كنوز مصر المجهولة
أوروع ما كتب ودون وسجل الرحالة والمؤرخ الكبير محمود عبد المنعم القيسوني عن مصر وكنوزها الطبيعية
الحلقة الاولي:
“كنوز مصر المجهولة” هي سلسلة لأوروع ما كتب ودون وسجل الرحالة والمؤرخ الكبير محمود عبد المنعم القيسوني عن مصر وكنوزها الطبيعية.
في بداية الألفية الحالية، تولي المؤرخ والرحالة الخبير السياحي والبيئي الدكتور محمود عبد المنعم القيسوني، عدة مناصب قيادية بتكليف من وزراء السياحية والبيئة السابقين في مصر ، فعمل مستشاراً لشؤون البيئة و السياحة البيئية، وفي فترة توليه هذه المسؤولية، شهد هذا النشاط السياحي المصري، إهتماماً غير مسبوق بأنماط سياحية مصرية كان يجهلها الكثير من العامة، وبعض الخاصة في الوسط السياحي، وأحدث هذا الرجل وبحق ثورة معلوماتية، علمية، ثقافية، أزاحت اللثام عن الكثير من كنوز مصر المختلفة، وكذلك عن الانماط السياحية المصرية التي كانت مجهولة للكثير من المصريين.
والذي لايعرف الدكتور محمود عبد المنعم القيسوني، فهو أبن السياسي الكبير الدكتور عبد المنعم القيسوني وزير المالية والاقتصاد ونائب رئيس الوزراء في عهد الرئيس أنور السادات وكان من أقرب المقربين والمستشارين الاقتصاديين للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتربي القيسوني الأبن علي مباديء العسكرية المصرية فدخل الكلية الحربية وتخرج فيها برتبة الملازم وخرج منها للحياة العامة برتبة المقدم بسلاح العمليات الخاصة.
لكن حبه للقراءة بنهم وبخاصة أدب الرحلات، مكنه من دراسة جغرافية مصر بشكل دقيق فدرس الصحاري والجبال والصخور والوديان والمحميات الطبيعية والآثار والواحات سواء في الصحراء الغربية المصرية أو الشرقية وما تذخر به من شواهد تاريخية وأحياء وحيوانات وطيور، وتأثر كثيرا برحلات أحمد حسنين باشا، والكونت ألماظى، و الأمير يوسف كمال، والمير كمال الدين حسين، وأعاد تنظيم وإحياء رحلات السفاري العلمية مصطحباً معه العديد من الصحفيين ووسائل الاعلام المحلية والدولية، التي صورت ودونت وأنتجت العديد من المواد الاعلامية عن الكنوز المصرية التي تمتلكها مصر والتي قالت للعالم بأجمع أن مصر بلد يتفرد بكافة الانماط السياحية.
لذلك يسعد مؤسسة Afronews for media وموقعها الإلكتروني المتخصص في الشؤون الافريقية afronews24.com أن تعيد نشر المكاتبات والتقارير وأرواق العمل التي أعدها الدكتور محمود القيسوني وقدمها لصناع القرار، كنوع من إعادة تسليط الضوء علي كنوز مصر السياحية المتنوعة.
ورقة العمل الأولي التي بعث بها للسيدة نانسي باكير الأمين العام المساعد المشرف على قطاع الشئون الإقتصادية بالإنابة بجامع ةالدول العربية بتاريخ 2006/11/1 بعنوان “السياحة و البيئة”
والتي بدأها بمقدمة :-قال فيها : خلال العشره سنوات الماضية( 1996- حتي 2006) قام عدد من الباحثين و خبراء السياحة و المستشارين بكتابة العديد من الدراسات و الأبحاث و المذكرات و المقالات القيمة و الهامة عن نشاط السياحة البيئية بمصر و بوجة عام .
وقال بالإضطلاع على مجموع هذه الكتابات سنجد أن معظم ما كتب ركز على النظريات و التعريفات و الدراسات العملية الإداية، رغم إرتباط السياحة البيئة بالطبيعة و الشمس و الهواء و الجمال و هى عناصر تبعث البهجة و السعادة فى قلوب البشر فإنسان العصر يواجة كم هائل من الضغوط و المؤثرات الصحية السلبية فالمدن مكتظة بالبشر و يتزايد اعدادهم يوماً بعد يوم يواكب ذلك إنتشار جدران الغابات الخراسانية فى كل ارجاء هذة المدن يتخللها طرق تتلاصق بها المركبات بجميع أنواعها و أحجامها و ما ينبعث منها من ضوضاء و أدخنة و عوادم ضارة تحتبس بإصرار بين جدران الغابات الأسمنتية لتضمن تسللها الى الشعاب الهوائية لإنسان اليوم و تضمن نشر المشاكل الصحية فى جسمه المحاصر بكل هذة العناصر … الضوضاء …. الملوثات … التلوث البصرى.. و هو ما يدفعه دفعاً فى اى فرصة الهروب الى أحضان الطبيعة و فسحه البحار والصحارى و الجبال و الأنهار و البحيرات حيث يجد ما يفتقدة من هواء نقى و هدوء و جمال يشفيه و يعيده إلى إنسانيته و لو لفترة تعينه على مواجهة ضغوط حياة العصر عندما يعود لمقر سكنه و عمله.
وقال: كل ما سبق دفعنى أن أستعيــن أولاً بمعلومات مـن مطبوعات جهــاز شؤون البيئة و رسائـل شبكات الإنترنت و خطابات وكالــة ناسـا للفضاء و ما تنشـره الصحـف القوميـة و الدوليـة و آراء السيــاح و تجاربــى الشخصيـة علـى مدار تسعه سنــوات فـى
هذا المجال .
وأضاف لم يكفيني ما سبق بل عدت بالإضطلاع على قصاصات الصحف منذ عام 1958 لأتمكن من ان اكتب و اسجل بالكلمات الحان هذه الكنوز الإلهية التى وهبها الله جل جلاله لمصر و التى يتأكد لى يوماً بعد يوم انها مجهولة بالنسبة لمعظمنا و أسجل لماذا أدرجت ضمن نشاط السياحة البيئية العالمية …. و بإختصار سأبتعد عن النظريات و أسرد واقع هذا النشاط الجديد على مصر و لماذا مصر؟ حيث سأركز على صحارى مصر الثلاثة و أبتعد عن وادى النيل و الذى أصبح بالتأكيد كتاب مفتوح معروف لسياح العالم أجمع منذ أكثر من مأئة عام.
ويبدأ بنبذة عن تاريخ السياحة لمصر :-
ويقول في هذا المضمار مقتبساً ما قله بعض كبار وعظماء الكتاب عن مصر تلك البلد ذات البحرين و بنت القارتين مصر قلب العالم جغرافياً و قبلته تاريخياً و حضارياً … مصر والتى بدء تاريخها الحضارى فى الصحراء قبل العصر الحجرى … مصر رائدة الكتابة منذ سبعة آلاف عاماً … ورائدة الزراعة و النسيج و الزجاج و الحلى كل هذا بهمة الإنسان المصرى و نعمة النيل الذى وهبة الله لمصر ( كلمات الكاتبة الجليلة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد ) .
ولدينا على ارض مصر التي عشنا بها سنين طويلة .. بعضنا ينتقل إلى رحمة الله تعالى دون ان يعلم أبعاد هذه الجنة المسماة بمصر و تنحصر معرفتة ببعض وادى النيل فقط .. معظمنا تلهية الحياة و تتلاعب بة بتطوراتها الحضارية السريعة فتنحصر إهتمامتنا فى نطاق سكننا و عملنا فقط … و بعضنا يتجول و يسافر بما لديه من إمكانيات إلى خارج مصر ليستمتع بطبيعة و ثقافات و حضارات و عادات و تقاليد دول العالم … و كل ما يعرفه عن مصر الجميلة عبارة عن قشور لم يعمل على إختراقها و الخوض فى أعماقها للتعرف على كم كنوزها الطبيعة و الجيولوجية و الإنسانية و هى دون مبالغة رائعة بكل المقاييس و متنوعة و جميلة …
أسمح لنفسى تقديم نبذة مختصرة عن مصر و التى لا يعلمها معظمنا و ذلك من خلال بوابة السياحة البيئية مع تمنياتى ان يمنحنى الله العمر لأستمتع و أرى كل هذا الثراء الإلهى و الذى وهبة الله عز و جل لمصر ….
أول نشاط سياحى لمصر بدء عام 1581 عندما تأسست شركة ببريطانيا لتنظيم رحلات الى مصر بأوامر من الملكة إليزابيث لهذا الغرض و بدء وصول راغبى الإستشفاء و الباحثين و السياح و المؤرخين و بالتدريج وتزايد هذا النشاط حتى بلغ أوجة عام 1869 إشتهرت مصر بسياحة الإستشفاء لمناخها الرائع و مناظرها الخلابة و عادات و تقاليد أهلها .
وأضاف: هناك العديد من الكتب القديمة و التى تسرد هذا الواقع مثل كتاب الليدى دف – كتاب فلورينس نيتنجيل كتاب عادات و تقاليد المصريين لإدوارد لان … و في عام 1909 أسس الأمير فؤاد ( و الذى أصبح ملك مصر فيما بعد ) جمعية لترغيب السياح فى زيارة مصر و مشاهدة آثارها مما أدى الى زيادة عدد السياح من خمسة آلاف سائح فى السنة الى خمسة عشرة ألف سائح في الاعوام التالية سنوياً، كما طالت مدة إقامتهم فى مصر .
وأوضح أن السياحة فى نهاية الربع الأول من القرن الماضى تطورت إلى سياحة ثقافية بإكتشاف كنوز توت عنخ أمون فى نوفمبر 1922و سياحة الإستشفاء، و بنهاية القرن الماضى أى 1994 بدءت مصر تحتل مكانة خاصة فى السياحة البيئية و السفارى و سياحة عمق الصحراء و المحميات الطبيعية … مع الإشارة إلى أنه كل حين و أخر يتم الإعلان عن كشف أثرى هائل يحدث دوى عالمى مثل إكتشاف جبانة بناء الأهرام و وادى المومياوات الذهبية بواحة البحرية أواخر القرن الماضى – و إكتشاف بقايا سفن البعثات التجارية الفرعونية مع بلاد بونت أول شهر يونيه 2005 جنوب ميناء سفاجا بالبحر الأحمر و حفرية الحوت العملاق ذو الأرجل بوادى الحيتان بالفيوم.
تعريف : – السياحة البيئية هى السياحة المسؤولة بيئياً . و التى تتجه إلى الطبيعة و الحضارات الفطرية فى مجموعات صغيرة للإستمتاع و المراقبة والتقدير و التعلم و الدراسة و إجراء بعض الأنشطة بدون ترك أى أثر سلبى على الموارد الطبيعية و الحضارية و المجتمعية . و تعمل على تحسين مستوى معيشة السكان و توفير موارد مادية للمجتمع المحلى و الحفاظ و تنمية الموارد البيئية و التنوع الحيوى و تلقب عن جدارة بالسياحة النبيلة.
لماذا مصـر ؟: –
يتساءل المرء ما هذه السياحة الجديدة و التى تجذب آلاف السياح من حول العالم سنوياً الى مصر لدخول صحاريها و تسلق جبالها و قضاء أسابيع فى التجوال بسيارات مجهزة و مخصصة لهذا الغرض و التنقل بين الجبال و الوديان و التلال والكثبان الرملية العملاقة وسط رمال ذهبية لا نهاية لها …
ما هذا السحر و الإنجذاب لهذه الطبيعة والتى يعتقد معظمنا أنها قاحلة جرداء لا حياة فيها … و لماذا صحارى مصر التى تتعدى مساحتها 94 % من الأراضى المصرية .. و الرد على هذة التساؤلات يبدء بالإضطلاع على المطبوعات و المطويات و الكتب المتخصصة عن مصر و التى تتداولها المكتبات فى دول العالم أو بالدخول على شبكات الإنترنت الدولية و المكتظة بالمعلومات عن هذه الرحلات حيث سيلاحظ المرء أن ما يضطلع عليه عبارة عن إنشودة حب و غزل فى الطبيعة الصحراوية المصرية فسحر و جمال الصحراء الغربية مثلاً يكمن فى ثرائها بالقصص و الأساطير.
ويقول في مقدمة هذه القصص أسطورة واحة زرزورة المفقودة و قصة إختفاء جيش قمبيز ذلك الملك الفارسي منذ ألفان و خمسمائة عام تحت رمال صحرائنا الغربية و هو الجيش المكون من خمسون ألف جندى مدجج بالسلاح و العتاد إخترقوا الصحراء الغربية بهدف الوصول لواحة سيوة من الجنوب لتدميرها و قتل كل من فيها لإخماد روح المقاومة الشعبية لكن الذى حدث حسب ما جاء فى مجلد هيرودوتس التاريخي عن غزو الفرس لمصر .
ويضيف في هذه الورقة قائلاً : أن الجيش إختفى بعد عاصفة رملية هائلة دفنتة تحت رمالها … و قصص المغامرين و المكتشفين أمثال أحمد باشا حسنين مكتشف واحه العوينات بجنوب مصر و واحه أركينو بجنوب ليبيا عام الف تسعمائة ثلاثه و عشرون و مثل الكونت ألماظى و الذى تم تصوير فيلم عن جزء من حياته بإسم ( المريض الإنجليزى ) وكلايتون و الأمير يوسف كمال.
الذى قام بالعديد من الرحلات الصحراوية منها رحلة 1924 يرافقة الأمير كمال الدين حسين فى صحارى شمال إفريقيا إستورد من أجلها سيارات من فرنسا صنعت خصيصاً له لخوض هذه المغامرة وسط الرمال لها القدرة على تسلق الجبال و التلال كما إستجلب المهندسين الفرنسيين الأكفاء للإنضمام لهذه الرحلات لمتابعة صيانة هذة السيارات و إصلاحها إذا إستدعى الأمر مع الإشارة إلى أنهم قاموا برحلة شبة مستحيلة من طنجة بالمغرب الى مدينة تمبكتو وسط صحارى مالى و هى المدينة التى كان معظم الأوروبيين يستخدموا إسمها للتنوية عن المستحيل ذاته و معظم رحلاتهم مسجلة بالجمعية الجغرافية المصرية ( تاسع جمعية من هذا النوع على مستوى العالم أجمع ) و الجمعية الجغرفية الملكية البريطانية كما رسموا الخرائط التفصيلية القيمة لرحلاتهم و إكتشافاتهم و كتبوا تفاصيلها الشيقة فى كتب مودعة بالجمعية الجغرافية و كاد الأمير يوسف كمال أن يفقد حياته فى إحدى هذة الرحلات .
إقرأ ايضا: –
مصر..وزير السياحة والآثار يتفقد موقع حفائر البعثة الأثرية المصرية بسقارة
“السياحة العالمية” تعلن عن قائمة:أفضل القرى السياحية لعام 2021 وترشح” فوة المصرية للعام المقبل
السياحة تطلق جولة إفتراضية في معبد “عمدا” احد أقدم معابد النوبة المصرية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.