أبعدت السلطات في تونس مئات المهاجرين من الأفارقة من مدينة صفاقس الساحلية الأسبوع الماضي، على خلفية أعمال العنف التي أعقبت جنازة رجل تونسي يبلغ من العمر 41 عاما قُتل طعنا في صفاقس يوم الاثنين، علي أيدي المهاجرين الافارقة في شجار بين تونسيين ومهاجرين.
وحثت منظمة هيومان رايتس ووتش يوم الجمعة تونس على وضع حد لما أسمته “الطرد الجماعي” للمهاجرين الأفارقة السود إلى منطقة صحراوية بالقرب من الحدود الليبية.
ويلجأ الأفارقة الي مدينة صفاقس في تونس ، وهي ثاني أكبر مدينة في شمال إفريقيا، وهي تعتبر نقطة انطلاق للكثيرين الذين يأملون في الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر ، وغالبًا ما تكون جزيرة لامبيدوزا الإيطالية على بعد حوالي 130 كيلومترًا (80 ميلًا).
وقالت هيومن رايتس ووتش إن “قوات الأمن التونسية طردت بشكل جماعي عدة مئات من المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل ، منذ 2 يوليو ، إلى منطقة عازلة عسكرية نائية على الحدود التونسية الليبية“.
وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها في بيانها إن “العديد من السلطات أبلغت عن أعمال عنف أثناء الاعتقال أو الطرد”، وحثت لورين سيبرت من منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومة التونسية على “وقف عمليات الطرد الجماعي والسماح على وجه السرعة بوصول المساعدات الإنسانية إلى المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة الذين طردوا بالفعل إلى منطقة خطرة”.
وقالت المنظمة إن المهاجرين الذين قابلتهم زعموا أن “عدة أشخاص قتلوا أو أصيبوا في المنطقة الحدودية” بين الأحد والأربعاء ، “بعضهم رميا بالرصاص وآخرون تعرضوا للضرب” على أيدي قوات الأمن التونسية.
وقالت هيومن رايتس ووتش بعض المهاجرين “زعموا أيضا إن رجالا ليبيين يحملون مناجل أو أسلحة أخرى سرقوا بعض الناس واغتصبوا عدة نساء” مضيفة أنها لم تتمكن من التحقق من صحة هذه الروايات بشكل مستقل.
ودعت هيومن رايتس ووتش الحكومة في تونس إلى “التحقيق مع قوات الأمن المتورطة في الانتهاكات ومحاسبتها”، وقال سيبرت: “المهاجرون وطالبو اللجوء الأفارقة ، بمن فيهم الأطفال ، يائسون للخروج من المنطقة الحدودية الخطرة والعثور على الطعام والرعاية الطبية والسلامة”. “ليس هناك مجال لتضييع الوقت.”
شهدت تونس ارتفاعًا في الهجمات ذات الدوافع العنصرية بعد أن اتهم الرئيس قيس سعيد في فبراير “جحافل” من المهاجرين غير الشرعيين بارتكاب أعمال عنف وادعاء “مؤامرة إجرامية” لتغيير التركيبة الديمغرافية للبلاد.
وقال بعض المهاجرين الذين نُقلوا قسرا إلى الصحراء لوكالة فرانس برس عبر الهاتف الخميس إن المئات ، بينهم نساء وأطفال ، تم التخلي عنهم هناك وتركوا معدمين.
تظهر لقطات فيديو نشرتها جمعية أفريقية يوم الجمعة عشرات الأشخاص المرهقين بشكل واضح ، بما في ذلك أمهات مع أطفال ، يجلسون أو يرقدون على الرمال في الصحراء بالقرب من البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الحدود مع ليبيا.
يتوسل أحدهم للمساعدة قائلاً: “ليس لدينا ما نأكله، كم يومًا يمكننا البقاء على قيد الحياة؟” وفي صفاقس نفسها ، تجمع مئات المهاجرين في حديقة يوم الجمعة للمطالبة بـ “السلام والأمن” ، بحسب صحفي في وكالة فرانس برس.
قال عبد اللطيف فراتي ، 18 سنة ، الذي يعيش في تونس مع أشقائه الأربعة منذ أربع سنوات: “لم يعد لدي مكان أعيش فيه ولم أعد آمنًا. أريد فقط العودة إلى دياري في بوركينا فاسو”.ويقرأ عبارة “حياة السود مهمة” الشعار على قطع من الورق المقوى مرفوعة على شكل لافتات.
وأعرب بعض التونسيين عن تضامنهم مع المهاجرين ، حيث قدموا الطعام والمساعدة الطبية لأولئك الذين يعيشون الآن في الشوارع بعد مطاردة من منازلهم.
ووصف زعيم ائتلاف المعارضة التونسي الرئيسي أحمد نجيب الشابي ، الجمعة ، الأحداث بأنها “صفحة سوداء في تاريخنا”.قائلاً لوكالة فرانس برس “يتم اعتقال الناس فقط بسبب لون بشرتهم. هذا وصمة عار”.
إقرأ المزيد:-
الرئيس التونسي: نرفض أن نكون ضحايا لنظام عالمي جديد لا نشارك في إرسائه
رسائل نارية من الرئيس التونسي : الإملاءات من الخارج مرفوضة .. وتونس للتونسيين وليست للبيع
بيان هام من الاتحاد الأفريقي ردا على تصريحات الرئيس التونسي
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.