الطريق إلي قصر الرئاسة بدكار .. ماراثون رئاسي ساخن في السنغال
انطلق صباح اليوم الأحد ماراثون الانتخابات الرئاسية في السنغال حيث فتحت مراكز الاقتراع في السنغال أبوابها اليوم /الأحد/ أمام أكثر من سبعة ملايين شخص؛ لانتخاب الرئيس الخامس للبلاد خلفا للرئيس السنغالي ماكي سال , في انتخابات هي الأكثر سخونة بعد أشهر من الاضطرابات التي هددت الديموقراطية في واحدة من أكثر دول غرب أفريقيا استقرارا .
ويشهد السباق الانتخابي في السنغال منافسة شرسة بين 18 مرشحا , 17 رجلا وامرأة واحدة ترشحوا لمنصب رئيس البلاد علي رأسهم أمادو با رئيس وزراء حكومة ماكي سال، وباسيرو ديوماي فاي المؤسس المشارك لحزب “باستيف” المنحل للمعارض عثمان سونكو، وإدريسا سيك رئيس وزراء سابق، وخليفة سال عمدة داكار السابق.
وبحسب وكالة أنباء “أسوشيتيد برس” الأمريكية، فإنه من المقرر أن تكون انتخابات اليوم رابع انتقال ديموقراطي للسلطة في السنغال منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960، وهي أيضًا أول تصويت دون وجود شخص بارز في الاقتراع منذ فرض حدود على فترات الولاية، حيث لا يوجد مرشح واضح بين المرشحين الـ 19.
سال يدلي بصوته
Le Président @Macky_Sall a voté ce matin au collège Thierno Mamadou Sall du quartier Peulgha.
Accompagné de son épouse, la Première Dame Marième Sall, il a accompli son devoir citoyen avant de s’adresser à la presse. pic.twitter.com/MBZ4IJH04E— Présidence Sénégal (@PR_Senegal) March 24, 2024
إيكواس تنشر فريق مراقبين
وذكرت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ” إيكواس ” أن البروفيسور إبراهيم غمباري، رئيس بعثة مراقبة الانتخابات (EOM) المنتشرة من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا،قام بزيارة العديد من المراكز ومراكز الاقتراع للإشارة إلى البداية الفعلية للعمليات .
كما قام رئيس بعثة مراقبة البعثة التابعة للإيكواس بزيارة غرفة المتابعة التي يوجد بها الفريق الفني التابع لإيكواس المسؤول عن تجميع جميع التقارير من المائة مراقب الذين نشرتهم منظمة غرب أفريقيا، وكذلك غرف المتابعة التابعة لشبكة غرب أفريقيا لمراقبي العمليات. توطيد السلام (WANEP) وجماعة المجتمع المدني من أجل الانتخابات.
وقال جمباري إنه راض بشكل عام عن الوضع نظرا لعدم الإبلاغ عن أي حوادث كبيرة , معربا عن تقديره “للمناخ السلمي والسلمي” الذي ساد خلال النهار وكذلك خلال الحملة الانتخابية التي سبقت التصويت.
ودعا رئيس بعثة إيكواس لمراقبة الانتخابات السنغالية ,السنغاليين إلى المثابرة في هذا الاتجاه , كما دعا الأطراف المعنية إلى احترام النتائج التي ستعلن رسميا، وحثهم على ضبط النفس وتفضيل البحث عن التوافق وعدم اللجوء إلى القنوات القانونية إلا في حالة حدوث خلاف.
وقال جمباري ” من المهم أن نتذكر أنه عشية الانتخابات، أرسلت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة رسالة إلى السنغاليين من أجل حسن سير الانتخابات الرئاسية. ودعت اللجنة الانتخابية الوطنية السنغالية، من خلال رئيسها عبد الله سيلا، السنغاليين إلى إظهار نضجهم السياسي مرة أخرى أمام العالم، والذهاب بكثافة إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد والتصويت بسلام للمرشح أو المرشح الذي يختارونه.
سباق رئاسي شديد السخونة
وسلطت وكالة أنباء “أسوشيتيد برس” الأمريكية الضوء على انتخابات الرئاسة في السنغال والتي بدأت ، اليوم /الأحد/ .. واصفة هذا السباق الرئاسي بأنه شديد التنافس شابته أشهر من الاضطرابات التي تهدد الديمقراطية في واحدة من أكثر دول غرب إفريقيا استقرارًا.
وذكرت الوكالة، في تقرير نشرته اليوم، أن الانتخابات في السنغال ستنعقد بعد الكثير من انعدام اليقين في أعقاب الجهود الفاشلة التي بذلها الرئيس ماكي سال لتأجيل التصويت في 25 فبراير حتى نهاية العام، قبل الإعلان عن عفو مفاجئ عن السجناء السياسيين؛ الذي أُطلِق بموجبه سراح شخصيتين معارضتين بارزتين من السجن الأسبوع الماضي وسط احتفالات مبهجة.
ومن المقرر أن تكون انتخابات اليوم رابع انتقال ديمقراطي للسلطة في السنغال منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960 وهي أيضًا أول تصويت دون وجود شخص بارز في الاقتراع منذ فرض حدود على فترات الولاية حيث لا يوجد مرشح واضح بين المرشحين الـ 19 ، بما في ذلك امرأة واحدة.
وفي هذا الصدد، قال محلل شؤون إفريقيا في مجموعة أوراسيا، توتشي إني كالو، لوكالة أسوشيتد برس: “من المتوقع أن تكون هذه الانتخابات الأكثر تنافسية منذ إدخال سياسة التعددية الحزبية”.
كما نقلت الوكالة عن محللين آخرين قولهم إنه من غير المتوقع أن يفوز أي مرشح بأكثر من 50% من الأصوات، مما يعني أنه من المتوقع على نطاق واسع إجراء جولة إعادة بين المرشحين الرئيسيين ومن بين هؤلاء أمادو با، رئيس الوزراء السابق، وباسيرو ديوماي فاي، الذي يدعمه المعارض الشعبي عثمان سونكو.
ومُنع سونكو، الذي جاء في المركز الثالث في الانتخابات السابقة، من الترشح في شهر يناير الماضي بسبب إدانته السابقة في قضايا تشهير، وقد واجه سلسلة من المشكلات القانونية في السنوات الأخيرة يقول أنصاره إنها جزء من جهود الحكومة لعرقلة ترشيحه.
ومن بين المرشحين المحتملين الآخرين خليفة سال، عمدة العاصمة داكار السابق الذي لا علاقة له بالرئيس، وإدريسا سيك، رئيس الوزراء السابق الذي كان الوصيف في السباق الرئاسي لعام 2019، كما انسحب مرشحان هذا الأسبوع لدعم ترشيح فاي، في إشارة إلى بدء تشكيل ائتلاف يمكن أن يحدد نتيجة السباق، بحسب محللين.
وأوضحت “أسوشيتيد برس” أن الاقتصاد يأتي في مقدمة اهتمامات العديد من الناخبين السنغاليين، الذي تعرض لضغوط شديدة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، الناتج جزئيًا عن الحرب في أوكرانيا، فضلا عن انتشار البطالة بين شباب البلاد على نطاق واسع، مما يدفع الآلاف إلى المخاطرة بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر بحثا عن وظائف في الغرب.
اقتراع مشرع علي كل الاحتمالات
وفي تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية ” أ ف ب ” ذكرت فيه أن السنغاليين بدأوا الإدلاء بأصواتهم الأحد لانتخاب رئيسهم الخامس في اقتراع مشرع على كل الاحتمالات، تختار فيه البلاد ما بين الاستمرارية والتغيير الجذري بعد اضطرابات وأزمة سياسية مستمرة منذ ثلاث سنوات.
ونقلت ” أ ف ب ” عن ميتا ديوب وهي تاجرة عمرها 51 عاما قولها أمام مركز اقتراع في دكار “نجحنا أخيرا الحمد لله. لم تكن الفترة الأخيرة سهلة للسنغال التي شهدت عدة تقلبات. لكن كل هذا بات خلفنا الآن”.
وعلى غرار سائر الناخبين، اختارت ميتا من بين اللوائح الانتخابية الـ19 المعروضة، وبينها لوائح مرشحَين انسحبا من السباق، وبعد الإدلاء بصوتها، غمست إصبعها في الحبر الأحمر وفق التعليمات السارية لمنع الناخبين من التصويت أكثر من مرة.
ووقف عشرات الناخبين ينتظرون دورهم بهدوء أمام المركز الذي أقيم في مدرسة، وهو ما شاهده صحافيو وكالة فرانس برس في كل المراكز التي انتشروا فيها.
غير أن اللوائح وصناديق الاقتراع تحمل عنوان “الانتخابات الرئاسية في 25 شباط/فبراير”، وهو التاريخ المحدد بالأساس لهذا الاقتراع قبل أن يتم تأجيله في اللحظة الأخيرة، ما أشعل أزمة سياسية خطرة.
ودعي نحو 7,3 ملايين ناخب للتوجه إلى حوالى 16 ألف مركز اقتراع أقيمت في كل أنحاء البلاد وخارجها، والاختيار بين مرشح السلطة أمادو با و16 منافسا بينهم امرأة والمرشح المناهض لمؤسسات السلطة باسيرو ديوماي فاي.
والمرشحان الأوفر حظا هما أمادو با (62 عاما)، رئيس الوزراء حتى قبل بضعة أسابيع والذي اختاره الرئيس المنتهية ولايته ماكي سال ليخلفه، وباسيرو ديوماي فاي (43 عاما)، “مرشح تغيير النظام” و”الوحدة الإفريقية اليسارية” ,وفيما يعتزم با إبقاء البلاد في مسارها الحالي، قد يشكل فوز ديوماي فاي انطلاقة لإعادة نظر شاملة في النظام برمته.
ويؤكد المرشحان قدرتهما على الفوز منذ الدورة الأولى الأحد بدون خوض جولة ثانية تبدو محتملة غير أنه لم يتم تحديد موعد لها , ويُذكر رئيس بلدية دكار السابق خليفة سال (68 عاما) كمرشح يمكن أن ينافسهما.
ماكي سال يحذر
وفي سياق هذه المنافسة الشديدة، حذر ماكي سال الأحد المرشحين من إعلان الفوز بصورة مبكرة، وقال “لا يعود لأي مرشح ولا لأي معسكر أن يعلن انتصارا أو يكشف نتائج. هذا المساء، ستتكلم صناديق الاقتراع، وستعكس خيار السنغاليين”، مؤكدا أن عملية الاقتراع تجري “بصورة جيدة”.
وتبقى مراكز الاقتراع مفتوحة حتى الساعة 18,00 (بالتوقيتين المحلي وغرينتش). وقد تُعلن النتائج الأولوية الموقتة ليلا، على أن تصدر نتائج رسمية جزئية في وقت لاحق الأسبوع المقبل.
وستكون الانتخابات محل متابعة دقيقة، إذ تعتبر السنغال من أكثر الدول استقرارا في غرب إفريقيا، فيما شهدت المنطقة انقلابات. كذلك ترتبط دكار بعلاقات وثيقة مع الغرب بينما تعزز روسيا مواقعها في الجوار ,وينشر المجتمع المدني والاتحاد الإفريقي والجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الأوروبي مئات المراقبين.
وكان مقررا أن يدلي السنغاليون بأصواتهم في 25فبراير، لكن تأجيلا في اللحظة الأخيرة أثار أعمال عنف خلفت أربعة قتلى. وشكلت بلبلة استمرت عدة أسابيع اختبارا للديموقراطية في السنغال، إلى أن تم تحديد تاريخ 24 مارس.
واقتصرت الحملة الانتخابية على أسبوعين في وسط شهر رمضان , ولم يترشح الرئيس المنتهية ولايته الحاكم منذ 12 سنة والذي فاز بولاية جديدة بنسبة كبيرة في 2019.
استمرارية ام “مغامرة”؟
ويندرج ترشيح أمادو با في استمرارية عمله، وهو يؤكد أنه سيقف حاجزا بوجه “المغامرين” و”الهواة” في السياسة. وقال في آخر مهرجان انتخابي عقده الجمعة “لسنا بحاجة إلى مسؤولين يحتاجون إلى سنتين من التدريب … نحن بحاجة إلى تعزيز مكتسباتنا. نحن بحاجة إلى المضي أبعد وأسرع”.
وتعهد توفير مليون وظيفة خلال خمس سنوات، لكنه سيواجه أيضا تبعات ما خلّفه عهد سال من فقر متواصل وبطالة مرتفعة ومديونية فادحة وهجرة آلاف الأشخاص في مراكب متداعية كل سنة بحثا عن حياة جديدة في أوروبا، ومئات الاعتقالات التي جرت مؤخرا.
وشهدت البلاد منذ 2021 فترات من الاضطرابات نتيجة الصراع الشرس بين المعارض عثمان سونكو، مستشار المرشح ديوماي فاي، والسلطة، فضلا عن التوتر الاجتماعي والغموض الذي أبقى عليه الرئيس لفترة طويلة حول احتمال ترشحه لولاية ثالثة. واستمرت الأزمة مع تأجيل الانتخابات.
مخاطر توتر
وأطلق سراح سونكو وفاي في 14 مارس مع بدء الحملة الانتخابية، بعد توقيفهم لعدة أشهر. وبعد إبطال ترشيح سونكو للرئاسة، وضع نفسه في خدمة مساعده فاي.
وأكد فاي الذي يفتقر إلى كاريزما سونكو وشعبيته، خلال مهرجانه الانتخابي الأخير الجمعة أنه “جاهز” لتولي الرئاسة. ويحذر فاي وسونكو بأن با سيشكل استمرارية لعهد سال ويصفانه بأنه “موظف صاحب مليارات”, وتوقع سونكو الأحد فوزا “ساحقا” لفاي من الدورة الأولى.
ويطرح فاي الآتي على غرار با من أعلى درجات إدارة الضرائب، أسئلة حول مصدر ثروة زميله السابق , وتعهد فاي الجمعة “إعادة تأسيس” السنغال، وهو مشروع منتشر في دول الجوار. وينص برنامجه على معاودة التفاوض بشأن عقود المناجم والمحروقات والاتفاقيات الدفاعية المبرمة. وسعى فاي وسونكو لطمأنة المستثمرين الأجانب.
إقرأ المزيد :
السنغال: أكثر من 7 ملايين مواطن يختارون خليفة ماكي سال
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.