السودان : هل توقف محادثات « جدة » الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع
تنطلق في مدينة جدة السعودية اليوم السبت المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع ، وسط حالة من الترقب داخل السودان وخارجة انتظارا لما ستسفر عنه المحادثات ، وما إذا كانت ستنجح في وقف الحرب والاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
و قبيل انطلاق المحادثات التي تأتي في إطار مبادرة سعودية أمريكية مشتركة ، حثت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية كلا الطرفين على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات ورسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة.
ونوهت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في بيان صحفي بجهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات بما في ذلك مجموعة دول الرباعية وجامعة الدول العربية والآلية الثلاثية.
وحثت الرياض وواشنطن على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
« دقلو » يرحب
و أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ترحيبه بالبيان الأمريكي السعودي بشأن بدء المحادثات بين الأطراف السودانية في مدينة جدة ، مشيدا بالجهود الاقليمية والدولية المبذولة للوصول الى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات انسانية تمكن المواطنيين من الحصول على الخدمات الأساسية.
وقال دقلو في تصريحات نشرت علي صفحاته الرسمية علي مواقع التواصل الاجتماعي ” إننا متمسكون بموقفنا الثابت والمعلن بضرورة الوصول الى حكومة انتقالية مدنية تؤسس الى تحول ديمقراطي مستدام يحقق تطلعات شعبنا في الامن والاستقرار والتنمية .
واضاف ” نشكر المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية على رعايتهما لهذه المبادرة ، وشكر خاص لقيادة المملكة على استضافة المحادثات التي نأمل أن تحقق اهدافها المرجوة .
خطوة أولي
و رحبت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الاطاري بوصول ممثلي القوات المسلحة السودانية والدعم السريع إلى مدينة جدة للشروع في مباحثات ضمن المبادرة الامريكية السعودية، معربه عن أملها في أن تقود لوقف للقتال ومعالجة للأوضاع الإنسانية بما يمهد الطريق لحل سلمي سياسي مستدام.
وقالت القوي المدنية الموقعة علي الاتفاق الإطاري في بيان صحفي ” إن هذه المباحثات تشكل خطوة أولى لوقف الانهيار المتسارع الذي شهدته بلادنا منذ اندلاع الحرب في ١٥ أبريل الماضي، ونأمل من قيادة القوات المسلحة والدعم السريع قرارات شجاعة تنتصر لصوت الحكمة وتوقف القتال وتنهي المعاناة التي يعيشها شعبنا جراء هذه الحرب.
وتقدمت بالشكر لحكومتي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لما بذلاه من جهد من أجل الترتيب لهذه المباحثات والوصول لصيغة تنهي الحرب وتحل السلام في بلادنا، ونؤكد اننا في القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الاطاري سنعمل على المساعدة على انجاح هذا المسار السلمي، بالتواصل المستمر مع القوى المدنية المناهضة للحرب، ومع قيادة القوات المسلحة والدعم السريع ومع الأسرة الاقليمية والدولية.
التعاون الإسلامي ترحب
وأعرب الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، حسين إبراهيم طه عن ترحيبه بالمبادرة المشتركة للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع، اليوم السبت ، في مدينة جدة.
وأشاد الأمين العام بهذه المبادرة التي تنسجم مع نص البيان الصادر عن اللجنة التنفيذية للمنظمة في اجتماعها الأخير يوم الأربعاء الثالث من مايو 2023 والذي دعا إلى الوقف الفوري للتصعيد العسكري بما يحافظ على مقدرات ومكتسبات الشعب السوداني، وذلك في ضوء الخسائر البشرية الكبيرة وتدمير المنشآت والبنى التحتية وطالب بتغليب لغة الحوار والتحلي بضبط النفس والحكمة، والعودة بأسرع وقت ممكن إلى طاولة المفاوضات لمواصلة الجهود السلمية لحل الأزمة السودانية.
وناشد الأمين العام وفد التفاوض من الجانبين للعمل على تثبيت الهدنة الإنسانية وضمان وصول المساعدات الإنسانية والصحية للمتضررين من الأوضاع الإنسانية الصعبة الراهنة في السودان، والعمل الجاد على التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وتغليب المصلحة الوطنية العليا للسودان بما يحافظ على وحدته ومؤسسات الدولة ويحقق طموحات الشعب السوداني في الأمن والسلام والاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية.
وثمن الأمين العام مجددا جهود المملكة العربية السعودية، رئيس القمة الإسلامية، لما بذلته من مساع حميدة واتصالات مع الأشقاء في السودان والأطراف الإقليمية والدولية المعنية بهدف الوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار والعودة الي المسار السلمي.
الموقف الميداني
وفيما يخص الموقف الميداني في السودان أكدت القوات المسلحة السودانية أن جميع ولايات البلاد تشهد هدوءا واستقرارا أمنيا عدا أجزاء من العاصمة القومية.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية في بيان ” استمرت المليشيا المتمردة في خرق الهدنة المعلنة وقامت بعدد من الانتهاكات ، علي رأسها محاولة معاودة الهجوم على سلاح الإشارة، تصدت لهم قواتنا وكبدتهم خسائر كبيرة.
واضاف ” واصلت المليشيا المتمردة القصف العشوائي على بعض المناطق في محيط منطقة بحري ووسط الخرطوم بما فيها المناطق السكنية.
وأوضح الناطق العسكري السوداني أنه في إطار عمليات التخريب الممنهجة ونشر الفوضى بالعاصمة، قامت المليشيا المتمردة بنهب وحرق مول عفراء التجاري وكسر ونهب بنك الخرطوم بالفتيحاب.
وأشار إلي تواصل تعديات المليشيا المتمردة على البعثات الدبلوماسية بالبلاد، حيث احتلت عناصر منهم مقر الملحقية العسكرية للسفارة السعودية بحي الرياض وتمركزت به قوة على متن ١٧ عربة مسلحة ، لافتا إلي أن سفارة جمهورية تشاد أبلغت بتعرض مجموعة من المتمردين لهم بمقر السفارة وحاولوا سرقة السيارة الرسمية للسفير إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك.
وقال الناطق العسكري السوداني ” أنه جار رصد تحركات تعزيزات للمليشيا المتمردة من جنوب كردفان على متن ٥٢ عربة مسلحة تجاوزت منطقة جبرة الشيخ، ومجموعة أخرى قادمة من إقليم النيل الأزرق على متن ٣٨ عربة متحركة حاليا على طريق المناقل
وجاري المتابعة والرصد الدقيقين لكل التحركات العسكرية للمليشيا داخل وخارج العاصمة وقواتنا على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي متغيرات.
المرتزقة
واتهم الناطق باسم الجيش السوداني في البيان قيادات الدعم السريع بالاستعانة بعناصر ومرتزقة غير سودانيين من دول غرب أفريقيا، معتبرا أن هذا الأمر يفسر مظاهر من سلوكياتهم الغريبة على قيم وعادات الشعب السوداني من انتهاك لحرمات البيوت ونهب الممتلكات العامة والخاصة والجنوح إلى تدمير وتخريب المنشآت الحيوية بالبلاد، كما تلاحظ استخدامهم لسيارات مدنية صالون وبكاسي يشتبه أنها مسروقة من مواطنين.
وهي الاتهامات التي نفتها قوات الدعم السريع ،معتبره أنها تأتي في إطار مواصلة لمسلسل الكذب ونسج الأوهام والتصوير الزائف للانتصارات ومحاولة اللعب بعقول الشعب ، وقالت ” أن الادعاءات والمزاعم باستعانة قواتنا بمقاتلين من بعض الدول في إساءة بالغة لشعوب تربطنا بها علاقات أخوية وأزلية، وهي بالطبع أكاذيب مضللة تعبر عن عجز بائن ومحاولة مفضوحة للتغطية على الهزائم المتلاحقة في أرض المعركة.
وقالت قوات الدعم السريع ” نحن نؤكد لجماهير شعبنا الصامد أن قوات الدعم السريع هي قوات خرجت من البيوت السودانية و من رحم البيوت السودانية التواقة للانعتاق من كل ولايات السودان وكل قراه ومدنه النابضة.
وزعمت قوات الدعم السريع سيطرة قواتها على 95% من ولاية الخرطوم، وقريبًا سنكمل سيطرتنا على مجمل العاصمة .
وكشفت قوات الدعم السريع عن أنه تم إطلاق نار على سيارة السفير التركي بالخرطوم اسماعيل جوبان أوغلو بعدما تم التنسيق المسبق بين الطرفين حول الاجلاء علما بان مباني السفارة تقع تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية.
مشيره الي ان قوات الدعم السريع تمكنت من اجلاء السفير ووفده الي مكان امن.
وأكدت قوات الدعم السريع التزامها الكامل بحماية البعثات الدبلوماسية التزاما باتفاقية جنيف وكافة الاتفاقيات الدولية.
إقرأ المزيد