السنغال .. وفاة”عباس نديوني” أحد رواد الأدب السنغالي والافريقي
في مسقط رأسه بقرية بورينجي بالقرب من العاصمة دكار في السنغال، شيع الآلاف جثمان الأديب السنغالي والكاتب عباس نديوني الذي أشتهر بأديب “القصص البوليسية” لكن رغم قلة عدد رواياته إلا أنها كانت تثير ضحة كبري و تتلقفها دور النشر العالمية وبعضها أصبح مقرراً علي طلبة المدارس في السنغال.
عباس نديوني ولد في قرية بورينجي بالقرب من العاصمة دكار عاصمة السنغال في 16 ديسمبر 1946، التحق بالمدرسة القرآنية المحلية في البداية، ثم بضغط من والده التحق هو وأخوه بالمدرسة الفرنسية، درس التمريض وعمل به منذ عام 1966، وظل فى هذه المهنة حتى تقاعده.
وفي عام 1968 تزوج وصار لديه 7 أبناء، وكان يعيش في روفيسك، وهي بلدة لصيد الأسماك على بعد حوالي عشرين كيلومترًا من داكار.
كانت الرواية الأولى لـ عباس نديوني هي (الحياة في دوامة) وناقشت تجارة (الماريجوانا) و تعاطيها من قبل الشباب العاطلين عن العمل وضباط الشرطة والبيض في السنغال، وتسببت الرواية فى ضجة كبرى كما أنها جذبت انتباه دور النشر الباريسية إليه والرواية الآن تدرس في مدارس السنغال.
أما روايته (رماتا) فصدرت عام (2000) وتحكي عن امرأة سنغالية جميلة وغنية، تبلغ من العمر 50 عامًا، تبحث عن ملذاتها مع الشاب الذين فى عمر أطفالها، وقد تحولت الرواية إلى “فيلم سينمائى”.
وبوفاة عباس نديوني عن عمر يناهز 77 عاماً، يفقد عالم الكتابة السنغالية والإفريقية كاتباً موهوباً، أسر القراء بكثافة فكرية، وتمكن من تأكيد كتابته بموهبة وجرأة، كرمته قريته خلال حياته باختياره الأب الروحي لمكتبتها الإعلامية.
وعلي الرغم من أن نديوني لم يحصل إلا علي شهادة متوسطة الا ان رواياته كانت تمتاز بالقوة والتماسك وتنساب الجمل منها كالحليب الذي يخرج من الضرع، وبخاصة في القصص مثل، من الحياة في دوامة (1 و 2) إلى مبيك مي، مرورا بالاعتداء على أمواج المحيط الأطلسي وراماتا، استطاع أن يحتل مكانا مفضلا في الأدب السنغالي والإفريقي.
عقد العزم منذ صغره على أن يصبح كاتبًا، ووفقًا لأحد مقاطع الفيديو الخاصة به والتي غمرت شبكة الإنترنت مع إعلان وفاته، أكد القراء أنهم كانوا يبحثون عن رواياته بصعوبة في المكتبات حول العالم وبخاصة في باريس، نظرا لأنها كانت تباع بأرقام مرتفعة فعلي سبيل المثال رواية
” La vie en Spirale بلغ سعرها في دور النشر الفرنسية نحو ثمانين يورو، وهذا يوضح مدى شعبية رواياته،” وهذا ليس مؤخراً لكن منذ صدور روايته الأولى “الحياة لولبيا”،التي صدرت عن دار جاليمار في باريس ضمن ” السلسلة السوداء”، في العام 1998، وهي رواية بوليسية سوداء متسللة داخل عالم المخدرات في الصومال وتجارة حشيشة الكيف المسماة هناك باللغة المحلية ” الوولوف” اليامبا، وروايته الثانية “راماتا”، صدرت أيضا في باريس عن الدار نفسها في العام 2000، وفيها يقوم عباسي بفضح التهاون والإهمال والفساد في العاصمة السنغالية، وها هو ذا يصدر الآن روايته الجديدة ” ميبيكي مي”، التي تحمل عنواناً ثانياً مترجماً للعنوان هو “اقتحام أمواج الأطلسي”.
إقرأ أيضا:-
“سنغور “الرئيس السنغالي الشاعر والأديب الذي ترك السلطة بإرادته وكتب إنتاجه بـ 3 لغات
“محمد عبلة ” .. عودة وسام “جوته الالماني ” الي افريقيا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.