سياحة وطيران

حور وست/ 4.. (إيزيس تمكر بـ ست)

تناول موقع المجرة في مواضيع متتالية واحدة من أهم الأساطير عبر التاريخ، سبقت حكايات كتبها أعظم المؤلفين وكانت الأعظم، وهي أسطورة من طراز خاص، تناولها الكاتب الدكتور حسين دقيل، الباحث في الآثار اليونانية والرومانية، بصورة غاية في الجمال والتصور الذي يجعلك تعايش الأحداث.. إيزيس وأوزوريس.

وبعد أن أبدى (التاسوع) تعاطفا مع (ست)، تكلَّمَ حور بن إيزيس، قائلا: هذا في الواقع ليس بالحسن بأن أُظلَم أمام التاسوع، وأن تُغتصَب مني وظيفة والدي أوزير.
وعندئذ غضبَتْ إيزيس (أم حور) من التاسوع، وأقسمت بالله قائلةً: بحياة والدتي المعبودة «نيت»، وبحياة «بتاح» ذي الريش العالي وحاني قرون المعبودات، إن هذه الألفاظ ستُوضَع أمام رع الأمير الجليل قاطن عين شمس.

أقرأ أيضا: حور وست .. الحلقة الأولى

إقرأ أيضًا: حور وست/ 2.. (نيت تحكم)

إقرأ أيضًا: حــور وســت/ 3.. (كيــف أضحكــت حتحـور والدهــا رع؟!)


وعلى ذلك تراجع التاسوع مسترضيا إياها، قائلا: لا تثوري يا إيزيس؛ فإن الحقوق ستُعطَى مَن كان على حق، وإنّ كل ما قلته سيُنفَّذ!
فاغتاظ «ست» من التاسوع عندما قالوا هذه الكلمات لإيزيس الجليلة أم حور، وقال لهم غاضبا ومهددا: سآخذ سيفي الذي يزن 450 رطلًا وأقتل به واحدًا منكم كل يوم … ثم أقسم «ست» يمينًا لـ (رع) قائلًا: لن أتناقش بعدُ أمام العدالة ما دامَتْ إيزيس هنا!!

حور وست/ 4.. (إيزيس تمكر بـ ست)
حور وست/ 4.. (إيزيس تمكر بـ ست)


وعندئذٍ استجاب «رع» لـ ست، وقال للتاسوع: اعبروا إلى «جزيرة الوسط» وافصلوا بينهما هناك وقولوا ﻟ «عنتي» (وكان عنتي معبودا برأس الصقر يعمل بحارا بالمركب) قولوا له لا تعبر بأية امرأة في صورة إيزيس. وعلى ذلك عبر التاسوع إلى «جزيرة الوسط» وجلسوا يأكلون وليست معهم إيزيس!!


ولما علمت إيزيس بذلك، حاولت الذهاب إلى هناك، فاقتربت من (عنتي) عندما كان جالسًا بقرب قاربه، وكانت قد غيَّرت نفسها في شكل امرأة عجوز، وسارت منحنية، وكانت تلبس خاتمًا من ذهب في إصبعها، وخاطبته قائلةً: لقد أتيتُ إليك لتعبر بي إلى «جزيرة الوسط»؛ لأني حضرتُ بهذا الوعاء من الدقيق إلى صبي صغير يحرس بعض الماشية في « جزيرة الوسط » منذ خمسة أيام إلى هذا اليوم، وهو جوعان.


فقال لها: لقد قيل لي لا تعبر بأية امرأة.


فقالت له: ما قيل لك خاص “بإيزيس” فقط.
فقال لها: ما الذي ستعطينه إياي حتى أعبر بك إلى جزيرة الوسط؟
فقالت له إيزيس: سأعطيك هذا الرغيف.


وعندئذٍ قال لها طامعا في شيء أكبر من الرغيف: ماذا يكون رغيفك؟!
هل ينبغي لي أن أعبر بك إلى جزيرة الوسط، على حين أنه قيل لي: لا تعبر بأية امرأة، من أجل رغيفك هذا؟!
وعندئذٍ قالت له: سأعطيك الخاتم الذهبي الذي في يدي.


فقال لها: إذن أعطيني الخاتم الذهبي!!
فأعطته إياه، وعلى ذلك عبر بها إلى «جزيرة الوسط»، وبينما هي سائرة تحت الأشجار، إذ نظرت فرأت التاسوع وهم جالسون يأكلون في حضرة «رع»؛ ومعهم «ست» ، فلمحها ست وهي آتية من بعيد، فتلت تعويذة من سحرها وغيَّرت نفسها إلى عذراء جميلة الجسم لم يكن لها مثيل في الأرض قاطبةً، فوقع (ست) في حبها !!.


وحينئذٍ قام «ست» بعد أن كان جالسًا يأكل مع التاسوع العظيم، وذهب ليقابلها، ولم يكن قد رآها أحدٌ سواه، فوقف خلف شجرة وصاح بها وقال لها: إني أريد أن أكون معك أيتها الفتاة الجميلة!!


فقالت له: آآآه يا سيدي الرفيع.. آآه …
ثم ….

نقلًا عن الباحث في الآثار الرومانية واليونانية، المبدع د.حسين دقيل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »