مصرفي عن إيداع قطر مليار دولار لدى المركزي المصري: لا عشاء مجانيا

قال دكتور هاني أبو الفتوح، خبير شئون القطاع المصرفي المصري، إن إيداع قطر مليار دولار لدى البنك المركزي المصري يذكرنا بمقولة السير وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا “ليس هناك أصدقاء دائمون، ولا أعداء دائمون، ولكن توجد مصالح دائمة”.

عودة العلاقات بين مصر و قطر بعد قطيعة دامت لسنوات

أضاف أبوالفتوح في مقال رأي له نشرته إحدى المنصات الإلكترونية، إن استئناف العلاقات الكاملة بين المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين من جهة ، وقطر من جهة أخرى في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي عقدت في مدينة العلا السعودية، وعودة العلاقات بين مصر و قطر تدريجيا إلى أن توجت الزيارات المتبادلة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عودة العلاقات بعد قطيعة استمرت عدة سنوات تخللها توترات دبلوماسية وإعلامية بين البلدين.

ولفت إلى أن المصالح المشتركة والتحديات التي تواجهها دول المنطقة هي التي دفعت إلى نبذ الخلافات، والالتفاف نحو مواصلة التعاون الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري بين الأشقاء في دول الخليج العربي.

مصر تواجه ظروفا صعبة

أوضح خبير شئون القطاع المصرفي المصري، أن مصر مازالت تواجه ظروفاً اقتصادية صعبة تفاقمت بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقادت ندرة المعروض من العملات الأجنبية، ونزوح الأموال الساخنة الحكومة المصرية إلى طلب المساعدة من الأشقاء في دول الخليج ، في محاولة مضنية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

تعهدات من قطر والسعودية والإمارات بضخ 22 مليار دولار لدعم الاقتصاد المصري

وتعهدت قطر والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا بضخ استثمارات في الاقتصاد المصري بنحو 22 مليار دولار.

 

أشار إلى أنه بالفعل تم إبرام بعض الصفقات ، بينما لا يزال البعض الآخر في طور المفاوضات والإعداد، وعلى وجه الخصوص، لم تتحقق الاستثمارات القطرية الجديدة حتى الآن، على الرغم من بوادر المفاوضات الجادة بين الصندوق السيادي القطري والصندوق السيادي المصري.

بين أن مبادرة قطر بإيداع مليار دولار لدى البنك المركزي المصري، يأتي في ظل حاجة ملحة لتوفير العملة الأجنبية لسداد الالتزامات المالية العاجلة وتوفير الواردات السلعية في الأسواق بعد فترة اضطراب منذ شهر فبراير الماضي.

وأودع صندوق الثروة السيادية القطري مليار دولار لدى البنك المركزي المصري، على خلفية الاقتراب من صفقة للاستحواذ على حصص حكومية في بعض الشركات الكبرى. ويرتبط هذا المبلغ بتعهد قطر في شهر مارس الماضي على ضخ استثمارات وشراكات بقيمة إجمالية تصل إلى 5 مليارات دولار خلال الفترة المقبلة.

أوضح أن المصلحة المشتركة هي الدافع المحرك في سيناريو الاستثمارات الخليجية في مصر، حيث إن الصناديق السيادية الخليجية حققت فوائض مالية هائلة بسبب الارتفاعات الكبيرة في أسعار النفط والغاز الطبيعي التي اشتعلت بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، و كذلك تداعيات فيروس كورونا.

 

وتسعى دول الخليج لاقتناص فرص استثمارية مربحة في مصر ذات التعداد السكاني الذي تجاوز 102 مليون نسمة، ما يخلق سوق واعدة بسبب حجم الطلب الهائل من السوق المحلي.

أبو الفتوح: لا عشاء مجانيا في هذا العالم

وقال أبوالفتوح: تلقى الاقتصاد المصري خلال 2022 ضربات قاسية جعلته يبحث عن مصادر دعم دولي و إقليمي، فلا شيء في هذا العالم يسمى “عشاء مجاني”. إنها المنافع المشتركة التي يجب أن تتبادلها الحكومات لتحقيق الأفضل لشعوبها.