العهد باقون حتى تمام النصر .
»» الداخلية السودانية : نتعامل مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة تتبنى العنف والتخريب
وأصدرت وزارة الداخلية بيانا صحفيا بخصوص حراك الخامس والعشرين من اكتوبر أوضح فيه الناطق الرسمي باسم الشرطة كافة التفاصيل .
واوردت وكالة الأنباء السودانية نص البيان الذي قالت فيه الشرطة السودانية ” إشارة للحراك المعلن صباح أمس قامت قوات الشرطة بتنفيذ خطة لجنة شئون الأمن بالعاصمة وذلك بنشر القوات لتأمين المواقع الإستراتيجية وحماية المواكب السلمية وفق التعليمات التي صاحبت الخطة والإرشادات والتحذيرات التي وجهت للمواطنين ولقد تابعنا التجمعات من الأحياء بالقطاعات الثلاثة ( الخرطوم – بحري – امدرمان) حتى وصولها للمواقع الفاصلة المحيطة بالمواقع الإستراتيجية وتم التعامل بالغاز وخراطيم المياه بحضور المراقبين والمستشارين المنتدبيبن من النائب العام ووزارة العدل إلا أننا ومنذ الساعات الأولى للتعامل واجهنا الاتي :
واضافت الشرطة السودانية في بيانها ” أننا نتعامل مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة تتبنى العنف والتخريب وتحمل اعلام بألوان ( أحمر – أصفر – أسود – أزرق) وشعارات تدعو للعنف بزي موحد لكل مجموعة (فنايل – خوز – كمامات قفازات – نظارات) ويحملون أدوات كسر وقطع وتتبعهم دراجات نارية مجهولة تسليح كامل وموحد بالدرق والغاز والملتوف والخوازيق المصنعة وشنط جراية في الخلف .
وتابع البيان ” قادة الجماعات يوجهون ويصدرون التعليمات للمجموعات بأسلوب الكر والفر وقطع الطرق والاعتداء علي المواقع العسكرية بصورة متكرره داخل حرم المنطقة العسكرية بعتادهم (المستشفي العسكري والمرضى) ، مشيراالي تبني العنف والتعتدي على مركبات الإطفاء وتمنعها من أداء واجبها . واكدت الداخلية السودانية أن ما ذكر يدل على أنهم غير مدنيين ويؤكد ذلك خلو المواكب من الإعلام و الشعارات الحزبية والسلمية مع غياب الذين دعو للحراك لتحمل المسئولية وإصرار المتفلتين على التدمير والتخريب يدل على المؤامرة وإنتمائهم لجماعات وتنظيمات غير مشروعة لا تريد الإعلان عن نفسها
واكدت الشرطة السودانية أن ماحدث هو تأكيد لمعلوماتها بوجود جماعات منظمة ومتمردة ومتفلته وخلايا نائمة تستخدم السلاح الأبيض والناري وعبوات ناسفة تستهدف أمن العاصمة تحت تأثير المخدر والمواد السامة وجدت ضالتها في المواكب وتعمل لتحقيق أهدافها تحت غطاء سياسي
وقالت الداخلية السودانية في بيانها ” ماذكر تؤكده سجلاتنا الجنائية للجرائم والمضبوطات خلال العام الماضي وهو واقع بشهادة الجميع وعلى مراى ومسمع المنظمات الإقليمية والدولية وممثلي دول العالم اننا نناشد قادة الحراك بتحديد موقفهم من هؤلاء الذين يدعمون التفلت والخراب وتدمير الممتلكات وزعزعة الأمن وبين الاحتجاج السلمي والتنظيم الحزبي المشروع للمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار
و ناشدت الداخلية السودانية وزارة العدل السودانية والجهاز التشريعي بفرض إجراءات إستثنائية لتمكهاا من مواجهة تلك الجماعات لحسم الفوضي وردع وتقديم الجناة للعدالة الناجزة والمحاكمات الإيجازية في مواجهة الجرائم ضد الدولة وحيازة الأسلحة والمخدرات وإيواء المتفلتين لبسط هيبة الدولة وإحكام سيادة القانون حفاظاً على أمن الوطن والمواطن .
وخرج آلاف السودانيين في العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من المدن السودانية الأخري امس الثلاثاء في تظاهرات حاشدة دعت قوي سياسية ولجان المقاومة للمطالبة بسلطة مدنية كاملة ، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بتسليم الحكم للمدنيين واستكمال مسيرة التحول الديموقراطي .
وفي خطوات استباقية قامت السلطات السودانية باتخاذ عدد من الإجراءات علي رأسها قطع خدمات الانترنت وغلق الجسور .
وأكدت السلطات السودانية المختصة حرصها على حماية المشاركين فى المواكب والمسيرات السلمية التى تعبر عن إرادة الشباب ، مشيرة إلي ان الأجهزة الأمنية السودانية تعمل من أجل حفظ أرواح وممتلكات المواطنين وأمنت على حق كافة الشرائح المشاركة في المواكب بممارسة التعبير السلمي الذى كفله القانون .
واهابت السلطات السودانية في بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية سونا ، بعدم المساس بالممتلكات العامة والمرافق الحكومية والسيادية ، ودعت المشاركين الإلتزام بالسلمية وتبليغ الجهات المختصة عن أي ممارسات خارجة عن القانون في أوساط المشاركين حتى لا تخرج المواكب عن سلميتها تفاديا لوقوع أي خسائر في الأرواح و الممتلكات .
كما أعلنت ضمن الإجراءات الأمنية إغلاق جميع الجسور النيلية بولاية الخرطوم عدا جسري سوبا و الحلفايا.
وذكرت تقارير إعلامية أن صدامات وقعت بين الأمن السوداني والمتظاهرين حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين
وفي سياق ردود الأفعال الدولية علي أحداث الاشتباكات القبلية التي شهدتها إقليم النيل الأزرق وراح ضحيتها حوالي ٢٠٠ قتيل ، أعرب الأمين العام أنطونيو جوتيريش عن قلق عميق إزاء تصاعد العنف القبلي في منطقة ود الماحي ومدينة الدمازين في اقليم النيل الأزرق في السودان في الأيام الأخيرة.
ودا جوتيريش في بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ، إلى وقف فوري لأعمال العنف .
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة السلطات السودانية إلى “إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف القبلي هذه وغيرها لكفالة محاسبة المسؤولين عنها.
»» الهادي إدريس : الذين يهاجمون اتفاق جوبا لسلام السودان، لم يطلعوا جيدا على مضامينه
وفي سياق آخر ألتقي عضو مجلس السيادة الإنتقالي رئيس الجبهة الثورية دكتور الهادي إدريس مساء الثلاثاء بامانة حكومة ولاية جنوب دارفور، اطراف العملية السلمية الذين وقعوا اتفاق جوبا لسلام السودان.
وقدم إدريس ، شرحاً مفصلاً حول سير تنفيذ الاتفاقية ، والصعوبات التي تواجهها في تنفيذ عددٍ من بنودها.مؤكداً الحرص على تنفيذ كافة البنود، ترسيخاً لدعائم السلام، والذي يعتبر مهماً ليس لدارفور فحسب وإنما لكل ولايات البلاد.
وأشار عضو مجلس السيادة، الى تنفيذ جزءٍ كبير من بند الترتيبات الأمنية، مبيناً ان البنود الأخرى تحتاج إلى إكمال إنشاء الآليات التي تساهم كثيرا في تنفيذها.
ودعا دكتور الهادي ادريس، اطراف العملية السلمية لتوحيد كلمتهم والتمسك بخيار السلام الذي يمهد الطريق لبناء سودان آمن ومستقر خلال المرحلة المقبلة.
وقال “إن الذين يهاجمون اتفاق جوبا لسلام السودان، لم يطلعوا جيدا على مضامينه”، مؤكداً عدم وجود اي اتفاق تم في الخفاء بين الموقعين على إتفاق جوبا لسلام السودان، حسب زعم الكثير من منتقديه.
ولفت د. الهادي الى ان الاتفاق نجح في تأمين وحماية الموسم الزراعي بولايات دارفور، مما دفع كثير من النازحين للعودة الى قراهم ومناطقهم الأصلية، ونوه الى حرصهم على معالجة التحديات والصعوبات التي تواجه الاتفاق في كافة بنوده.
الى ذلك تناول المتحدثون من اطراف العملية السلمية، عدداً من المحاور والبنود التي لازمها البطء في تنفيذ اتفاقية جوبا لسلام السودان، مشيرين الى أهمية الإسراع في معالجتها، وأكدو تمسكهم وحرصهم على تنفيذ الاتفاق الذي يشكل أرضية جيدة، لترسيخ دعائم السلام والإستقرار ، ويمهد الطريق لتحقيق نهضة وإعمار السودان.
يذكر أن اطراف العملية السلمية التي وقعت على اتفاق جوبا لسلام السودان، شملت حركة جيش تحرير السودان المجلس الإنتقالي برئاسة د. الهادي إدريس والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال برئاسة مالك عقار إير، وتجمع قوى تحرير السودان برئاسة الطاهر ابو بكر حجر، وحركة العدل والمساواة برئاسة د. جبريل إبراهيم ،وحركة جيش تحرير السودان برئاسة مني اركو مناوي، والتحالف السوداني برئاسة خميس عبد الله أبكر .