السنغال..محاكمة زعيم المعارضة بتهمة الاغتصاب في عام ٢٠٢١ والحكومة ليس لنا يد في القضية
المتهم عثمان سونكو أعلن عن خوضه انتخابات الرئاسة ٢٠٢٤
قال محامو عثمان سونكو زعيم المعارضة، أمس الأربعاء إن قاضيا سنغاليا أمر بمحاكمة زعيم المعارضة البارز عثمان سونكو بتهمة الاغتصاب.
تمتع سونكو ، الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية السنغالية في عام 2019 ، بارتفاع سياسي سريع بفضل شعبيته بين الشباب وأعلن نفسه مرشحًا لانتخابات عام 2024.
ومع ذلك ، فقد عانى أيضًا من مشاكل قانونية، أبرزها اتهامه بالاغتصاب من قبل موظف في صالون تجميل حيث ذهب للتدليك.
ونفى سونكو ، وهو مفتش ضرائب سابق يبلغ من العمر 48 عامًا ، التهمة وقال إنه ضحية مؤامرة للرئيس ماكي سال.
قال محامي المدعي، الحاج ضيوف، إن القاضي وقع، الثلاثاء، على أمر بإحالة قضية سونكو إلى محكمة جنائية بتهمة ارتكاب جرائم مزعومة اتهم بها في عام 2021 ، بما في ذلك الاغتصاب والتهديدات بالقتل.
وقال: أنه على الرغم من حملة الأكاذيب والتلاعب من قبل أنصار سونكو الذين يخشون المحاكمة، فإن القاضي صمد”.
وأكد الشيخ خوريسي با ، أحد محامي سونكو ، هذه الخطوة.
وشدد با على أن الأمر خاضع للطعن القانوني وقال إن فريق سونكو القانوني يعتزم الاستئناف.
ووصف سونكو اتهامات الاغتصاب بأنها جزء من مخطط لنسف ترشيحه لعام 2024.
يعتبر السياسي المستقطب مقلقًا شعبويًا من قبل منتقديه.
يشيد أنصار سونكو بجهوده للتحدث عن الفساد والنخبوية الاجتماعية ، فضلاً عن انتقاد القبضة الاقتصادية والسياسية للشركات متعددة الجنسيات والقوة الاستعمارية السنغالية السابقة ، فرنسا.
وأثارت لائحة اتهامه في مارس / آذار 2021 أعمال عنف قُتل فيها نحو عشرة أشخاص.
تتمتع السنغال بسمعة عامة فيما يتعلق بالاستقرار في منطقة تنتشر فيها الاضطرابات السياسية.
في السنوات الأخيرة ، تعرض العديد من المعارضين الرئيسيين الآخرين للرئيس إلى قطع مسارهم السياسي بسبب قضايا قانونية.
نفت السلطات أي إساءة استخدام لمؤسسات الدولة في الإجراءات القانونية ضد سونكو.
يذكر أن “عثمان سونكو” ولد في 15 يوليو عام 1974م في مدينة تياس، من أب ينحدر من قبيلة “جولا” وأم سريرية.
وقد ترعرع في منطقة “كاسماس” تحديدا في مدينة “زيغنشور”.
وحصل “عثمان سونكو” على “بكالوريا، لكنه عزم على مواصلة دراسته العليا والتحق بجامعة “غاستون بريجي” بمدينة “سين وليس” الواقعة شمال السنغال وحصل فيها على شهادة “ماجستير” في القانون العام في عام 1999م.
وبعد ذلك التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة (ENA) بعد نجاحه في المسابقات الوطنية للالتحاق بها في قسم الضرائب.
وتخرج فيها عام 2001م واحتلّ المركز الأول متصدرا قائمة الناجحين في دفعته، وتمّ تعيينه بعد ذلك مفتشا للخدمات الضريبية في مقاطعة “بكين” بالعاصمة داكار. السيد “عثمان سونكو ” حزبه (PASTEF) في يناير 2014م، وخاض به الانتخابات التشريعية لعام 2017م ونجح في الدخول إلى قبة البرلمان السنغالي بعد أن حصل حزبه في تلك الانتخابات على مقعد واحد فقط.
وفي سبيله إلى نقد نظام الرئيس ماكي صال وطريقة إدارته الثروات الطبيعية أصدر في يناير 2018م كتابا سماه ب ” كتاب النفط والغاز في السنغال” واتّهم فيه الرئيس ماكي صال وعناصر حكومته بسوء التصرف في إدارة الموارد الطبيعية للبلاد، وتقديم مصالح الدول الأخرى على مصالح السنغال في العقود البترولية والغازية.
ثمّ أصدر كتابا آخر في 16 سبتمبر 2018م يحمل اسم ” الحلول” وسلّط فيه الأضواء على رؤيته السياسية، وشخّص فيه الإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للسنغال، واقترح حلولا كثيرة لها.
وقد حضر حفل توقيع كتابه “الحلول” في ساحة “لوبي ليسك” بداكار عدد كبير من أنصاره والمتعاطفين معه رغم أنّ تلفزة “2STV” كانت تبثه مباشرة.
شارك “سونكو” في سباق الانتخابات الرئاسية السنغالية الماضية التي تم إجراؤها في 24 فبراير 2019م لأوّل مرة برنامج سياسي نوّهه عدد كبير من والمحللين السياسيين في السنغال ، واحتلّ المرتبة الثالثة بعد الرئيس ماكي صال وإدريس سيك وحصل على 15.67 بالمائة.
واشتهر “سونكو” بخطابه السياسي الراديكالي تجاه رموز الحكومات السنغالية السابقة، وكذلك فرنسا التي وصفها مرات عديدة بناهبة ثورات الدول الأفريقية.
وذهب إلى أبعد من ذلك ووعد بإخراج السنغال من عملة فرنسا سيفا إلى عملة أخرى نظرا لكونها من الأسباب الرئيسة للتخلف الاقتصادي.
كما اشتهر بخطابه الصريح والداعي إلى إجراء إصلاحات جذرية للنظام السنغالي، وأكّد أن السنغال لن تواكب الدول المتقدمة بواسطة النظام السنغالي الحالي الذي يمسك بقاعدة الغايات تبرر الوسيلة، ويقدم المصالح الخاصة على العامة، ولا يراعي العدالة الاجتماعية ويأكل أموال العام.
ويعتبر سونكو عدوا للنظام السياسي السنغالي بسبب عدوانه السافر له، والانتقادات التي يوجهها إليه من فينة لأخرى بدون رحمة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ “عثمان سونكو” هو الظاهرة السياسية السنغالية الحالية التي نال إعجاب عدد كبير من المواطنين بسبب نفوذه السياسي السريع في البلاد، وقبضته القوية في صفوف مثقفي السنغال من الكبار والصغار.
أقرأ أيضا:-
السنغال.. الرئيس ماكي سال يؤكد علي أهمية دور الجيش في الحفاظ على الموارد الطبيعية
السنغال.. ارتفاع الصادرات بنسبة 13.3٪ في نوفمبر بقيمة 328.6 مليار فرنك