غرق مركب لمهاجرين قبالة سواحل تونس مجددا وانتشال 29 جثة
حذرت إيطاليا وعواصم أوروبية من موجات هجرة قياسية من تونس العام الجاري بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة
أعلن الحرس الوطني التونسي انتشال جثث 29 مهاجراً من دول إفريقية بعد غرق قواربهم قبالة سواحل البلاد أثناء محاولتهما عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا، في أحدث كارثة مهاجرين تشهدها السواحل التونسية.
انتشل الحرس البحري التونسي 29 جثة لمهاجرين غرقى في سواحل صفاقس ومدينة الشابة المجاورة وأنقذ 11 شخصاً، مع تصاعد موجة الهجرة غير النظامية نحو السواحل الايطالية.
وعلى امتداد الأسبوع الجاري غرق ما لا يقل عن خمسة قوارب مكتظة بالمهاجرين في سواحل المنطقة في محاولات للوصول إلى الأراضي الإيطالية القريبة.
ووفق بيانات الحرس البحري التونسي، التي نشرت اليوم الأحد (26 آذار/مارس 2023)، فإن أغلب المهاجرين الذين جرى ضبطهم والمفقودين والغرقى ينحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وقال المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق والاقتصادية والاجتماعية، الذي يعنى بمسائل الهجرة، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): “لا يزال هناك عدد كبير من المفقودين”. وبحسب إحصائيات المنتدى فقد منع خفر السواحل التونسي إبحار أكثر من 14 ألف مهاجر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقابل 2900 خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وحذرت إيطاليا وعواصم أوروبية من موجات هجرة قياسية من تونس العام الجاري بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة ووسط دعوات بتقديم مساعدات عاجلة للسلطات في تونس. وكانت السلطات الإيطالية أعلنت أن تونس باتت بلد العبور الأول للمهاجرين إلى أراضيها العام الجاري.
يواجه المهاجرون السود في تونس أعمال عنف، وصار المئات منهم مشردين منذ أسابيع في ظروف بائسة. منذ خطاب للرئيس قيس سعيّد، أعيد مئات المهاجرين من تونس إلى دولهم في رحلات نظمتها سفاراتهم، لكن كثيرين يقولون إنهم يخشون العودة إلى البلد الأم ودعوا الأمم المتحدة إلى تنظيم رحلات إجلاء إلى بلدان ثالثة آمنة.
تمر تونس بأزمة اجتماعية واقتصادية مستفحلة، مع تصاعد التضخّم والبطالة، ويشكل التونسيون أنفسهم نسبة كبيرة من المهاجرين الذين يبحرون إلى الشواطئ الإيطالية.
ويفد إلى تونس منذ أعوام أشخاص فروا من الفقر والعنف في منطقة دارفور بالسودان وغرب إفريقيا وأجزاء أخرى من القارة، من أجل محاولة الوصول إلى أوروبا سعياً لحياة أفضل.
تقع جزيرة لامبيدوزا الإيطالية على بعد 150 كيلومتراً فقط من الساحل التونسي، لكن إيطاليا تمارس ضغوطاً على السلطات التونسية لكبح الهجرة، وساعدت في تعزيز إمكانات الحرس البحري الذي تتهمه منظمات حقوقية بارتكاب أعمال عنف.