وبعد أن أجاب (با) رب (منديس)، قائلا لـ (رع): لا تدعنا نتخذ أية تدابير على غير علم تام، فَلْيُرسَل خطاب إلى (نيت) العظيمة أم المعبود العظيم (فقد كانت نيت أم رع)، وما تقوله سوف ننفذه.
ولكن «التاسوع» قال ﻟ «با» رب «منديس»: لقد فُصل بينهما سابقًا في قاعة العدل.
وعندئذٍ تكلَّمَ التاسوع إلى تحوت أمام رع، قائلا: اكتب خطابًا إلى (نيت) العظيمة، باسم رع
فقال تحوت: سأفعل ذلك، حقًّا.. سأفعل ذلك.
وعندئذٍ جلس (تحوت) فكتب خطابا، جاء فيه: ملك الوجه القبلي والوجه البحري (رع) – محبوب تحوت – رب الأرضين ورب عين شمس، ونور الشمس الذي يضيء الأرضين، والنيل العظيم في وفائه (رع)، إلى (نيت) العظيمة أم المعبود رع التي أنارت في الأزل، ليتكِ تعيشين في صحة وشباب غض يا روح رع، الذي يقطن عين شمس وملك مصر الطيب، إن خادمك هنا: (أنا) (يعني نفسه) الذي أسهر الليل من أجل (أوزير)، وأهتم كل يوم بأحوال الأرضين.
أقسم عليكي بحياة سبك (المعبود سبك ابن نيت أيضا) الذي يعيش إلى الأبد، «ما الذي ينبغي أن نفعله مع هذين الشابين اللذين قضَيَا ثمانين عاما أمام العدالة، ولم يكن في استطاعة أحد أن يفصل بينهما؟ فهل لكِ أن تكتبي عمَّا يجب أن نفعله؟!
وعندئذٍ أرسلت «نيت» العظيمة جوابًا إلى التاسوع متضمنًا: أعطوا وظيفة «أوزير» لابنه «حور»، ولا تقترفوا تلك الفعال الذميمة التي ليست في موضعها، وإلا فإني سأغضب وستسقط السماء على الأرض، وَلْيُبلَّغ رع، أن يضاعِف أملاك «ست» (أرادت أن ترضي ست أيضا فمنحته أملاكا)، وأن يجلس حور مكان والده أوزير.
ووصل جواب «نيت» العظيمة إلى «التاسوع» حينما كانوا جالسين في القاعة، وسُلمَ الجواب ليد «تحوت»، وعندئذٍ تلاه «تحوت» أمام رع، وأمام التاسوع كله، فقالوا بفم واحد: (هذه الربة على حق)!!
عندئذ غضب رع، وقال ….
نقلا عن الباحث في الآثار الرومانية واليونانية، د/ حسين دقيل
