” الإمام الأكبر وجه برعايته “.. طالب غيني يقطع 4000 كيلو متر بالدراجه ليحقق حلمه بالدراسة في الأزهر الشريف
4000 كيلو متر قطعها الطالب الغيني مامادو باري مستقلا دراجته الهوائية البسيطة مارا بأكثر من6 دول ، متحملاً مشاق ومخاطر السفر، حبًا وتعلقًا بالأزهر الشريف، وحرصًا منه على تحصيل العلم الشرعي، من منبع الوسطية ومنارة العلوم ,وحظيت قصته علي متابعة الملايين في أفريقيا والعالم الإسلامي .
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وجه برعاية ، مامادو سافايو باري، كما كلف شيخ الأزهر، المختصين بدراسة تخصيص منحة دراسية للطالب الغيني، وصرف إعانة شهرية له؛ لإعانته في معاشه ودراسته، واتخاذ كافة الإجراءات التي تيسر معيشته في مصر، وتساعده على التفرغ لتحصيل العلم والمعرفة في رحاب الأزهر.
فيما قالت الدكتورة الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لشئون الوافدين ورئيس مركز تعليم تطوير الوافدين والأجانب، إن الأزهر الشريف يقدم علمه ودعمه اللامحدود للطلاب الوافدين، مشيرة إلى إن هذا الدعم لا يقف على الطلاب الوافدين في مصر فقط، ولكن يمتد أيضًا إلى الخارج، فالأزهر يستقبل الوافدين من جميع البلاد ويعتني بهم ويوفر لهم كثيرًا من الإمكانات والمنح والدعم .
جاء ذلك خلال استقبال الدكتورة نهلة الصعيدي ، الطالب الغيني مامادو صفايو باري، الذي سافر من غينيا إلى مصر بالدراجة للدراسة بالأزهر الشريف.
من جانبه عبر باري عن سعادته البالغة بالتواجد في مصر لتحقيق حلمه للدراسة بالأزهر، حيث يرى أن رغبته في دراسة الدين الإسلامي بالأزهر كانت أقوى من صعوبة الرحلة، مشيرًا إلى أن العائلات في بلاده كانوا يفتخرون بأن لهم أبناء يتخرجون من الأزهر، الذي يمثل الوجهة الدينية والمنارة الإسلامية في العالم أجمع، حينها علم مكانة الأزهر الشريف في بلده غينيا وفي كل مكان بإفريقيا، وتمني الالتحاق بهذه المؤسسة العريقة، والانتساب إليها حتى منَّ الله عليه.
ووجه باري لشكر لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ولمصر العزيزة والشعب المصري الذي فتح له أحضانه مرحبًا به.
أربعة أشهر
وفي تقرير نشرته ” بي بي سي ” أوضح مامادو سافايو باري من غينيا انطلق إلى الأزهر الشريف في مايو 2023، على أمل أن يتم قبوله , وتجوّل الشاب البالغ من العمر 25 عاما بالدراجة لمدة أربعة أشهر عبر البلدان التي دمرها المتشددون الإسلاميون والانقلابات.
وقال لبي بي سي إنه سعيد للغاية بحصوله على منحة دراسية عندما وصل أخيرا إلى القاهرة.
باري متزوج وهو أب لطفل، قال ” إنه على الرغم من عدم قدرته على تحمل تكاليف دورة الدراسات الإسلامية في الأزهر، أو السفر إلى مصر، إلا أن سمعة الجامعة دفعته إلى استغلال فرصه في هذه الرحلة الصعبة عبر مالي وبوركينا فاسو وتوجو وبنين والنيجر وتشاد.
انطلق باري من منزله “طلبا للعلم الإسلامي” لكنه واجه الشك والتحديات في بعض البلدان التي مر بها بالدراجة.
وفي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تتكرر هجمات المتشددين على المدنيين، وأدت الانقلابات الأخيرة إلى عدم الاستقرار السياسي , وقال: “السفر عبر هذه الدول أمر صعب للغاية لأنها لا تتمتع بالأمان هذه الفترة”.
وأضاف باري: “لديهم مشاكل كثيرة والناس هناك خائفون للغاية. في مالي وبوركينا فاسو، كان الناس ينظرون إلي وكأنني رجل سيئ , في كل مكان كنت أرى الجيش بأسلحته الكبيرة وسياراته”.
وقال ” إنه تم اعتقاله واحتجازه ثلاث مرات دون سبب وجيه، مرتين في بوركينا فاسو ومرة في توغو.
ومع ذلك، فإن حظ باري أخذ منحى آخر عندما وصل إلى تشاد , حيث أجرى أحد الصحفيين مقابلة معه ونشروا قصته على الإنترنت، ما دفع بعض “فاعلي الخير” إلى تمويل رحلة طيران إلى مصر له.
وهذا يعني أنه تجنب ركوب الدراجات عبر السودان، التي تعتبر أجزاء منها حاليا مناطق حرب , وفي 5 سبتمبر وصل أخيرا إلى القاهرة.
وقد أكسبه تصميمه لقاء مع عميدة الدراسات الإسلامية الدكتورة نهلة الصعيدي ,وبعد التحدث إلى باري، عرضت عليه الدكتورة الصعيدي مقعداً دراسياً في دورة الدراسات الإسلامية بالأزهر، بمنحة دراسية كاملة.
وقالت العميدة عبر قنواتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ” إن الجامعة حريصة على تقديم العلم للطلاب في جميع أنحاء العالم، وأن هذه الفلسفة “لا تشمل الطلاب الدوليين في مصر فحسب، بل تمتد أيضا إلى الخارج , والأزهر يستقبل الطلاب من جميع البلدان، ويعتني بهم، ويقدم لهم المنح”.
وقال باري إنه “سعيد للغاية” لحصوله على المنحة، مضيفا: “لا أستطيع أن أخبركم عن مدى سعادتي. أشكر الله”.
وأكمل باري قائلاً ” إن التجارب التي خاضها في حملته قد طواها النسيان منذ زمن طويل، وقد تم محوها من خلال فرحة القدرة على تسمية نفسه بـ”عالِم الأزهر”.