ممثل الأمم المتحدة : الخطوة الأولى نحو الاستقرار في ليبيا تكمن في منح 2.8 مليون ليبي فرصة الإدلاء بأصواتهم بحرية
دعا ممثل الأمين العام الخاص لليبيا السيد عبد الله باتيلي إلى ضرورة أن نعقد العزم على مساعدة الليبيين للاحتفال بعام 2023 باعتباره منطلقا لعهد جديد من خلال صعود المؤسسات الشرعية عبر انتخابات حرة ونزيهة.
وقدم باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل)- إحاطة افتراضية عبر تقنية الفيديو إلى مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة ، وقال ” إنه ومنذ آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن في 15 نوفمبر، واصل حواره مع أصحاب المصلحة الليبيين والشركاء الدوليين لدفع العملية السياسية قدما وإحياء المسار الانتخابي وفقا لقرار مجلس الأمن 2656.
وأوضح أنه جدد التأكيد على أن الخطوة الأولى المهمة نحو الشرعية والأمن والاستقرار المستدام تكمن في منح 2.8 مليون ليبي مسجلين للتصويت فرصة الإدلاء بأصواتهم واختيار قادة بلادهم المستقبليين بحرية في سبيل فتح حقبة جديدة لليبيا، ولجيرانها وللمنطقة.
واضاف “لقد حثثت قادة مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، على التسامي فوق المصالح الشخصية والجماعية، والعمل بشكل بناء من أجل وضع اللمسات الأخيرة على الأساس الدستوري للانتخابات، في إطار زمني محدد جيدا، بما يتماشى مع التطلعات الملحة لغالبية مواطني ليبيا”.
إنجازات على المسار الأمني وقليل من التقدم على المسار السياسي
وعلى عكس المسار السياسي، أظهر المسار الأمني والعسكري- تحت قيادة اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5- إرادة أقوى لإحراز تقدم نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسات الأمنية في البلاد على حد تعبير باتيلي ، حيث قال “نتج عن العمل على المسار الأمني بعض الإنجازات البارزة، ويبني المسار الاقتصادي بعض الزخم الذي يمكن البناء عليه. ومع ذلك، فإن المسار السياسي يظهر القليل من بوادر التقدم”.
وفي سبيل إحراز تقدم على الجانب السياسي، سلط مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا الضوء على ثلاث نقاط رئيسية ، حيث دعا مجلس الأمن والدول الأعضاء إلى ممارسة الضغط على القادة السياسيين في البلاد على وجه السرعة لوضع اللمسات الأخيرة على الأساس الدستوري.
وقال ” إن الخلاف المستمر بين رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الأعلى للدولة حول عدد محدود للغاية من أحكام الأساس الدستوري لم يعد بمثابة تبرير لاحتجاز دولة بأكملها كرهينة.
واضاف ” نحن بحاجة إلى التفكير بشكل خلاق في سبل ضمان تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشفافة ومتزامنة وإجرائها في ظل إدارة واحدة وموحدة ومحايدة، وأن يستقيل أولئك الذين يرغبون في الترشح من وظائفهم الحالية لإنشاء تكافؤ الفرص.
وأشار إلي محاسبة الأفراد والكيانات الذين يتصرفون أو يدعمون الأعمال التي تمنع أو تقوض إجراء الانتخابات، وهذا ينطبق على الأفعال المرتكبة قبل وأثناء وبعد الانتخابات.
مقتل 39 شخصا بسبب المتفجرات
وقال ” لا يزال انتشار الأسلحة تحت سيطرة مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية ووجود المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة يشكلان تحديا خطيرا لسلامة وأمن الليبيين ويقوضان الجهود المبذولة لتوحيد المؤسسات الأمنية في البلاد .
واضاف “في هذا العام وحده، تسببت حوادث المتفجرات من مخلفات الحرب في مقتل وتشويه 39 شخصا، من بينهم 11 طفلا. حوالي 76 في المئة من المتضررين كانوا من المدنيين”.
دعوة إلى مكافحة العنف ضد المرأة في ليبيا
وبالتزامن مع اختتام حملة الـ 16 يوما من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، دعا مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا جميع الأطراف المعنية في ليبيا إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات بجميع أشكاله على الإنترنت وخارج الإنترنت.
كما دعا إلى اعتماد قوانين من شأنها أن توفر الحماية للنساء والفتيات ضحايا العنف، مؤكدا أن العنف ضد المرأة ليس ظاهرة منعزلة، ويأتي انتشاره بسبب التشرذم المؤسسي الليبي وعدم كفاية الأطر القانونية.
وفي إشارة إيجابية، أصدرت حكومة الوحدة الوطنية في 19 أكتوبر قرارا يمنح أبناء الليبيات المتزوجات من غير ليبيين، إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة. كما أنها ألغت متطلبات التأشيرة لأبنائهن.
ووصف الممثل الأممي ذلك القرار بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح تحتاج إلى مزيد من التعزيز من خلال اعتماد القوانين ذات الصلة وتعزيز المؤسسات. وحث السلطات المعنية على الاستمرار في اتخاذ جميع التدابير اللازمة واعتماد القوانين التي تحمي وتعزز حقوق المرأة والطفل.
القيود على حركة المنظمات الإنسانية
وأعرب رئيس بعثة أونسميل عن قلقه بشأن العوائق البيروقراطية الجديدة والقيود المفروضة على الحركة التي تواجهها المنظمات الإنسانية والتي تعيق وصول المساعدات الإنسانية وإيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى النازحين داخليا وكذلك الآلاف من المحتجزين دون إصدار حكم في جميع معسكرات الاعتقال في جميع أنحاء البلاد.
ودعا السلطات الليبية إلى تسهيل تجديد تسجيل المنظمات الإنسانية الدولية غير الحكومية والإسراع بالموافقة على التأشيرات لموظفيها العاملين في ليبيا.
مندوب ليبيا: مجلس الأمن أخفق في تحديد المسؤولين عن إفشال الانتخابات
مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، طاهر السني قال ” إن الأسبوع المقبل يصادف مرور سنة على الموعد الذي كان مقررا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر من العام الماضي.
واضاف ” إن جميع الليبيين كانوا يتطلعون لعرس ديمقراطي أملا في الخروج من دوامة العنف التي استمرت لسنوات وبداية لإنهاء كافة المراحل الانتقالية السابقة.
واتهم مجلس الأمن بالعجز عن تحديد المعرقلين والمسؤولين سواء محليا أو دوليا ومن كان وراء إفشال هذه الانتخابات، قائلا إن الناس فقدوا الأمل ودخلت البلاد في حالة من اليأس.
وقال السفير الليبي إن الأطراف دخلت مربع الانقسام الحاد من جديد وحدث جمود في العملية السياسية برمتها وتساءل قائلا: “هل هناك جدية للعمل معنا للخروج من هذه الحلقة المفرغة”.
وتابع: “ليس أمامنا اليوم إلا أن نكرر لكم وللسيد باتيلي مرة أخرى في إحاطاتنا السابقة وذلك ألا نعيد من جديد نفس أخطاء الماضي ونتوقع نتائج مختلفة”.
SRSG Abdoulaye Bathily’s Remarks to the Security Council Meeting on Libya: https://t.co/VXaJiEif2R pic.twitter.com/jUyqLX0ztq
— UNSMIL (@UNSMILibya) December 16, 2022
إقرأ أيضا :