أعادت ألمانيا إلى نيجيريا يوم الثلاثاء عشرين قطعة مما يسمى “برونز بنين” ، وهي قطع فنية ثمينة نُهبت في القرن التاسع عشر خلال الحقبة الاستعمارية وتم إيداعها في المتاحف الألمانية.
وجرت مراسم العودة في احتفال مهيب في العاصمة الأفريقية أبوجا ، حضره وزير الإعلام والثقافة النيجيري الحاج لاي محمد، وكذلك وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، والثقافة، كلوديا روث، وآخرين.
وقال الحاج لاي محمد “هناك وقت في تاريخ البشرية يطلب منا فيه القيام بالشيء الصحيح. هذه اللحظة استغلت ألمانيا ذلك.”
وشدد الوزير النيجيري على أن “نيجيريا وإفريقيا والبشرية جمعاء ستتذكر إلى الأبد وتعتز بهذه الفترة من تاريخ البشرية عندما وقفت ألمانيا إلى جانبنا”.
كما دعا لاي محمد “جميع الدول الأخرى والمؤسسات والمتاحف وجامعي التحف من القطاع الخاص الذين لا يزالون يحتفظون بالآثار النيجيرية”، لا سيما المتحف البريطاني في لندن.
قال وزير الإعلام النيجيري لاي محمد في حفل التسليم إن المواقف تغيرت بسرعة،
مضيفاً أنه “قبل عشرين عاما، وحتى قبل عشرة أعوام، لم يكن أحد يتوقع عودة هذه البرونزيات إلى نيجيريا، لأن العقبات التي تحول دون تحقيق العودة إلى الوطن كانت تبدو مستعصية على ما يبدو”.
وبحسب وزيرة الخارجية الألمانية ، فإن عودة القطع الفنية “لن تشفي كل جراح الماضي” ، لكنها تدل على جهود بلادها في “معالجة تاريخها الاستعماري المظلم”.
وشدد بربوك نهاية الأسبوع الماضي قبل سفره إلى نيجيريا: “من خلال معالجة الظلم الاستعماري ، وقال إننا نفتح صفحة جديدة من التعاون المكثف مع نيجيريا”واعترف الوزير الألماني بأنه “من الخطأ سرقة هذه القطع البرونزية”.
في يوليو الماضي ، أبرمت ألمانيا ونيجيريا اتفاقية تتعهد بموجبها الأولى بإعادة 1130 قطعة برونزية من بنين محفوظة في المتاحف الألمانية إلى الدولة الأفريقية.
صرحت الحكومة الألمانية بعد ذلك أن استرداد البرونز يرمز إلى بداية مرحلة جديدة من الماضي الاستعماري لألمانيا ، والتي احتلت بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أراضي في ناميبيا وتنزانيا وبوروندي ، من بين دول أفريقية أخرى.
ويحتوي المتحف الإثنولوجي في برلين وحده على أكثر من 400 قطعة برونزية من بنين.
وهذه البرونزيات عبارة عن مجموعة من اللوحات المعدنية والمنحوتات التي زينت القصر الملكي لمملكة بنين في ما يعرف الآن بنيجيريا.
تمثل هذه القطع أفضل الأمثلة المعروفة لفن بنين وقد تم إنشاؤها في بداية القرن الثالث عشر على يد فنانين من شعب إيدو.
تم نهب معظم اللوحات وغيرها من القطع الأثرية من قبل القوات البريطانية خلال “بعثة بنين” عام 1897 ، بينما كانت السيطرة الإمبراطورية البريطانية في جنوب نيجيريا توطد.
ومن بين الأشياء التي تم إرجاعها بعض الرؤوس الاحتفالية الشهيرة، ومنحوتة من العاج، بالإضافة إلى لوحة مزخرفة.
وتكتسب التحركات لإعادة القطع الأثرية المسروقة في الحقبة الاستعمارية زخما في السنوات الأخيرة، فيما تتصارع الدول والمتاحف الأوروبية مع كيفية وصول القطع الأثرية إلى حيازتها.
يشير مصطلح “برونزيات بنين” إلى آلاف المنحوتات المعدنية واللوحات والمنحوتات المصنوعة بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر، والتي نهبتها القوات البريطانية في عام 1897 من مملكة بنين الواقعة في غرب إفريقيا، في ولاية إيدو النيجيرية الحديثة.
ولهذه المنحوتات، التي تم تقديرها لجمالها وفنها، أهمية روحية وتاريخية للناس في هذا الجزء من نيجيريا. لا تزال سرقتهم مصدر ألم لأحفاد مملكة بنين القديمة.
قالت وزارة الخارجية الألمانية إنه بعد شحنها إلى بريطانيا في أواخر القرن التاسع عشر، تم بيع العديد منها بالمزاد العلني في لندن، واشترى البعض منها هواة جمع التحف الألمان.
وأضافت في بيان أن البلاد تحتفظ بنحو 1100 من أصل 5000 تم الاستيلاء عليها.
البعض الآخر موجود في أرشيف المتاحف في بريطانيا، بما في ذلك المتحف البريطاني، الذي يضم أكبر مجموعة منفردة من حوالى 900 قطعة، لكن هناك قرار برلماني يمنع المتحف البريطاني من إعادتها.
لكن في الشهر الماضي، أعاد متحف هورنيمان في لندن، وهو مؤسسة خيرية خاصة، عشرات العناصر بما في ذلك بعض قطع بنين البرونزية إلى الملكية النيجيرية، مما يجعله أول متحف في بريطانيا يتخذ مثل هذا الإجراء رسميا بهذا الحجم.
وأصدرت اللجنة الوطنية للمتاحف والآثار في نيجيريا طلبات رسمية للإعادة إلى المتاحف في جميع أنحاء العالم.
تخطط الحكومة لافتتاح متحف إيدو لفن غرب إفريقيا في مدينة بنين في عام 2026، والذي صممه المهندس المعماري البريطاني الغاني السير ديفيد أدجاي، لإيواء أكبر مجموعة من أعمال بنين البرونزية التي تم تجميعها على الإطلاق.
اقرا ايضا:- عظماء من إفريقيا السلطان” إدريس علي ألوما”أنتصر في 1000 معركة وحكم 4 دول إفريقية
مصر : عالم الآثار الشهير زاهي حواس يعلن أكتوبر المقبل كيف مات توت عنخ آمون
