المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم يسعى لتوظيف العلم في وجه الغلو والتطرف
أكد المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، الذي يشارك فيه وفد مصري برئاسة وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، أنه يسعى الى تسليط الضوء على ما أبدعته التجربة التاريخية للمجتمعات الإفريقية من مؤسسات تعليم أهلي، التي شكلت جذورا للمعرفة وجسورا للتواصل والتعايش السعيد، وحصونا منيعة في وجه الغلو والتطرف ودعوات الفرقة والاختلاف، وحواضن لقيم السلم والأخوة، وروافد للهوية الإفريقية الإسلامية الأصيلة.
كما أوضح المؤتمر، الذي ينعقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أنه يستهدف خلق منصة للحوار والتشاور بين صناع القرار والقادة الدينيين والنخب المجتمعية بغية الإسهام في استقصاء الطرق التي يمكن من خلالها لمؤسسات التعليم الأهلي أن تستعيد دورها في تعزيز السلام وروح الوئام وتقوية مناعة المجتمعات ضد الأفكار المتطرفة، وكيفية إثراء هذه التجربة الأصيلة بما استجد من مقاربات تعليمية حديثة.
وسيتابع المشاركون في الملتقى، على مدى ثلاثة أيام، جلسات علمية تتناول مواضيع متعددة تشمل “التعليم العتيق” في إفريقيا -وهو نموذج تاريخي للتعليم الديني- ودوره في توفير الأمن الفكري ومكافحة التطرف وصناعة السلم الأهلي، وواقعه في سياق الدولة الوطنية والعولمة، وآليات تكامله وتعاونه مع التعليم الحديث، والتحديات التي تواجه استدامته.
ويُنظَم في إطار هذا الملتقى السنوي جلسة تحت عنوان “قمة المرأة والشباب: التحصين والتمكين”، التي ستشهد تقديم جملة من العروض والمداخلات تستعرض آليات تمكين هاتين الفئتين من المجتمع في مختلف المجالات، وتحصينهم ضد الغلو والتطرف.
وفي هذا الصدد، قال رئيس المؤتمر، عبد الله بن بيه، إن هذا اللقاء السنوي يشكل محطة في إطار البحث عن تعزيز مصادر السلم في إفريقيا والعالم، مشيرا إلى أن اختيار “التعليم العتيق” عنوانا لهذه الدورة يعود لكون التعليم يشكل أحد أبرز عوامل غرس ثقافة السلم والأمن.
وأشار إلى أن هناك ثلاث تحديات تواجه التعليم العتيق في مقدمتها تأطير الكادر البشري، والمورد المالي، والمأسسة والتنظيم، مستعرضا الإجراءات التي من خلالها يمكن تجاوز هذه التحديات.
وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ضرورة تقنين أوضاع منظمات “التعليم العتيق”، وأن تكون تحت سمع الدولة وبصرها وإدارتها ومتابعتها وإشرافها، وألا تترك للجماعات التي تتخذ من غطاء التعليم وسيلة مبكرة لتجنيد الشباب لصالح أيدلوجياتها، حيث أنه لا لواء فوق لواء الدولة.
وقال جمعة – في كلمته أمام الملتقي الرابع للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، والذي افتتح بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في نواكشوط، اليوم /الثلاثاء/، تحت عنوان “التعليم العتيق في إفريقيا” – “إن من واجب العلماء، حماية الأوطان والمحافظة عليها بكل قوة لإحلال السلم العالمي”.
وأشار إلى ضرورة إسناد عملية التعليم، أيا كان نوعها، إلى خبراء أكفاء معتمدين وطنيين، ولاسيما في مجال التكون الديني لأن اختطاف النشأة من قبل جماعات التطرف يشكل خطرا على السلم المجتمعي، وربما يتجاوزه إلى تهديد السلم الإقليمي والعالمي، مضيفا أنه “يجب دعم اللغة العربية التي لا يمكن فهم القرآن والحديث دون فهمها، وأن اتقان لغة الضاد يجب دعمها خدمة للدين في القارة الإفريقية”.
وتابع: أن “العلاقة بين العلم والسلم، وبعبارة أدق بين صحيح العلم والسلمأ فهي علاقة مرتبطة، لأننا مهما حققنا صحيح العلم الشرعي مهدنا طريق السلم، وكلما كان الجهل كان الغلو والتطرف، وأن أهم فرق بين العلماء والجهلاء هو مدى الفهم، فالعالم يدرك أن الأصل في الأشياء هو الحل والإباحة والتيسير، وأن التحريم والمنع هو استثناء من الأصل، وأن السلم هو الأصل، والحرب استثناء لطروفها”.
ولفت إلى أن الجهلاء يجعلون الاستثناء أصلا غير مدركين الفرق بين القاعدة واستثناءاتها، وأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحةن مشددا على أن التاكيد على السلم المجتمعي بين أبناء الوطن الواحد لا يقل أهمية عن السلم العالمي العام.
كينيا.. تنضم رسمياً للتحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب والتطرف