السودان .. التوقيع علي الإتفاق الإطاري الإثنين لإنهاء أزمة سياسية استمرت علي مدي أكثر من عام
اتصالات مكثفة
كانت الساحة السياسية السودانية شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تطورات هامة ، حيث جرت اتصالات ولقاءات مكثفة بين الفرقاء السودانيين ( المكون المدني والمكون العسكري ) لمحاولة التوصل لاتفاق إطاري ، لإنهاء الأزمة السياسية التي يشهدها السودان ، وهناك حالة من التفاؤل بقرب التوقيع علي الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكد الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القومي أن التفاهمات الحالية بين القوي السودانية المتعلقة بالاتفاق الإطاري وصلت لمراحل متقدمة، مشيرا إلي إنه لم يتم تحديد موعد نهائي للتوقيع علي هذا الاتفاق .
وقال الأمين العام لحزب الأمة القومي في تصريحات خاصة ل ” أفرو نيوز 24 ” : أن الاتفاق الإطاري يقوم علي مرتكزات أساسية خاصة مسودة الدستور الذي أطلقته اللجنة التيسيرية لنقابة المحامين السودانيين ، إضافة الإعلان السياسي لقوي الحرية والتغيير.
ولفت الواثق البرير إلي أن من أهم المبادئ التي يتضمنها الاتفاق الإطاري ، الأسس والمبادئ للدولة السودانية وأجهزة الدولة في الفترة الانتقالية ، إضافة إلي العلاقة بين المكونين المدني والعسكري ، وكيفية إنهاء الفترة الانتقالية وصولا إلي الانتخابات .
وردا علي سؤال حول مدي وجود توافق بين قوي الحرية والتغيير بشأن الاتفاق الإطاري ، قال الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة القومي ” نؤكد مرة أخري أن هذا الاتفاق ليس ثنائيا ، بمعني أنه لا يخص الحرية والتغيير وحدها .
واضاف ” الحرية والتغيير ليست الطرف الوحيد ، ولا تمثل وحدها كل الشعب السوداني ، موضحا أن الجهود تنصب لتشكيل جبهة مدنية عريضة تتمثل فيها جميع الكيانات والقوي السياسية ولجان المقاومة و الأجسام المهنية ، بحيث يكون هناك تمثيل واسع وعريض لكل القوي المدنية .
وجدد الواثق البرير تأكيده علي أنه ليس هناك اي صيغة ثنائية إنما جبهة عريضة وتحالف يضم كل قوي الانتقال ولجان المقاومة .
وأشار إلي وجود محاولات واتصالات مع أطراف اتفاقية سلام جوبا ، كاشفا في هذا الصدد عن أن طرفي جبريل إبراهيم ومني مناوي لا يزالون يمانعون.
وقال الأمين العام لحزب الأمة القومي ” نحن ماضون في جمع أكبر قوة مدنية عريضة لإخراج هذا البلد من هذه الازمة ، مؤكدا أن أغلب القوي المدنية مع هذا الاتفاق الإطاري ، ولا تزال تجري اتصالات مع قوي سلام جوبا .
وردا علي سؤال حول ما يمكن أن تدفع عودة مولانا محمد عثمان الميرغني للخرطوم في الدفع نحو التوصل للاتفاق الإطاري ، قال الواثق البرير ” إن السيد محمد عثمان الميرغني مرحب به بلده وهو يمثل قيادة لقسم كبير في السودان ، ونأمل أن تساهم عودته في المضي قدما للوصول الي تفاهمات بين كافة القوي السودانية والمساهمة في خروج الوطن من أزمته .
وكان الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي جدد تعهدات القيادة العسكرية السودانية بالانسحاب من المشهد السياسي حال توافق القوى السياسية، لتتفرغ القوات المسلحة السودانية والدعم السريع للاستمرار في إعادة ترتيب صفوفها ومراجعة تنظيماتها وتتهيأ لتحديات المستقبل.
وقال البرهان في لقاء جمعه مع كبار القادة بالقوات المسلحة السودانية ورؤساء الدوائر بقوات الدعم السريع الأربعاء الماضي , ” أن أي صيغة تضمن تماسك السودان وتحفظ كرامة القوات النظامية بما يمكنها من القيام بواجباتها الوطنية، وتأتي بحكومة مستقلين غير حزبية، وتتوافق عليها القوى السياسية ستكون مقبولة من قبل القوات المسلحة، مشددا على أنه لا تفريط في وحدة المؤسسة العسكرية السودانية بمافيها قوات الدعم السريع.
وأكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن القوات المسلحة السودانية لم توقع على أي اتفاق ثنائي مع أي جهة , وقد حيا البرهان الضباط والجنود المرابطون على كافة ربوع السودان وهم يؤدون واجباتهم بلا من أو أذى.
وإستعرض رئيس مجلس السيادة تطورات الأوضاع السياسية بالبلاد مؤكدا على موقف القوات المسلحة الثابت بالوقوف مع تطلعات الشعب السوداني منذ أبريل 2019 ومشددا على ألا تراجع عن ذلك الموقف.